المؤتمر نت - شعار اليوم العالمي
تقرير- نزار العبادي -
احتفلـــوا بما وَهبتُـــم من دمـــــاء
ربما هي قسوة الحياة وتعقيداتها من تقود العالم لتأكيد قيمة الإنسانية، والبحث عن الفضيلة في كل محفل يحتضن همومه. فقبل بضعة أيام أقرت (192) دولة عضوةً في منظمة الصحة العالمية أن يكون يوم الـ(14) يونيو من كل عام- عيداً عالمياً لواهبي الدم ممن يتبرعون بدمائهم من أجل إنقاذ أرواح الآخرين.
ولم يأت القرار اجتهاداً، بقدر ما كان بادرة تعود قصتها إلى ما قبل عام بالضبط. ففي 14 يونيو 2004م، أقامت الهيئة الوطنية للدم بجنوب أفريقيا مأدبة غداء دولية في مدينة "جوها نسبرغ" حضرتها وفود نحو 80 دولة من مختلف أرجاء العالم، ليحتفي الجميع بيوم عالمي لواهبي الدعم.
وكان اختيار يوم 14 يونيو بالذات كونه يوم ميلاد "كارل لاندسيتنز" مكتشف نظام فصائل الدم.
وقد انطلقت تلك المبادرة من آفاق إنسانية بحتة يقول المشاركون فيها إن وضع يوم عالمي لواهبي الدماء من شأنه توسيع قاعدة الوعي العام بأهمية التبرع بالدعم دون مقابل، وبمجرد غرس الإيمان في النفوس بأن هؤلاء ينقذون أرواحاً بشرية، وهو أمر سيقود إلى تدفق جيل جديد من واهبي الدماء، اقتداءً بمن سبقهم –أي تعزيز ثقافة التبرع بالدم.
أما القرار الأخير في اعتماد يوم الرابع عشر من يونيو يوماً عالمياً لواهبي الدم يحتفي به كل عام في دولة فقد شاركت في اتخاذه أكبر ثلاث منظمات صحية دولية تضم بينها ممثلي 192 دولة عضو في منظمة الصحة العالمية، و(181) جمعية مرتبطة بالصليب الأحمر والهلال الأحمر، بجانب 50 منظمة تعني بالمتطوعين للتبرع بالدم. وقد تم اختيار لندن كمركز احتفالي للعام 2005م -في نفس الوقت الذي ستبنى دول العالم المختلفة أنشطة خاصة بها.
وبحسب تقارير منظمة الصحة العالمية فإن هناك ما يزيد عن 80 مليون وحدة من الدعم يتم التبرع بها سنوياً من مختلف بقاع العالم، إلاَّ أن مساهمة البلدان النامية منها لا تتعدى نسبة 39%، رغم أن 82% من سكان العالم ينتشرون في هذه البلدان.
وتضيف التقارير: إن حوالي نصف مليون امرأة تموت سنوياً جراء مضاعفات الحمل والولادة في جميع أنحاء العالم، منهن 99% من البلدان النامية وجميعهم يحتاجون إلى الدماء أثناء معالجة تلك الحالات. بينما هناك ما يزيد عن 70% من الدماء المنقولة في أفريقيا تُمنح لأطفال يعانون من فقر الدم، الذي تتسبب به الملاريا، و تقتل طفلاً بين كل خمسة مصابين.
وأمام هذه الكوارث لم يكن أمام العالم إلاَّ أن يتكاتف مجدداً لإنقاذ الأرواح عبر استراتيجية ترى النور لأول مرة في 14 يونيو 2005م تحتشد فيها جهود (192) دولة لغرس ثقافة التبرع بالدم، والتكرم: أولئك الذين اعتادوا وهب دمائهم مجاناً لكل من يطلبها في شتى بقاع الأرض، وسيكون الشعار هذا العالم (احتفلوا بما تهبون من دم).
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 01:10 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/22186.htm