المؤتمرنت - ماجد عبد الحميد ( تحليل إخباري) -
السباق الرئاسي .. شد الأعصاب المبكر
تدور في اليمن نقاشات سياسية غير مسبوقة ، محور ارتكازها الانتخابات الرئاسية والمحلية ،وأطرافها الحزب الحاكم من جهة وأحزاب المعارضة من جهة أخرى ،ثم الشخصيات المستقلة من جهة ثالثة .وقبل أن يغلق باب الترشيح إلى الانتخابات الرئاسية الوشيكة في سبتمبر القادم ، كان مجلس النواب قد استقبل العشرات الذين قدموا لتسجيل اسمائهم لخوض المنافسة على استلام الكرسي الأول في البلاد.

وفي خضم موسم ديمقراطي تنضج ثماره بوتيرة مسارعة، لم تكن المرأة بعيدة عن حجز أمكنة لها بين المتسابقين.ولأول مرة تتقدم النساء لإشهار الرغبة في إدارة الحكم ، غير أن الصولة ماتزال للرجال ، ورغم ذلك تقول سعاد البالغة 28عاما" يكفي أننا قرعنا الأجراس وسيكون الصوت في المرة القادمة أعلى من ما هو عليه الآن".

(سعاد سلام) تعمل مدرسة لمادة الرياضيات وهي ترى أن الصورة بهية جدا من حيث أنه صار بمستطاع المرء أن يحاول بلورة أحلامه وان يخوض تجارب سياسية..وتقول "لم يعد كرسي الرئاسة بعبعا يعاقب عاشقه بالموت !!".ثم تضيف "سيكون من الأفضل أن تحصل امرأة على تزكية البرلمان لتنافس على هذا المقعد.وليس مهما لديها من تكون.

وترى معلمة الرياضيات في (مدرسة اسما ء) انه يجب علينا تعلم الكثير حول الديمقراطية والانتخابات. أما السجالات الدائرة بين الأحزاب حول العملية التحضيرية للاقتراع "أنها ظاهرة جيدة ..هناك نقاشات جريئة وصحافة حرة "كما أضافت ذلك متحدثة إلى "المؤتمرنت" .

ولكن مع الاقتراب من نقطة العد التنازلي لانطلاق العملية ، فان الصورة تبدو مختلفة ،فقد صعدت الأحزاب لهجتها وتحول النقاش إلى زئير، فيما شرعت بعض الأطراف إلى إغداق الثناء على مرشحها مع محاولة النيل من المنافسين ، وللجوء منذ وقت مبكر إلى التجريح بدلا عن البرامج !!.
احمد عبد الله المجيدي وهو قيادي اشتراكي يخوض المنافسة الرئاسية مستقلا بعد أن رشح حزبه شخصية مستقلة، يقول بان خطاب أحزاب اللقاء المشترك يتضمن الإساءة المبطنة للمتنافسين واتهامهم في نزاهتهم. وبرأيه فان الإفراط في نعت مرشح اللقاء بالنزاهة يوحي باتهام الآخرين بافتقادها.

و رغم الهالات التي تلفها أحزاب المشترك حول مرشحها المستقل ،لم تحاول البحث عن وقائع متضمنة قصص النزاهة المفترضة سوى أن فيصل بن شملان كثير الاستقالات في حياته المهنية. ولا تقصد الأحزاب بذلك أن مرشحها ذو حياة مهنية مضطربة .فعلى نحو لافت تعمدت أحزاب المشترك تضمين سلسلة الاستقالات في قائمة التعريف بالمرشح الرئاسي كمحطات مشعة في سيرته الذاتية.

ووقعت أحزاب المشترك اتفاقا على تفويض بن شملان لتمثيلها في الانتخابات الرئاسية ، بسبب التناقضات الفكرية في تحالف يضم اتجاهات قومية واسلاموية واشتراكية ودينية ،ماحملها على تحبيذ شخص من خارج قبيلتها.

ولكن هناك ترتيبات تجري وراء الكواليس ، فقد قدم تجمع الإصلاح الاسلاموي احد قياداته لطلب الترشيح بصورة مستقلة .وهو الأمر الذي أثار جدلا واسعا لدى المحللين السياسيين الذين رأوا في القيادي الإصلاحي فتحي العزب بديلا محتملا لمرشح المشترك المعلن .وبحسب مصادر سياسية في اللقاء المشترك هناك احتمالات لدى قيادة أحزاب اللقاء أن يتخذ مرشحها فيصل بن شملان قرار الانسحاب من المنافس في أي لحظة .ويستند هذا الاحتمال على سيكولوجية الرجل البالغ 72عاما وظروفه الصحية والشيخوخة التي لا تجعله يقوى على المواجهة .

ويتمنى المرشح الاشتراكي (المستقل)خطابا حزبيا أكثر تهذيبا يركز على البرامج والأفكار والمناظرات.الاان المرء لايدرك كل مايتمناه فقد بدأت عملية الاعصاب مبكرا مع مؤشرات تنم عن رغبة شديدة لدى احزاب اللقاء بجعل الانتخاب فعلا مؤجلا الى غير مسمى تنوب عنه حكومة تقاسم يسهل بها الوصول الى الكرسي الوزاري دون مشقة ولانصب.

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 12-مايو-2024 الساعة: 02:27 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/32948.htm