المؤتمرنت- متابعات -
المتحف الحربي باليمن يحكي أحداثه الكبرى
يضم المتحف الحربي اليمني الواقع في ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء عددا من السيارات والعربات والطائرات القديمة. وللوهلة الأولى يظن الزائر أنها وضعت هناك بطريق الخطأ باعتبار أن مسمى المتحف يتصل عمليا بكل ما هو حربي.
لكن الالتباس ما يلبث أن يزول عند الاستماع إلى المرشد السياحي للمتحف وهو جندي في الجيش اليمني. ويقدم المرشد نبذة عن السيارات التي كان لها دور ما في تاريخ اليمن إبان حكم الإمامة وبدايات ثورة الجمهوريين التي انطلقت في 26 سبتمبر/ أيلول 1962.
وتنبع أهمية هذه السيارات من الشخصيات التي كانت تقتنيها أولا ومن حقيقة أنها كانت في الخدمة وقت وقوع عدد من الأحداث الكبرى في البلاد التي كان يندر فيها حتى مطلع ستينيات القرن الماضي وجود السيارات, ناهيك عن الطرق المسفلتة.
سيارات وأحداث
وفي أقصى ركن في قاعة المتحف الحربي وضعت سيارة فورد سوداء، قيل إنها صنعت في كندا في أربعينيات القرن الماضي، وكان يستقلها الإمام يحيى بن حميد الدين، ويستخدمها في تحركاته الخاصة داخل صنعاء.
ويقول المرشد إن الإمام تعرض للاغتيال في السيارة نفسها في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 1948 على يد القردعي وهو ثائر يمني كان قد انضم إلى المعارضين لحكم الإمام في ما عرفت بالثورة الدستورية التي دامت 25 يوما فقط.
وتمكن الثوار وقتها من الإطاحة بحكم الإمام قبل أن تعود السلطة مجددا إلى نجله أحمد الذي اقتص لمقتل والده بسلسة إعدامات طالت عددا كبيرا من الذين شاركوا في التخطيط للاغتيال.
وعن يسار سيارة الإمام يحيى تقف سيارة "جاغوار" سوداء كانت ملكة بريطانيا إليزابيث قد استخدمتها أثناء زيارتها في الستينيات لمستعمرتها السابقة عدن التي دام احتلالها من قبل الإنجليز حوالي 138 عاما، قبل أن ينسحبوا منها عام 1967.
وفي الجناح الخارجي من المتحف تتقابل سيارتان من نوع كاديلاك لهما أهميتهما التاريخية خاصة في ظل العهد الجمهوري، الأولى أهديت لنجل الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين من قبل الحكومة الإيطالية، وأصبحت بعد ثورة 26 سبتمبر/ أيلول 1962 ملكا للحكومة الجديدة.
واستخدم السيارة كل من الرئيسين عبدالله السلال والقاضي عبد الرحمن الإرياني، وصارت تعرف منذ ذلك التاريخ بسيارة الجمهورية.
والكاديلاك الثانية التي يبدو أن زجاجها مضاد للرصاص، أهداها الملك سعود بن عبدالعزيز لحكومة الأئمة. وعقب ثورة 1962 خصصت السيارة لقائد الجيش رئيس وزراء أول حكومة في عهد الجمهورية الفريق حسين العمري.
الطائرة الوحيدة
وعلى مقربة من السيارتين تربض طائرة روسية الصنع من طراز ميغ 17 وهي الطائرة الوحيدة التي كان يمتلكها اليمن الجمهوري، وقد شاركت بفعالية في الدفاع عن العاصمة صنعاء إبان حصار السبعين يوما الذي فرضه الملكيون في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي في محاولة للإطاحة بالحكم الجديد.
ويضم المتحف الحربي كذلك مدافع وآليات حربية قديمة وحديثة تشهد على معارك خاضها اليمنيون في سبيل نيل حريتهم.
وهنالك دبابة من صنع إيطالي استوردها اليمن في ثلاثينيات القرن الماضي، لكنها لم تدخل الخدمة الميدانية لسبب يسير، وهو أن البلاد حينها لم تكن تمتلك وحدة مؤهلة لاستخدامها.

المصدر الجزيرة نت
تمت طباعة الخبر في: السبت, 04-مايو-2024 الساعة: 09:29 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/27283.htm