الخليج -
عمرو خالد يشرق بدموع الشباب
أيام جميلة انتهت تاركة أثرها الجميل في النفوس، تلك هي أيام شهر رمضان المعظم بما تحويه أجواؤه من نسمات الإيمان وروائح الجنان.

وكانت وسائل الإعلام الهادفة ذات دور فعال في نقل الأجواء الحقيقية للشهر الكريم، وإبراز بعض الأنشطة المميزة وإظهار مجالس العلم والقرآن والذكر والصلاة.

ومما لفت نظري هذا العام من خلال متابعتي لبعض الفضائيات الجادة.. دموع الشباب.

نعم.. لقد نقلت الشاشات دموع الشباب في الحرم المكي في صلاة التراويح وهم في خشوع وابتهال دامع صادق القلب، وتلألأت تلك القطرات المزهرة على الوجوه المشرقة لتزداد نورا وإيمانا وتنطلق بعدها للبناء والإصلاح وتعمير الوطن وخدمة المجتمع.

كما كانت دموعهم أثناء استماعهم لبعض المحاضرات المؤثرة في التعريف بأسماء الله الحسنى وكيف نحيا بها عبر دروس الداعية عمرو خالد - واضحة لكل متابع بما تحمله من تدفق صادق ينبئ بالقلب الصافي الذي سكبها ليتآلف مع قلوب من يشاهدها فتهديه من خشوعها.

وكان من اللقطات المميزة في هذا الشهر دموع الشباب في برنامج جديد، يعد تجربة فريدة تعرض لأول مرة بخطوة سباقة ونظرة ثاقبة وجهد كبير.. ذلكم هو برنامج مسابقة (منشد الشارقة) حيث رأينا دموع الشباب المشاركين عند خروج بعضهم من المسابقة طبقا لقوانين البرنامج، كانت دموعهم تحمل الحزن الشفاف.. الحزن الهادف إن صح التعبير.. لم تكن دموع من خرج فحسب.. بل دموع من بقي أيضا.

وإن لها لمعاني عظيمة.. فحزن الفراق هو السيد الأول الذي يخيم على قلوبهم الطاهرة، وتخبرنا عبراتهم الصادقة أنهم إخوة اجتمعوا في حب الله على الخير في مجال سامي الغاية يخدم الناس بفن جميل يجمع المتعة والفائدة وترقيق القلوب وإمتاع النفوس.

وكان من أسباب الدموع حزن الذي خرج لأنه لن يكمل رسالته ويوصل كلمته لجمهوره الكبير عبر هذه الشاشة وهذه المسابقة.. لأنه صاحب هدف نبيل يريد به إحياء فن أصيل من فنون الأمة ليواجه به طوفان الفساد من كل غث ترميه علينا الفضائيات بإسفاف واستهتار ولا مبالاة بالعقول.. لكنه بعد أن تذهب عنه تلك اللحظات التأثرية يعود ليؤكد أن رسالته لا تتوقف هنا.. ولا تنقطع بخروجه من المسابقة.. بل حتى إن فاز فيها فهو ليس واقفا عند هذا الحد.. بل هو ماض في طريقه فاز أم لم يفز.. لأن فوزه الحقيقي هو في إيصال الكلمة الهادفة والنغم الجميل إلى الناس.

دروس عدة نستفيدها من هذه التجربة (منشد الشارقة) ومن هذه اللقطات التي قدمت لكم بعضها.. نستفيد نحن الشباب.. ونحن الجمهور.. وتستفيد منها وسائل الإعلام في كيفية إنشاء العلاقات السوية بين الشباب بدل ما نراه من علاقات تافهة سخيفة من خلال رسائل الجوال فيما يسمى (بشات القنوات). فغرس روح المحبة والتآخي يتحقق إن توفرت النية السليمة والبيئة الصحيحة والأنشطة الجماعية التي ينخرط فيها كل واحد وهو يشعر بقربه من أخيه.

كما نستدل على الأثر الجميل الذي تحدثه الجلسات الجماعية على موائد الطعام إفطارا أم غداء أم عشاء والتي نسيتها كثير من الأسر في غمرة انشغالها هنا وهناك وانقطاع الأواصر الاجتماعية بينها شيئاً فشيئاً.

هي تجربة فريدة وثرية.. أتمنى أن نتأملها بعين الاعتبار لنستفيد مما فيها من دروس في التنظيم والتوجيه والتعاون والغاية السامية.

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 07:24 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/36283.htm