أمريكا - منير سعيد الذرحاني -
المواطن اليمني في المهجر ومحل الاغتراب
عادة يقوم الإنسان بحماية نفسه من مرض نفسي ألم به سالكا طريقة إبعاد مشاعر الحقد والحزن الذي بداخله ولو مؤقتا حتى يقدر على التعامل مع المستجدات , وربما يستطيع طرد المعاناة عن نفسه ولو لفترة بسيطة خلالها تختفي مشاعر الحزن عنده حينها يظن أنه قد نجح , إلا أن هذه الطريقة سلبية , فنجاحه في طرد مشاعر اليأس والكراهية سيؤدي بدون أن يدري الى افتقاد لكل المشاعر الإيجابية كالأمل والفرح والتفاؤل ,,, والمترابطة معا في سلة المشاعر الإنسانية , فيغدو الأفراد بعدها مجرد مخلوقات خالية من مشاعر الحزن والفرح على حد سواء ليعيشوا على هامش التفاعل دون أن يملكوا القوة على الأخذ والعطاء وهذه أعاقه بحد ذاتها فترى الواحد منهم يقبع في مطب مفرغ من المشاعر الإنسانية وكثيرا ما تملأ هذا الفراغ النفسي الهائل الكامن بداخله أمواج متتالية من الكراهية تجعله كارها الحال الذي آل إليه وحاقدا على كل شي أمامه , وبالفعل يفقد التعامل مع الأخريين بعقلانية وحكمة , ويتوهم له أن غيره من كان السبب في ذلك , وقد يكره نفسه ويكره كل من حوله فيتوق الى الخلاص من كل أبناء وطنه . منتقما من حاله ومن غيره ,
فلعله يجد من يعيد اليه هيبته المفقودة بطريقه أو بأخرى حتى ولو يكون الوطن والشعب فداء لذلك . يخاطر بكل شي أمامه عابث بجميع المنجزات والتضحيات الجسيمة التي حققتها هامات الوطن وأهل العزم والإرادة القوية والذي على قدر عزمهم وإخلاص وحبهم لوطنهم وشعبهم تحققت الجمهورية والوحدة العظيمة , وترسخت مبادئ العدالة والديموقراطية , وكما هو الحال اليوم يعيش الشعب اليمني في أفضل حال مقارنة بالماضي ويكفي أن تكون الوحدة دليل المصداقية والوفاء للوطن والتي هي هدف كل وطني غيور على بلاده , أضف الى ذلك وجود الأمن والاستقرار وكل ما تشهده اليمن اليوم من تقدم وازدهار في مجالات عديدة , و توجه الحكومة نحو الإصلاحات ومحاربة الفساد , وإصدار عدة قرارات جمهورية قضت بأجراء تعديلات وزارية , جديدة في الحكومة شملت – 22- حقيبة وزارية , وأخذت المرأة اليمنية حقيبتان , ومغادرة وزراء أوفياء وزاراتهم مع انه لم يتوقع هذا الكثير , كل هذا دليل الوطنية والديموقراطية التي تتمتع بها القيادة الحكيمة ممثلة بفخامة المشير علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية
وبالرغم من حجم مكتسبات وخيرات الوطن الكبيرة , والتي تحتاج الى مد الأيادي جميعها للحفاظ عليها وتطويرها , ومعا هذا وللأسف قد تسمع عن أشخاص حاقدين مستهترين قانطين من رحمة ربهم , ولم تملك حتى أي مبررات لشتم وسب الوطن والمواطنين , أي وطنه وشعبه . ومنذ فترة طويلة يخيم على عقولهم الحقد والتشاؤم والأنانية باذلين أقصى جهدهم لإطفاء نور الأمان واقتلاع جذور الخير من الأرض الطيبة , ومحال أن نسمح لهم بذلك لأنه إذا ضاع الحلم ضاع الأمل فينتهي بضياعهما الإنسان , وترى هل تهدف أبعاد المؤامرة الى تحويل العقل والجسد عندنا الى مجرد أجسام هائمة مجردة من مشاعر الفرح والأمل والتفاؤل بخير إن شاء الله ,,, وبغض النظر عن الفروق الاقتصادية إلا أن شرائح المجتمع اليمني تكاد تبدو أسرة واحدة لا فرق بين شريحة وأخرى , تعيش كلها نفس المستوى من القناعة والبساطة البعيدة عن التعقيد الفارغ من المضمون , بكلمات مختصرة . المجتمع اليمني الواحد كان وسيظل كالبنيان المرصوص , وأما القلة القليلة التي تعزف اللحن في أوساط مجتمعها لتنشر الحقد والكراهية أو تحاول الإفساد بين الناس فكان لا ينوبها سوئ سواد الوجه . لأن مجتمع البلدة الطيبة حذر ويقظ دائما يترقب لأية محاولة خبيثة لاختراق صفوفه المتلاصقة , ووعيه ينبهه للذود عن وحدته مدافعا عنها من أي اختراق في بنائه مهما كان ضئيلا .
وبالنسبة إلينا نحن في المهجر فأن الإقبال نحو المستقبل يتجسد في قدرتنا على فتح الحوار مع الأجيال التي تأتي من بعدنا , ونجعلها تدرك بأن هذه المسيرة ليست ترفا , بل وظيفة ومسئولية , وان ما يحدث على أرض الوطن هو هدف لن يتحقق ما لم يكن هناك دافع واع بما يحدث للأمم الأخرى في بقية دول العالم , وان يكون لها إيمان بالجهود التي سبقتها , لا أن تباركها فقط بل لتكمل مسيرتها وفق ما هو وقابل للتطوير والمشاركة الصادقة لتقدم وازدهار الوطن . ومع ذلك فان فئات مجتمع الأمل مازالت تعيش وتعمل من أجل حفظ الأمن والاستقرار , حتى لو حصل اختراق هنا وهناك في البناء الأخلاقي , فعزمنا سيعمل على دعمه وتقويته وسد جميع الثغرات في بنيته واقفين معا وقفة شعب ووطن واحد .



تمت طباعة الخبر في: الخميس, 02-مايو-2024 الساعة: 03:36 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/27970.htm