المؤتمر نت -
مجمع الفقه يدرس "القراءات الجديدة" للقرآن
على مدى ستة أيام تتواصل أعمال الدورة السادسة عشرة لمؤتمر مجمع الفقه الإسلامي الدولي في دبي، ويتواصل معها طرح رؤى فقهية تثير جدلا واسعا وتباينات ونقاشات ساخنة بين المشاركين في المؤتمر.
نقاشات الإثنين 11-4-2005 ركزت على "القراءة الجديدة للقرآن والنصوص الدينية"، حيث نوقشت 8 بحوث تراوحت وجهات النظر فيها بشأن "القراءات الجديدة" بين مؤيد لقراءة تتفق ومتغيرات العصر وبين رافض لها، فيما سعى قسم ثالث إلى تبني منحى يحاول التمييز بين أصحاب هذه القراءات وعدم وضعها جميعا في سلة واحدة. وأفضت النقاشات إلى قرار عملي بحصر كل ما كتب عن القراءات الجديدة للقرآن لمناقشتها بالتفصيل.
الدكتور "أكمل الدين إحسان أوغلو" الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي كان في مقدمة من أبدى تأييدا لقراءة "عصرية" للقرآن الكريم، حيث دعا "للنظر بتمعن في قراءة النص القرآني والديني بما يتوافق مع مستجدات العصر وثورة المعلومات والاتصال وتسارع عجلة العلم والتكنولوجيا حتى يستطيع المسلمون أن يواكبوا مسيرة العالم ولا يقعد بهم التخلف عن القيام بواجب إعمار الأرض"، مشددا على أن "الإسلام دين يصلح لكل زمان ومكان".

شخصيات أخرى مشاركة بالمؤتمر أخذت جانب الحيطة باعتبار أن "القراءة الجديدة بدعة يتعين بيانها وتحديد المراد منها ومناقشتها"، حسبما قال الحبيب بن الخوجة الأمين العام للمجمع.
الدكتور قطب مصطفى سانو التزم هذا الجانب أيضا عندما أشار إلى أن هذا "موضوع يختلط فيه الحابل بالنابل، ولذلك يجب محاكمتهم (مؤيدو القراءات الجديدة) إلى المنهجية والعلمية التي يحتكمون إليها".
وأوضح سانو: "المنهجية تقتضي التعرف على النص وطبيعته وخصائصه، والقراءات الدينية التي قامت في الغرب كانت تتعامل مع نصوص البشر، بينما أهم خاصية لنص القرآن والسنة أنهما إلهيان".
ودعا سانو إلى "التفريق بين النص الشرعي (القرآن والسنة) والنص الديني (نصوص الفقهاء والمفسرين)" منتقدًا "التسوية العشوائية بينهما".

أما الرافضون لمبدأ القراءات الجديدة للقرآن والنصوص الدينية فقد اعتبروا كلمة "القراءة" مصطلحا "غربي المنشأ، غريبا على الثقافة الإسلامية، ويقوم على أساس النظريات والأفكار الأوربية لمعاداة الكنيسة"، بحسب تقدير محمد علي التسخيري الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب في إيران.
وأخذ التسخيري على هذا المصطلح أنه "يسمح للكل بتصحيح كل القراءات حتى لو كانت متناقضة، ونحن نرد هذا الأسلوب في التفسير؛ لأنه يضع النصوص الدينية في مهب الآراء ويصحح كل الفهوم، ويؤدي إلى نسبية المعرفة"، معتبرا أن "نقل مصطلح القراءة إلى ثقافتنا أمر خطير يجب الحذر منه، ونحن نملك مصطلحًا محددًا خاصا هو الاجتهاد".
واتفق الدكتور عبد المجيد النجار مع التسخيري في تلك النقطة، محذرا من أن "هذه القراءة الجديدة يمكن أن ينشأ عنها دين يمكن أن يسمى أي شيء إلا الإسلام".
المعترضون على استخدام مصطلح "قراءة" من جانب من أسموهم "المنحرفين" اعتبروا أن "كلمة قراءة تستخدم لنطق القرآن وتجويده فقط"، وهو ما ذهب إليه د.عبد الستار فتح الله السعيد الذي تحفظ أيضا على مصطلح "النصوص الدينية"؛ لأنه يشير إلى "نصوص بشرية".
أما الدكتور علي جمعة مفتي مصر، فرأى أن "القراءات الجديدة ليست منفصلة عن مدارس ما بعد الحداثة التي تدعو إلى تفكيك الأسرة والدين واللغة".
تمييز بين القراءات
وفي السياق نفسه اعتبر د.محمد فتح الله الزيادي عميد كلية الدعوة في ليبيا، في تصريح خاص لإسلام أون لاين.نت الثلاثاء 12-4-2005 أن "المشكلة ليست في القراءة الجديدة؛ فنحن أحوج ما نكون الآن إلى القراءة المعاصرة التي توضح النص القرآني على حقيقته وتعطي لمدلولاته بعدا معاصرا، أما القراءات المطروحة فهي قراءات اختلت منهجيتها"، على حد قوله.

الدكتور محمد الشريف من جهته أخذ على بعض المتحدثين أنهم ينظرون إلى كل الذين يتبنون القراءات الجديدة للقرآن على أنهم "يريدون هدم الدين"، مضيفا: "أنا أعرف بعضهم وهو حسن النية، لكن البعض عنده قصور، وهو من غير المختصين، فكل العلوم لها احترامها إلا الشريعة صارت مرتعا للجميع".
ولم ينته النقاش حول القراءات الجديدة للقرآن والنصوص الدينية بانتهاء تلك الجلسات، حيث اقترح د. عجيل النشمي تكليف باحث مختص بجمع شتات ما كتب حول القراءات الجديدة هذه ومن ثم يناقشه فيما بعد.
لكن الشيخ المختار السلامي ود. علي جمعة اقترحا لجنة دائمة تقوم بهذا العمل الضخم، وتفعيل موقع المجمع على الإنترنت لمتابعة هذه القراءات ومناقشتها، وهو ما استقر عليه الرأي.

حضور نسائي

وكان لافتًا للنظر في جلسات الإثنين حضور مجموعة من النساء بعد أن وجه د.محمد رواس قلعجي انتقادا للمجمع بأنه ليس هناك حضور نسائي، خاصة في الموضوعات التي تخص المرأة. وأعطت رئاسة الجلسة الكلمة لأستاذة بجامعة الإمارات -لم تذكر اسمها- وقالت في هذا الموضوع: "إن جمود بعض المعاصرين على آراء فقهية مذهبية معينة والتضييق في جوانب فيها سعة يدفع إلى الاسترشاد بمن يدّعون أنهم حملة لواء التجديد".
وافتتح مؤتمر مجمع الفقه الإسلامي الدولي، المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي، أعمال دورته الحالية السادسة عشرة السبت 9-4-2005، وتستمر حتى الخميس 14-4-2005. ويتناول المؤتمر محاور تتعلق بالمسائل المالية الشرعية والفقهية الاقتصادية، وجملة من الموضوعات الأخرى كالخلافات بين الزوج وزوجته العاملة، إضافة لمجموعة من القضايا المعاصرة الأخرى كالقراءات الجديدة للقرآن والنصوص الدينية.
المصدر اسلام اون لاين

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 07:52 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/20753.htm