متابعات -
النرويج تبني "سفينة نوح" زراعية
على غرار أفلام الخيال العلمي، بدأت النرويج الاستعداد لوقوع كارثة كونية ببناء "سفينة نوح" حديثة وذلك بنحت قبو داخل منحدر جبلي متجمد في جزيرة نائية بالقطب الشمالي ستخزن داخله جميع أنواع حبوب المحاصيل.

وسيترجم المشروع النرويجي الطموح إلى حقيقة الاثنين حيث من المقرر البدء في بناء "قبو سفالبارد للحبوب الدولية" الذي ستحفظ بداخله حوالي ثلاثة ملايين عينة من بذور المحاصيل، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

وسيشارك رئيس وزراء النرويج ونظراؤه في الدنمارك وفنلندا وأيسلندا في مراسم وضع حجر الأساس للقبو الذي سيقام بالقرب من بلدة "لونغيبيان" في جزيرة "سفالبارد" النائية التي تبعد قرابة 620 ميلاً من القطب الشمالي.

ووصف وزير الزراعة النرويجي تيري ريس-يوهانسن القبو بـ"سفينة نوح في سفالبارد" والغاية منه ضمان الحفاظ على سلالة جميع نباتات كوكب الأرض في حال انتشار وباء أو اندلاع حرب نووية أو وقوع كارثة طبيعية أو بيئية.

وقال ريس-يوهانسن إن الفكرة التي اقترحتها بلاده الغنية بالنفط قبل عام لاقت اهتماماً وقبولاً دولياً.

وقال "صندوق تنوع المحاصيل الدولية" المستقل إن برودة جو المنطقة ستوفر البيئة الملائمة للحفاظ على البذور التي غلفت في رقائق الألمنيوم، حتى بعد مرور مئات أو آلاف الأعوام.

وستساهم الهيئة المستقلة التي أسست عام 2004 في المشروع وإدارة القبو، الذي سيباشر أعماله ويبدأ في قبول جميع أنواع البذور من جميع أنحاء العالم في سبتمبر/أيلول عام 2007.

كما ستساعد الدولة النامية في نفقات إعداد وإرسال حبوبها إلى البنك.

وقالت الهيئة إنه ستفرض حراسة دائمة على القبو الذي ستشيد جدرانه من الخرسانة السميكة.

ووقع الاختيار على منطقة "سفالبادر أرشبيلاغو"، نظراً لموقعها النائي عن العديد من التهديدات فضلاً عن برودة طقسها طوال العام.

وقال وزير الخارجية النرويجي إن تلك العوامل ستساهم في حماية البذور والحفاظ على جيناتها دون تغيير.

وستتحمل النرويج تكلفة إنشاء القبو التي قد تصل إلى 4.8 مليون دولار.

ويشار أن هناك حوالي 1400 بنك لبذور المحاصيل منتشرة حول العالم، تحتفظ فيها الحكومات بعينات من محاصيلها القومية، إلا أنها عرضة للإغلاق جراء الإفلاس والتدمير بفعل الكوارث الطبيعية.

وتفتفت الفكرة لإنشاء "بنك دولي للبذور" في مطلع الثمانينات، إلا أن العديد من القضايا الشائكة مثل حقوق الملكية أدت لتعثر تطبيقها، وحتى تبنت منظمة الزراعة والأغذية التابعة للأمم المتحدة "الفاو" للمعاهدة الدولية لموارد جينيات الزراعة للأغذية والزراعة" عام 2001.

وفيما ستعود ملكية القبو إلى النرويج إلا أن "ودائع" كل دولة من البذور ستبقى ملكيتها الخاصة.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 24-أبريل-2024 الساعة: 07:16 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/31927.htm