المؤتمر نت - العودة بالذاكرة إلى الثاني والعشرين من مايو المجيد 1990م، هي عودةٌ حتمية  لمرحلة جديدة ومولد تجدد  لليمن السعيد وشعب قدر له ان يشهد فصل مشر

بقلم المهندس/ هشام شرف * -
فصل مشرق وسيناريوهات فاشلة .. وزير الخارجية يكتب عن العيد الـ 30 للجمهورية اليمنية
العودة بالذاكرة إلى الثاني والعشرين من مايو المجيد 1990م، هي عودةٌ حتمية لمرحلة جديدة ومولد تجدد لليمن السعيد وشعب قدر له ان يشهد فصل مشرق من قصة حياته ، حيث وفي هذا اليوم الأغر تحققت الوحدة اليمنية المباركة وعادت اللحمة اليمنية والبيت اليمني الواحد إلى الوضع الطبيعي، بل وتحطمت كل معاول التقسيم والتشطير وسيناريوهات الفرقة الفاشلة على أيدي المخلصين الشجعان من أبناء اليمن ،وعادت البسمة والبهجة إلى قلوب الملايين من أبناء اليمن الطيبين البسطاء من يعيشون على ارض اليمن ويحبونها وتحقق حلمهم بعد انتظار طويل..

ففي الوقت الذي كان العالم يشهد انقسامات وتشظى هنا وهناك وتفكك الاتحادات والمنظومات الدولية، برزت الحكمة اليمنية في خطوات من قادوا جهود الوحدة كشاهد حي على عظمة أبناء هذا الشعب وصموده في سبيل تحقيق حلمه الأزلي المتمثل بالوحدة اليمنية الخالدة التي كانت ولا زالت مثار إعجاب وتقدير من مختلف القوى والمكونات الدولية والإقليمية والمحلية ،عدا حفنة من المتربصين بهذا الشعب ومنجزاته ومن يكره عظمته وكيانه ، وهم الذين لم يرق لهم ما تحقق في هذا اليوم العظيم، حيث بدأوا معاودة مايجيدونه دائما الا وهو تدبير المؤامرات والدسائس وتمويل مشاريع التقسيم والتمزيق .

لم يمضِ على إعادة تحقيق الوحدة المباركة سوى بضع سنوات حتى بدأ من يصطاد في المياه العكرة ويخلق المشاكل ويثير النعرات بقصد التفريق بين الأخوة ، وكلها انشطة مشاريع صغيرة وضيقة اهدافها شخصية او مناطقية لاتمت لرغبات الشعب اليمني بشئ ،بل وتخدم اجندات خارجية تستهدف اليمن وشعبه ،، ولعل ما حدث في صيف 1994م كان نتيجة طبيعة لتلك المؤامرات التي كادت تعصف بشعب اليمن والبيت اليمني من جديد لولا وقوف السواد الأعظم من أبناء اليمن ضد ذلك المشروع، وهي فعلا ازمة او مرحلة تركت خدوشا وعلامات ظاهرة في جدار البيت اليمني حتى اللحظة.

صحيح أن مرور ثلاثين عاما على إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة كفيلة بافهام من لايفهم ان القرار بوحدة اليمن يعود للشعب ولاغيره وليس للاشخاص او الزعامات او الجماعات، وهو الشارع اليمني الكفيل بتفويت كل مشاريع التقسيم والتمزيق مهما كانت لافتاتها ومخططاتها ،وهي الملايين الساكنة الان والهادرة غدا بمواجهة من سيقف ضدها وهي جحافل الشعب القوية والهادرة الكفيلة أيضا بأن تثبت هذه الوحدة الازلية اللتي تخدم اليمن وشعبه وليس الجماعات او الاشخاص ،وهي الوحدة المباركة اللتي ستكون نواة للوحدة العربية الشاملة،واللتي لايزال البعض يراها حلما لكنه في الوجدان ، لا سيما وأن الشعب اليمني موحدا بالفطرة شاء من شاء وابى من ابى ، ويعلم الكل كيف كانت عدن قبل 1990م تحتضن كل أبناء اليمن دون تمييز وعلى وجه الخصوص أبناء المحافظات الشمالية وأيضا صنعاء كانت ولا تزال ملاذاً أمناً لأبناء المحافظات الجنوبية، فاليمنيون كانوا ولا زالوا اخوة متحابين وموحدين ودم واحد يجري بالعروق ،، بقلوبهم وعاداتهم وتقاليدهم ودينهم ولغتهم حتى عندما حاول الأعداء تمزيق البيت اليمني واختلاق الحواجز والحدود.

وما يؤسف له بالفعل أننا نحتفل بالعيد الثلاثين للوحدة المباركة في ظل ظروف غاية في التعقيد بكل جوانبها ، وفي ظل عدوان وحصار خانق على مدى خمسة أعوام ولازال مستمرا ، وفي ظل دعوات غريبة وباهتة لبعث النعرات الطائفية والعرقية والمذهبية وتحريضات وحرص شديد ،ممول خارجيا ، من قبل الأعداء للعودة بالوطن إلى ما قبل الثاني والعشرين من مايو العظيم.

والمؤلم هنا أن ثمة من يستجيب لهذه الدعوات ويعمل تحت لوائها وخططها المشؤومة فبدلاً من أن يعمل الجميع ضد مشاريع الاحتلال ووقف العدوان الذي أكل الأخضر واليابس ودمر كل مقدرات هذا الوطن ومنجزاته على مدى عقود كثيرة..

نعم بدلا من ذلك ، نرى ونسمع عن من يقف مع مشاريع الفرقة وخطط تدمير الوطن دون وعي وادراك بالخطر الكبير ،بل ويساهم في تصدع البيت اليمني من الداخل من خلال بعض الممارسات الشاذة والمنبوذة الممولة ممن يكرهون البلد وشعبه في أكثر من مكان من الوطن الحبيب.

لهؤلاء وغيرهم اصحاب المشاريع الصغيرة والمؤقتة والفاشلة ، نقول لهم انتم لستم سوى ظاهرة وقتية ولو لديكم السلاح وارهاب الشارع والامكانيات الان فلن تدوم الغد،فهذه الملايين الساكنة والساكتة الان ستصحو لامحالة وستجدون انفسكم لوحدكم على قارعة الطريق دون تمويل ولا امكانيات ولاسلاح تخيفون به المسالمين من ابناء اليمن الطيبين واللذين هم ولاغيرهم اللذين سيكونون طوابير الاقتراع للوحدة والوطن والانتخابات ،، والوحدة باقية وخالدة حتى قيام الساعة وهي محفوظة في القلوب وتسري في الشرايين ولن تؤثر فيها هذه الصدوع وهذه النتوءات التي يحاول البعض توسيعها وزيادة عددها يوماً بعد يوم، فالوحدة باقية ما بقينا وهذا ما ستثبته الأيام بعد فشل مشاريع التقسيم والتمزيق وعودة المغرر بهم إلى جادة الصواب وحب وطن الثاني والعشرين من مايو بعيدا عن أي مصلحة أخرى أو وصايا ونفوذ يقف في وجه وحدتنا الأبدية الخالدة.


*عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام
وزير الخارجية بحكومة الإنقاذ الوطني
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 09:23 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/151121.htm