المؤتمر نت - نقطة تفتيش يمنية
المؤتمر نت /جميل الجعدبى -
الافراج عن يمنيين اعتقلا بشبهة تعريض حياة اجنبيين للخطر
أفرجت سلطات الأمن اليمنية الاسبوع الماضى عن شخصين يمنيين كانت اوقفتهما على ذمة التحقيق بشبهة تعريضهما حياة مواطنين أجنبيين ( أمريكي – بريطاني) للخطر، إثر مرافقتهما للأخيرين إلى مدينة صعدة (400) كم، شمال اليمن - أثناء احتدام المعارك هناك، بين القوات الحكومية واتباع المتمرد الحوثي.
وقال مواطن أمريكي لـ"المؤتمر نت" إن سلطات الأمن اليمنية كانت أوقفته لساعات مع زميله البريطاني "جيمس براندن" عند نقطة أمنية شمال العاصمة صنعاء ، وبعد رحلة وصفها بالحمقاء إلى مدينة صعدة؛ مؤكداً الإفراج عن صديقيه اليمنيين ( م.ع. دهمش) و(ن.ع. الشريقي) الأسبوع الماضي.
هذا المواطن الأمريكى هو نفسه "شين باور" الذى اوقفه اول امس رجال شرطة المرور بمدينة الحديدة لقيادته دراجة نارية غير مرخصة ، وتم اخلاء سبيله بعد التأكد من سلامة اوراقه وتعهده بترسيم دراجته والحصول على اذن بقيادتها ..
كان شين قدم إلى اليمن منذ (6) أشهر لتعلم اللغة العربية لكنه قرر - أثناء فتنة الحوثي – وبدافع الفضول ربما الذهاب بصحبة زميله البريطاني إلى مدينة صعدة بهدف الفوز بسبق صحفي، معتقداً أنها فرصته المناسبة لإثبات قدراته ليكون صحفياً في المستقبل.
ويروي شين رحلته إلى صعدة بعد إدراكه لخطورة ما قام به واعترافه بمخالفة القانون اليمني قائلاً: "اصطحبت معي - لهذه المغامرة الحمقاء - اثنين من أصدقائي اليمنيين، اللذين حاولا - عبثاً - إثنائى عما سأقوم به، وحذراني من خطورة الموقف".
مشيراً إلى أن صديقيه اليمنيين اضطرا أمام إصراره على المضي لمرافقته كشعور نبيل منهما لحمايته في حالة وجود أي خطر - حسب تعبيره.
رحلة "باور" ورفاقه لم تدم طويلاً. فما هي إلا دقائق على وصولهم مدينة صعدة، حتى أجبروا على العودة من قبل أول شخص قابلهم هناك : "عندما وصلنا إلى صعدة.. اتصلنا بشخص معتقدين أنه سيساعدنا. وعندما التقيناه تفاجأ "بوجودي" وزميلي البريطاني - فغضب من وجودنا - وعلمنا منه أن تواجدنا يعتبر خطأً كبيراً. فقرّرنا العودة مباشرة إلى صنعاء".
ويضيف "شين" - وهو يعض أنامل الندم - "أي أننا لم نمض في صعده أكثر من دقائق محدودة، وعندما وصلنا نقطة الأزرقين تم توقيفنا من قبل رجال الأمن".
وإن كان "شين نجا من عقوبة القانون اليمني لخطأ قال إن له الوزر الأكبر في ارتكابه فإنه استمر طوال فترة توقيف صديقيه اليمنيين محاصراً داخل سجن ضميره ولشعوره بالذنب -هماً وحزناً - على صديقيه اللذين دفعا ثمن حماقته حيث يقول بأسى: " كنت أعيش في سجن الضمير الذي يأبى أن يفارقني، والذي تدعمه سياط نظرات الحرمان التي كنت أراها في أعين أبناء وأهل زميلي كلما ذهبت لزيارتهم".
وكانت مأساة "شين" تفاقمت أكثر قبل الإفراج عن صديقيه بعد أن أطلقت عائلة أحد صديقيه اسمه على مولود جديد رزقت به الأسرة مؤخراً في إشارة لعمق أواصر الاحترام المتبادل والصداقة المتينة بين الضيف الأمريكي وجيرانه في اليمن.
معاناة شين رغم عدم تعرضه لأي مخاطر جراء رحلته القصيرة إلى صعدة التي خاضها في لحظة فضول صحفي مخترقاً القوانين اليمنية وإجراءات الأمن التي وضعت أصلاً للحفاظ على سلامة وأمن "شين" وغيره من رعايا الدول الصديقة في اليمن كشفت مدى يقظة رجال الأمن لحماية الأجانب . من ناحية أخرى اكتشف "شين" أن إجادة اللغة العربية وحدها ليست كافية لفهم طبيعة وخصوصيات المجتمع اليمني، وإن الأمر يتطلب دراسة اعمق لثقافة وعادات وتقاليد المجتمع اليمني وهذا ماكان يمكن ان يجنبه الوقوع فى مثل هذه المتاعب التى تعرض لها فقد ادرك كذلك ان إجادة اللغة العربية فقط يمكن ان تثير بعض الشبهات مالم تتعزز بفهم ووعى لخصوصيات وقوانين بلد الاقامة بل ان اجانب كثيرين يضيفون الى اسباب معاناتهم فى اليمن وغيره من بلدان العالم سببا آخر وهو الضغوط التى تفرضها بعض الحكومات الغربية لحث بعض حكومات العالم على ابداء قدر اكبر من التعاون فى الحرب على الارهاب التى تكاد نفسها تبدو فى نظر غربيين كثيرين نوعا من الارهاب ايضا.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 05:03 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/22317.htm