ماقل ودل

فيصل الصوفي -
3- مجلس الزكاة.. مهدي منتظر

لا أعلم ما إذا كانت دولة عربية أو إسلامية قد سبقت بلادنا في هذه السابقة الكبرى أم لا.. فالزكاة كأحد الأركان الخمسة لدين الإسلام والأداة المهمة للعدل الاجتماعي و إعادة توزيع الثروة لصالح المجتمع المسلم ينبغي أن تحظى بالاهتمام اللائق وتنظم وفق ما يرضى الله الذي فرض علينا هذه الفريضة لإصلاح المجتمع وليس لتخريبه وجعلها واجب على الأغنياء لسد حاجات الفقراء وليس موردا للأغنياء ضد أهل السياسة لتصريفها في سبيل إقامه نشاطات تضر بالفقراء خاصة والمجتمع المسلم عامة.
لقد سررت بقرار قيادتنا في إنشاء مجلس أعلى للزكاة وهو القرار الذي اتخذته قيادتنا السياسية الحكيمة في منتصف شهر سبتمبر وتوصلت إليه بعد مشاورات مع علماء الفقه والدين الذين باركوا هذا القرار واشتركوا في إدارة شئون المجلس الأعلى للزكاة..
سيقول أقطاب الإسلام السياسي أن تنظيم الزكاة وإنشاء مجلس حكومي أو رسمي لإدارتها قرار ناشئ عن إرادة أو نزعة لتجفيف منابع الإرهاب وان إملاء صادر من قرارات و املاءات دولية .. وسيقولون شيئا كبيرا وأشياء أخرى كثيرة تمليها عليهم مصالحهم.. ولكن ذلك لا يهم ولا ينبغي أن يؤثر على أداء وقرارات المجلس الأعلى للزكاة.
السائد والمعروف أن المسلم يحرص على أداء الزكاة ليخلص ذمته من فريضة واجبة ويرضى ضميره باداء ركن من أركان الإسلام وتحظه التعاليم على أن يؤدي الصدقات بحيث لا تعلم يسارة ما قدمت يمنيه..ومادام قد سعى لا داء ما عليه فهو لا يسأل من يقبض هذه الزكاة لماذا يقبضها وأين يذهب بها.. وكيف تستغل..؟!
الآن وقد تبين أن هذه العفوية وحسن النية قد أدت إلى استغلال الزكوات والصدقات في تنفيذ مشروعات غير مشروعة.. على المسلم أن يختار الجهة الأمنية التي يؤدي الزكاة إليها بعناية ليخلص ضميره ويطمئن أن زكاته وصدقاته قد ذهبت إلى الجهة التي وافقت مراد الله من فرض الزكاة والصدقة.
وبإنشاء المجلس الأعلى للزكاة كجهة حكومية معبرة عن الأمة تصبح هي الجهة الأنسب من بين كل الأوعية الأخرى التي أتضح أنها تسخر أموال المزكين والمتصدقين لتنفيذ مشروعات لا تخدم المجتمع المسلم بل تضره .. والحقيقة أن بلادنا قد تأخرت كثيرا في إنشاء هذا المجلس الذي نعده المهدي المنتظر.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 11:01 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/3377.htm