المؤتمر نت - .
محمد النجار/الجزيرة نت -
الأردنيون يتصدقون إلكترونيا
تسهم المنافسة المحمومة بين شركات الاتصالات الخلوية في الأردن في إحداث طرق إبداعية لخدمة المشتركين، وحثهم على الإنفاق على خطوطهم بأقصى قدر ممكن، ووصل الأمر حد توفير خدمة تأدية الصدقات بل والزكاة عبر الهاتف الخلوي.

وخلال العامين الماضيين ظهرت إعلانات تحث المشتركين في الشبكات الخلوية على إرسال رسائل لأرقام محددة بهدف التبرع لمشروعات خيرية، فيما بات يعرف بـ"الصدقة الإلكترونية"، ومن هذه الجهات مستشفى الحسين للسرطان الذي يمكن التبرع له بدينار أردني واحد بإرسال رسالة (SMS) إلى رقم محدد.

هذا العام وخلال شهر رمضان المبارك ازداد استخدام هذه الطريقة بشكل أكبر، حيث دخل صندوق الزكاة التابع للحكومة بتعميم رقم يمكن من خلاله تأدية الصدقات والزكاة، كما أعلنت جهات ترعى الأيتام والفقراء عن أرقام يمكن من خلالها تأدية زكاة الفطر، وذلك من خلال خصم مبلغ معين عند الاتصال أو إرسال رسالة خلوية للرقم المحدد.

إقبال كبير
اللافت أن إقبال المواطنين على "الصدقة الإلكترونية" يبدو كبيرا، ويفسر ذلك العدد الكبير لمشتركي الاتصالات الخلوية في الأردني والبالغ نحو (3.5) ملايين مشترك، في بلد يبلغ عدد سكانه نحو (5.3) ملايين نسمة.



الخبير في علم الاجتماع والاتصال الإنساني الدكتور إبراهيم أبو عرقوب فسر الإقبال الكبير على الصدقة الإلكترونية بسهولة تأديتها من جهة، وشيوع ما وصفه بالثقافة الإلكترونية في المجتمع من جهة أخرى.

وذكر أبو عرقوب للجزيرة نت أن التكنولوجيا الحديثة لا سيما تكنولوجيا الاتصالات أسهمت في إحداث تغييرات اجتماعية كبيرة في السلوك المجتمعي والإنساني بشكل عام، مشيرا إلى حجم الخدمات التي باتت المجتمعات تتعامل بها بدلا من سلوكيات وعادات اجتماعية.

ورغم إشارة أبو عرقوب إلى أنه لا يثق بالجهات التي تعلن عن هذه الخدمة كونها لم تسبق طلب الصدقة الإلكترونية بحملة تعريفية بها وبأهدافها وخدماتها، فإنه ذكر أن ظاهرة التدين المتزايدة في المجتمع تدفع الناس لتأدية هذا النوع من الصدقات ما يعزز ثقافة التواصل الاجتماعي بين أفراد المجتمع وفئاته.

مواطنون سألتهم الجزيرة نت عن رأيهم بهذه الصدقة ذكروا أن لها ميزات كثيرة، وغير ما تم ذكره في التقرير أشاروا إلى توفر عنصر "التخفي" في معطي الصدقة، كون الصدقة الإلكترونية تؤدى دون التعرف على من أداها.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 05-مايو-2024 الساعة: 04:28 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/35881.htm