المؤتمر نت -
مشاكل تعترض مسلمي موريشيوس
من أهم المشكلات التي يعيشها مسلمو موريشيوس إن المدارس الإسلامية تعلم الناس العبادات والواجبات تجاه الله ولا تعلمهم القيم الأخلاقية للتعامل مع البشر، خاصة وهم مجتمع متعدد الأعراق والديانات وتركز هذه المدارس على الشعائر وتهمل القيم الأخلاقية، مما أثر في تصرفات وتعامل بعض المسلمين مع الآخرين ومع بعضهم بعضا مما لا يجعلهم النموذج الطيب للمسلم الذي يجذب الناس إلى الإسلام، كما إن الصراعات والخلافات بين المسلمين على الزعامة والانعزال عن المجتمع وعن غير المسلمين؛ من المشاكل الأساسية لمسلمي موريشيوس.
والمسلمون في موريشيوس عددهم يقدر بـ210,000 معظمهم من أصل هندي، وعدد السكان 1,2 مليون نسمة وبدأ وجود المسلمين في القرن 18م، وأوائل المسلمين من البحارة والتجار والحرفيين وبعض الأفارقة، استقدمهم المستعمرون من شرق إفريقيا، وبعض المسلمين في موريشيوس يحتلون مواقع هامة في الحياة السياسية والمهنية والمناصب الحكومية، وكان اقتصاد البلاد يعتمد على زراعة قصب السكر ولكنه تطور إلى إنتاج صناعي متعدد وصادرات متعددة، واستثمارات من الصين وتايوان في الصناعات، وخاصة الأقمشة وتطورت السياحة والفنادق ووصل عدد السياح إلى 700 ألف سنويا، وللمسلمين 3 وزراء في الحكومة، وفي النواحي الاجتماعية فالمسلمون منظمون لمساعدة بعضهم البعض، وأسست جمعيات لجمع الزكاة ومساعدة الفقراء والأرامل والأيتام وتمويل المساجد والمدارس، وأسست لجان للأوقاف للإشراف عليها، وقد حقق المسلمون نتائج طيبة، منها الحصول على تمثيل في البرلمان ومجلس الوزراء، واعتبار العيد عطلة رسمية والسماح في الأعمال للمسلمين بأداء صلاة الجمعة، وإنشاء مجلس إسلامي للعائلة، وتعليم اللغة العربية في المدارس، ومنح الحكومة مساعدات للحجاج وللمدارس والمساجد.
وفي هذه البلاد 200 مسجد و 250 مدرسة تستفيد من مساعدات مالية حكومية وهنالك مدارس ومعاهد خاصة للتعليم الديني والمهني.
ويعيش المسلمون في سلام مع إتباع الديانات الأخرى، ويتركز المسلمون في العاصمة بورت لويس، وتنتشر المدارس والمساجد في كل مكان، وتخصص الإذاعة ساعتين يوميا للمسلمين، وفي التلفيزيون برنامج أسبوعي مع تقديم برامج في المناسبات الخاصة، ومع كل الخطوات والانجازات الطيبة للمسلمين؛ فإن مسلمي موريشيوس يواجهون مشكلات، منها عزلتهم عن المجتمع؛ مما يؤدي إلى تهميشهم، ووجود بعض المتطرفين الذين يدعون إلى أفكار ومبادئ ضد دستور ونظام البلاد الديمقراطي الليبرالي، وهناك مشكلة قيام بعض المسلمين بالادعاء والاعتقاد إن كل مشكلة يواجهونها هي تمييز ضد المسلمين وخاصة مشكلة عجز بعض المسلمين عن الحصول على وظائف، وذلك راجع إلى إهمالهم التعليم الحديث والحرف والمهن وظهور التطرف السياسي.
ومن المشاكل عدم احترام المسلمين للأنظمة في قيادة السيارات وفي توقيفها في الشوارع وعلى الأرصفة وعلى طرق المشاة وعند عودة الحجاج من الحج يتجاوزون حدود الوزن للحقائب ونظام الجمارك ويعتبرون ذلك حق لهم ورفض البعض من المسلمين التام والصريح للنظام الاجتماعي والقضائي والسياسي للبلاد، وبعضهم يدعو لإقامة الخلافة في بلد يمثلون فيه 15% ويحسن إليهم.
ومن المعوقات في حياة مسلمي موريشيوس رفض كثير من المسلمين التعامل مع غير المسلمين، وتحذير الإباء أطفالهم من الأكل والشرب مما يقدمه غير المسلمين، وهذا مما يجعل العزلة تبدأ من سن الطفولة، وهذا يسمي المبالغة في الخصوصية الإسلامية في موريشيوس التي لم تحدد للناس بشكل واضح، بسبب الصراعات المذهبية بين المذاهب الكثيرة المتنافسة وعدم وجود زعامة موحدة للمسلمين منذ 30 عاما وهذا الأمر أدي إلى المزايدة بين المدارس الفكرية والمذهبية الكثيرة وظهر بين المسلمين تطرف متزايد في الاهتمام بالخصوصية الإسلامية والمبالغة في ذلك والتطرف في العبادات وإهمال الأخلاق وتطرف في التصرفات الاجتماعية مع التحايل على الأنظمة والكراهية لغير المسلمين، وهذا يتعارض مع تعاليم الإسلام الذي يدعو إلى الأخلاق الحميدة والأمانة واحترام الآخرين.
وقد أشار باحثون مسلمون إلى ضرورة دراسة أسباب التطرف والعزلة بين بعض مسلمي موريشيوس من خلال دراسة مناهج التعليم الإسلامي وتأثير جماعات متطرفة قادمة من لندن والبلاد العربية مثل: (حزب التحرير) و(المهاجرون)، ودراسة ظاهرة العداء للدولة ومؤسساتها رغم ما تقدمه من حريات للمسلمين وتعمق الخلافات بين المسلمين.
واهم المشاكل في التعليم الإسلامي، التركيز على العبادات وإهمال تعليم الأخلاق والتعامل مع الآخرين، وإهمال التوعية بطبيعة التعددية في البلاد الدينية والثقافية.
الوكالة الاسلامية
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 01:31 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/20299.htm