المؤتمر نت -
د‮. ‬أحلام‮ ‬البريهي‮ -
الـ24 ‮‬من‮ ‬أغسطس‮.. ‬احتفاء‮ ‬بثراء‮ ‬التجربة‮ ‬واستمراريتها
شهد‮ ‬الـ24 ‮‬من‮ ‬أغسطس‮ ‬عام‮ ‬1982‮ ‬ حدثاً‮ ‬كبيراً‮ ‬مثَّل‮ ‬فاتحة‮ ‬للتحولات‮ ‬في‮ ‬اليمن‮.‬

في‮ ‬هذا‮ ‬التاريخ،‮ ‬كتبت‮ ‬شهادة‮ ‬ميلاد‮ ‬أكبر‮ ‬الأحزاب‮ ‬اليمنية‮: ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام،‮ ‬وفيه‮ ‬طويت‮ ‬صفحات‮ ‬مريرة‮ ‬من‮ ‬الاقتتال‮ ‬الداخلي،‮ ‬والصراع‮ ‬على‮ ‬السلطة،‮ ‬والحروب‮ ‬الشطرية‮.‬

منذ اليوم الأول، أسكتت البنادق وانطلقت مسيرة التنمية، ووجد الجميع فرصا متكافئة للمشاركة في الإدارة والحكم، وخطت البلاد خطوات جريئة في المسار الديمقراطي الذي تعزز بعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في الـ22 من مايو 1990م.

ولأن تأسيس المؤتمر كان ثمرة لتوحيد القوى الوطنية، فإن قضية الوحدة كانت ولا تزال مبدأ راسخا وقضية وجودية غير مطروحة على طاولة المساومات، وقد تجلت هذه الحقيقة بصورة أكبر ووحدة البلد، ووحدة التنظيم تحيط بهما مؤامرة ترعاها وتمولها دول العدوان، وتهدف إلى تفتيت صخرة‮ ‬الصمود،‮ ‬وتحييد‮ ‬المؤتمر‮ ‬عن‮ ‬القيام‮ ‬بدوره‮ ‬الوطني‮ ‬في‮ ‬الدفاع‮ ‬عن‮ ‬وحدة‮ ‬الوطن‮ ‬واستقلاله‮ ‬واستقراره‮.‬

لذا، فإن الاحتفاء بالرابع والعشرين من أغسطس ليس احتفاء بالماضي، وإنما هو تأكيد على استمرارية النهج والثبات على المبادئ، وشهادة على ثراء التجربة المؤتمرية، وكيف أنها تؤتي ثمارها في أحلك الظروف التي تمر بها البلاد.

ولعل من المهم ونحن نحتفي بذكرى التأسيس، أن نشير إلى أن النجوم تتوهج حين يخيم الليل وتشتد الظلمة، وهذا ما لمسناه في شخصية الشيخ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام، الذي تحمل المسؤولية في أصعب مرحلة يمر بها التنظيم الرائد طيلة تاريخه.

تمكن‮ ‬بشخصيته‮ ‬القيادية‮ ‬الفذة‮ ‬وروحه‮ ‬الوطنية‮ ‬ووعيه‮ ‬بحجم‮ ‬المسؤولية‮ ‬وخطورة‮ ‬المرحلة،‮ ‬أن‮ ‬يلم‮ ‬الشتات‮ ‬ويفتح‮ ‬المجال‮ ‬للمضي‮ ‬في‮ ‬المسار‮ ‬الوطني‮ ‬الذي‮ ‬التزمه‮ ‬المؤتمر‮ ‬منذ‮ ‬تأسيسه‮.‬

خلال فترة وجيزة، أثبت ما حاول الآخرون نفيه، ورسخ ما حاول البعض تبديده.. جمع حوله قيادات المؤتمر، ونال ثقة جماهيره العريضة على امتداد الأرض اليمنية، كما أثبت أن الشراكة مع القوى الوطنية المقاومة للعدوان والاحتلال وفي مقدمها أنصار الله، هي شراكة الاستعداد للتضحية‮ ‬لا‮ ‬السعي‮ ‬وراء‮ ‬المكاسب،‮ ‬

وقد‮ ‬لمست‮ ‬كل‮ ‬ذلك‮ ‬وأنا‮ ‬أتشرف‮ ‬بالعمل‮ ‬تحت‮ ‬قيادته،‮ ‬وبالتعلم‮ ‬في‮ ‬مدرسة‮ ‬حكمته‮ ‬ووطنيته‮.‬

وهنا أود الإشارة إلى أن المؤتمر بقدر ما صنع التحولات والزعامات، فإنه أفسح المجال للمرأة والشباب ليكونوا جزءا فاعلا في العمل التنظيمي والوطني، وليس مجرد أجزاء ديكورية في تنظيم أبوي كما هو حاصل في الأحزاب الكبيرة على المستوى العربي.

والاستمرار‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬النهج‮ ‬يعني‮ ‬أننا‮ ‬بإنصاف‮ ‬المرأة‮ ‬ودعم‮ ‬الشباب‮ ‬نحتفي‮ ‬اليوم‮ ‬بالمستقبل‮ ‬وبأدوار‮ ‬كبيرة‮ ‬ومراحل‮ ‬قادمة‮ ‬سيكون‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬فرس‮ ‬رهانها‮.‬

‮❊ ‬عضو‮ ‬اللجنة‮ ‬العامة
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 02:30 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/152600.htm