المؤتمرنت -
الاعراس الجماعية دعاية سياسية في اليمن
الانتخابات اليمنية تبدو فرصة العمر للشباب اليمني العازب وسط تنافس الاحزاب السياسية على اقامة حفلات الزواج الجماعي.

باتت حفلات الاعراس الجماعية في اليمن تشكل اسلوبا دعائيا ذو تأثير كبير على المستوى الاجتماعي اليمني تستخدمه الاحزاب السياسية اليمنية لكسب اصوات الناخبين قبل الانتخابات حيث لم يعد تنظيم حفلات الاعراس الجماعية حكرا على الجمعيات الخيرية في اليمن كما كان من قبل بل صار مجال استقطاب سياسي وساحة تنافس بين المرشحين اليمنيين والاحزاب السياسية.
ففي العاصمة اليمنية صنعاء التئم شمل ثمانمائة وعشرون عريسا في عرس جماعي يعد الاكبر على مستوى اليمن.

وياتي هذا العرس لمساعدة الشباب، ذوي الدخل المحدود، على الزواج ويتسع نطاق الظاهرة كل ما اقترب موعد الانتخابات المحلية والرئاسية.

ويدرك السياسيون في اليمن ان مشكلة الزواج وتقاليده تمثل معضلة كبيرة

تدفع الكثير من الشباب الى العزوف عنه فيسعون الى استجلاب عواطف القبائل اليمنية من خلال السعي الى اقامة حفلات زفاف مشتركة لاعداد كبيرة من العرسان.

كما ان المرشحين للانتخابات كثيرا ما يقدمون مبالغة مالية للعرسان لتمضية شهر العسل بدون الشعور بالحاجة او الفقر وذلك من خلاف تكاليف المهر وولائم العرس الجماعي حيث يتكفل المرشحون بجميع هذه التكاليف.

ومع ارتفاع نسبة العنوسة لدى النساء اليمنيات تبدو هذه الدعايات الانتخابية

لكسب اصوات المرأة اليمنية مثلما هي تماما لكسب اصوات الرجال.

ويقول احد العرسان في عرس جماعي اقيم تحت بند الدعاية السياسية اليمنية "لولا هذا العرس الجماعي.. لما تزوجت طوال عمري ولولا الدعم المالي الذي حصلت عليه لما كان باستطاعتي او استطاعة اسرتي ان تتحمل مصاريف العرس".

وأيا كانت الدوافع السياسية لانتشار ظاهرة الاعراس الجماعية اليمنية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والمحلية اليمنية فإن هذه الظاهرة تظل ايجابية وان كانت اهدافها قد تمحورت اخيرا لتصبح سياسية بعد ان كانت اجتماعية

ذات طابع خيري وديني.

الا ان التنافس بين الاحزاب اليمنية المختلفة بما فيها التيارات الاسلامية دفع بالتيارات الاخرى الى الدخول في هذا المضمار لكي لا يشكل الامر دعاية سياسية مضادة تستثمرها التيارات الاسلامية من باب العمل الخيري

حيث شهدت ظاهرة الزواج الجماعي هذا العام انتشارا كبيرا في مناطق مختلفة من اليمن ولم يعد تنظيمها قاصراً على الجمعيات الخيرية.

فقد شهدت في السنوات الأخيرة خوض حزب المؤتمر الشعبي الحاكم مضمارها تقليداً لجمعية الإصلاح الاجتماعية الخيرية التي كان لها سبق المبادرة في هذا الجانب وخاضت وحدات القوات المسلحة هذه التجربة منذ العام الماضي وبالذات قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة اللاتي يقودها نجل رئيس الجمهورية العقيد أحمد علي عبد الله صالح.

وشهد هذا العام ايضا خوض أحد فروع التجمع اليمني للإصلاح الحزب الاسلامي المعارض زواجا جماعيا يضم المئات وهكذا تبدو السياسة وهي تقتحم المضمار الاجتماعي من بات التنافس السياسي عبر العمل الاجتماعي الخيري الامر الذي يدفع الكثير من اليمنيين الى اقتناص فرص الانتخابات للمطالبة بالدخول في القفص الذهبي مقابل المساهمة باصواتهم للسياسيين للدخول الى "القفص السياسي".
ميدل ايست اونلاين
تمت طباعة الخبر في: السبت, 04-مايو-2024 الساعة: 03:46 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/34347.htm