الجزيرة نت

المؤتمر نت -
الانتفاضة في عامها الرابع.. مكاسب وخسائر
شهدت القضية الفلسطينية خلال أعوام انتفاضة الأقصى الأربعة تحولات هامة كانت حصيلة لعوامل التأثير الداخلية والخارجية.
وجددت هذه الانتفاضة حالة الرفض الفلسطينية للاحتلال، ولكنها أيضا عبرت عن رفض فلسطيني لتقديم تنازلات ثقيلة في المفاوضات تتعلق بالقدس والمستوطنات.
وكان اشتراك كافة فصائل الشعب الفلسطيني في فعاليات الانتفاضة معلما أساسيا ومميزا لها وإن لم يتبلور ذلك في صيغة إجماع وطني على أهداف سياسية محددة لها.
وجاءت تداعيات أحداث 11 سبتمبر/ أيلول لتعيد خلافات الساحة الفلسطينية إلى مربعها الأول. فقد مورست ضغوط أميركية كبيرة على السلطة الفلسطينية والدول العربية بعد أن صنفت الإدارة الأميركية المقاومة الفلسطينية في خانة ما يسمى الإرهاب.
وترافقت الضغوط السياسية مع تصعيد عسكري إسرائيلي غير مسبوق دون أن يواجه بإدانة دولية فعالة باستثناء بعض الإدانات الخجولة لمجازر إسرائيلية فظيعة كتلك التي حدثت في مدينة جنين ومخيمها عام 2002.
حصيلة أربعة أعوام
وكانت حصيلة هذه الحملة العسكرية السياسية استشهاد ما يزيد عن 3500 فلسطيني بينهم 308 كانوا ضحايا لعمليات اغتيال إسرائيلية و772 طفلا.
ومن أبرز القيادات التي اغتالتها إسرائيل زعيما حركة حماس الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي، إضافة إلى الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو علي مصطفى.
وتجاوز عدد الجرحى الفلسطينيين 52500 مصاب خلال الأعوام الأربعة الماضية.
كما تم اعتقال أكثر من 28 ألف فلسطيني خلال فترات مختلفة لا يزال منهم سبعة آلاف خلف القضبان، وأبرزهم أمين سر حركة فتح مروان البرغوثي والقيادي البارز في حركة حماس الشيخ حسن يوسف ومئات القيادات والكوادر الفاعلة الأخرى.
وتوسعت قوات الاحتلال في إجراءاتها العقابية ضد الفلسطينيين في محاولة منها لثنيهم عن الاستمرار في الانتفاضة، فهدمت أكثر من 4500 منزل في قطاع غزة وحده، واقتلعت أكثر من مليون شجرة، وحاصرت الأراضي الفلسطينية، ومنعت التجول في العديد من المدن الفلسطينية لفترات طويلة.
ولم تسلم القيادة الفلسطينية من هذه الإجراءات إذ فرض على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الحصار أكثر من مرة ولا يزال محظورا عليه مغادرة مقره في رام الله، ورفضت إسرائيل إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين وأيدتها في ذلك الولايات المتحدة الأميركية.
إلا أن خسائر الإسرائيليين كانت هي الأخرى فادحة فحسب إحصائية لجهاز المخابرات الإسرائيلي الداخلي (شين بيت) فقد قتل 1017 إسرائيليا بينهم 314 جنديا أو شرطيا.
وشن الفلسطينيون 13508 هجمات بينها 138 عملية فدائية أسفرت عن سقوط 5598 جريحا بينهم 1032 جنديا أو شرطيا.
وتراوحت نسبة الخسائر البشرية الإسرائيلية إلى الفلسطينية بين واحد إلى ثلاثة وواحد إلى أربعة، وهي نسبة غير مسبوقة في الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فضلا عن أن الإسرائيليين تكبدوا خسائر اقتصادية وعانوا من مشكلات اجتماعية ونفسية بسبب الانتفاضة.
مستقبل الانتفاضة
ويقول مراقبون إن من أهم إنجازات الانتفاضة أنها أحدثت ثغرة أساسية في الموقف الإسرائيلي تتمثل بموافقة أحد أكثر زعماء إسرائيل تطرفا وهو أرييل شارون على الانسحاب من قطاع غزة بالكامل وأجزاء من الضفة الغربية وتفكيك مستوطناتها.
ومع ذلك فإن الخلافات حول آليات الانتفاضة ووسائلها وغاياتها النهائية استمرت في الساحة الفلسطينية.
ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع اليوم إلى إعادة تقييم الانتفاضة بإيجابياتها وسلبياتها، ملمحا بذلك إلى الخلاف حول العمليات الفدائية وراء الخط الأخضر والتي لم تتمكن جولات حوار فلسطينية عقدت في القاهرة وشارك فيها التنظيمان الرئيسان في الساحة الفلسطينية فتح وحماس من حلها.
وإلى حين تحقيق الانسحاب وما قد يترتب عليه من التزامات من السلطة الفلسطينية تجاه المقاومة، فإن تباين الرؤى الفلسطينية سيظل منضبطا في الإطار السياسي دون أن يتحول إلى صراع على الأرض.
أما دورة الصراع الفلسطيني– الإسرائيلي فيبدو أنها إلى استمرار ودوام طالما لم يتخل الإسرائيليون عن احتلالهم للأراضي الفلسطينية.
# الجزيرة نت
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 14-مايو-2024 الساعة: 07:40 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/15193.htm