المؤتمرنت/رويتر -
مقتل خمسة جنود أمريكيين في العراق وسط انتقادات لبوش
قال الجيش الامريكي يوم الخميس ان خمسة اخرين من جنوده قتلوا في العراق ليقترب بذلك عدد القتلى في صفوفه في الشهر الحالي من المئة فيما يواجه الرئيس جورج بوش ضغوطا بسبب الحرب قبل عشرة أيام من انتخابات الكونجرس.

وقالت الشرطة ان 28 شرطيا قتلوا في كمين نصبه مسلحون شمالي بغداد حيث لا تزال القوات العراقية تمنى بخسائر أفدح من الخسائر في صفوف القوات الامريكية.

وقبل الانتخابات التي تجري في السابع من نوفمبر تشرين الثاني والتي قد تكلف الحزب الجمهوري فقد السيطرة على الكونجرس وجد استطلاع للرأي أن 50 بالمئة من الناخبين المتوقعين يرون ضرورة سحب القوات الامريكية من العراق بنهاية العام القادم. ويريد 15 بالمئة انسحابا فوريا.

كما وجد الاستطلاع الذي أجرته رويترز ومؤسسة زغبي أن 41 يوافقون على ضرورة بقاء القوات "الى أن يستقر الوضع" رغم الخسائر التي رفعت أعداد القتلى في صفوف الجيش الى 96 قتيلا حتى الان في أكتوبر تشرين الاول وهو أكبر عدد للقتلى خلال شهر واحد على مدار عام وهو الاعلى تقريبا على مدار عامين.

وانتقد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي حصل فقط على تأييد مشروط بتصريحات بوش هذا الاسبوع التي استهدفت طمأنة الامريكيين على مشروعه في العراق واشنطن لفشلها في تحقيق الامن. وقال ان بامكانه السيطرة على العنف في غضون ستة أشهر وهي نصف المدة التي يقول القادة الامريكيون انهم بحاجة اليها اذا قدمت له واشنطن مزيدا من الاسلحة ومنحته سلطة أوسع على قواته.

وقال المالكي "بالنسبة لهم يعتقدون ان بناء القوات العراقية يحتاج من 12 الى 18 شهرا حتى تكون فعلا قادرة على ضبط الامن." في اشارة الى تصريحات أدلى بها قبل يومين الجنرال جورج كيسي قائد القوات الامريكية في العراق.

وأضاف المالكي "صحيح (أن) قواتنا لا زالت بحاجة الى بناء لكن نعتقد انه لو.. كما نطلب نحن الان .. بايدينا نحن القوات.. لا نحتاج الى 12 -18 شهرا.. بل ستة اشهر قد تكون كافية لاعادة بناء قواتنا وتسليحها."

وقال انه اذا كان هناك مسؤول عن تردي الوضع الامني في العراق فهو التحالف.

وأشار الى أنه لا يمكنه تحريك سرية واحدة دون موافقة التحالف.

وأضاف أنه يتعين عليه الحذر عند مقاتلة بعض الميليشيات و"الارهابيين" لانهم أفضل تسليحا من الجيش والشرطة.

ويشدد مسؤولون أمريكيون يدربون أكثر من 300 ألف من قوات الجيش والشرطة العراقية على أن هدفهم هو سحب قواتهم فيما يتجه العراق نحو حرب أهلية.

وقال الميجر جنرال وليام كولدويل المتحدث باسم الجيش الامريكي "ان تحقيق هدفنا المشترك هو في نهاية الامر مسؤولية الشعب العراقي وقادته."

وقال بوش يوم الاربعاء ان دعمه للمالكي يتوقف على استمراره في اتخاذ "قرارات صعبة". وتشمل هذه القرارات كبح الميليشيات الشيعية التي يجري تحميلها مسؤولية أعمال القتل التي تنفذها فرق الاعدام ومعالجة المظالم التي تشكو منها الاقلية السنية.

وهون المالكي وهو اسلامي شيعي من دور الميليشيات الشيعية وقال ان المسلحين السنة هم التهديد الرئيسي.

ونفى تأكيدات أمريكية بأنه وافق على ان يعمل وفق جدول زمني لخطوات متفق عليه ورفض تلميحات بأن واشنطن قد تطيح به اذا لم يف بالمطلوب منه.

وقال المالكي ان ذلك سيعني فشل العملية السياسية كلها.

ومما يبرز مدى صعوبة الحرب التي يواجهها نصب مسلحون كمينا لقافلة للشرطة العراقية في بلدة شمالي بغداد اليوم الخميس مما أسفر عن مقتل 28 من أفراد الشرطة من ضمنهم قائد المجموعة واصابة 25 اخرين. وفي وقت سابق اليوم هاجم مسلحون مركزا للقوات الخاصة بالشرطة في بلدة أخرى قريبة وقتلوا ستة وأصابوا عشرة.

وكان شهر نوفمبر تشرين الثاني عام 2004 هو الشهر الذي شهد مقتل أكبر عدد من الامريكيين في الحرب المستمرة منذ 42 شهرا وهو 137 جنديا. وفي أكتوبر تشرين الاول الماضي قتل 96 جنديا وهو أعلى عدد للقتلى منذ يناير كانون الثاني عام 2005 عندما قتل نحو 107 جنود. وبلغ عدد الجنود الامريكيين الذين قتلوا اجمالا 2809 جنود بمعدل يزيد عن جنديين في اليوم.

وقال الجيش الامريكي في بيان يوم الخميس ان بحارا أمريكيا وأربعة من مشاة البحرية لاقوا حتفهم في القتال بمحافظة الانبار بغرب العراق يوم الاربعاء. وقال قائد عسكري أمريكي ان الجيش يتبنى "نهجا هجوميا قويا" ضد المسلحين السنة في مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار بغرب العراق.

كذلك فان القوات الامريكية وقوات الامن العراقية نشطة في بغداد وتركز على العنف الطائفي. وانتقد المالكي أمس الاربعاء هجوما بريا وجويا مشتركا للقوات العراقية والامريكية على حي مدينة الصدر ببغداد معقل ميليشيا جيش المهدي الموالية للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر وهو قوة لا يستهان بها تقف وراء حكومة المالكي.

وقال ان زعيم ميليشيا منشقا على جيش المهدي يعرف باسم أبو درع فر من الاعتقال في هذا الهجوم. وانتقد الاساليب الامريكية وحقيقة أنه لم يبلغ بأن الغارة كانت أيضا للبحث عن جندي أمريكي من أصل عراقي مخطوف.

وقال المالكي ان الجندي خطف يوم الاثنين بعد أن غادر مجمعا أمريكيا في المنطقة الخضراء مع شقيقه الذي أطلق سراحه في وقت لاحق. ورفض ضباط امريكيون الادلاء بمزيد من التفاصيل عما كان يفعله الجندي الذي وصف بأنه مترجم في العاصمة العراقية.

(شاركت في التغطية كلوديا بارسونز وبول هولمز والستير ماكدونالد
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 07:55 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/36031.htm