المؤتمرنت -
"الشذوذ الجنسي" تغزو السينما المصرية
في الوقت الذي أثارت فيه تصريحات فاروق حسني وزير الثقافة المصري المضادة للحجاب أزمة كبيرة، عادت المخرجة المثيرة للجدل إيناس الدغيدي لمناقشة قضية الحجاب من جديد على طريقتها الخاصة في فيلمها " ما تيجي نرقص" الذي بدأت عروضه قبل ثلاثة أيام .
الدغيدي التي قدمت فيلماً حول أهمية الرقص في كسر الروتين اليومي وتفريغ الطاقات، دخلت عدة مناطق شائكة في خطوط توازت مع الخط الرئيسي الذي يدور حول "سلوي" المحامية الوقورة المتزوجة من "خالد " طوال عشرين عاماً ولديها فتى في سن المراهقة لكنها تشعر بالملل الشديد وضغوط العمل فتكتشف بالصدفة أن هناك مدرسة رقص تحت المكتب الذي تعمل به فتقرر الإنضمام إليها لكن زوجها يعارض بشدة ويحدث الطلاق قبل أن يؤمن الزوج بأهمية الرقص ويتعلمه هو أيضاً.
وفي مقدمة مناطق ايناس الدغيدي الشائكة في فيلمها الجديد كان الحجاب الأزمة المتجددة بين الطبقات والثقافات المصرية المختلفة، فمدرسة الرقص بطبيعتها لا تقبل محجبات، لكن زيارة فتاتين بالحجاب وسؤالهن عن قسم خاص بالنساء دفع ماجي "هالة صدقي" للتطوع لتدريبهن وراء ستار، ثم تتم خطوبة إحدي الفتاتين ويوجهن الدعوة لزميلات المدرسة على الفرح المخصص أيضاً للنساء فقط، وهناك تحدث المواجهة الأولى بين الطرفين، ويعرف شقيق الفتاة التي تقوم بدورها راندا البحيري وتقدمه ايناس في دور شاب متشدد دينياً، بأمر ذهاب أخته للمدرسة، فيمنعها أولاً لكن زيارتها لماجي المريضة في المستشفى يدفعه لتقديم بلاغ إلى الشرطة يتهم المدرسة بتشجيع الفتيات على الإنحراف، وتبرز المخرجة انحياز الصحافة ضد المدرسة دون الإنتظار لنتيجة التحقيقات ولولا أن الفتاة واجهت شقيقها لما عادت المدرسة مرة أخرى وجاء على لسانها أن أسعد أيام حياتها كان في مدرسة الرقص وطلبت الحماية من جبروت شقيقها المتشدد .
أما الملف الأكثر سخونة فكان من نصيب "الشواذ جنسياً" فرغم أن الفيلم لم يفرد لهما مساحة كبيرة كما تردد من قبل ونفته الدغيدي، إلا أن الإشارة كان واضحة جداً من خلال شابين اختارا الرقص مع بعضهما البعض دون وجود فتاة كما يفعل باقي المتدربين بالمدرسة، و فسرا ذلك بأنهما متفاهمان وقادران على توفير الراحة لبعضهما البعض، أما رأي الناس فسيتغير بالتدريج حسب وجهة نظرهما التي هي بالطبع رأي صناع الفيلم أيضاً، وفي مشهد أخر أكثر دلالة، قام الشابان بضرب زميلين لهما بعنف وانتصرا عليهما، وذلك بعدما سخرا من علاقتهما الخاصة وكأنها رسالة غير مباشرة تقول أن السخرية من الشواذ لن تمر بسهولة !! .
وعن الفيلم نفسه فهو اجتماعي راقص يعيبه التكرار في سرد المعنى من خلال مدح الرقص في كل مشهد تقريباً، اما الممثلين فالكبار منهم لم يقدموا جديداً سوى المستوى المعهود مثل يسرا في دور سلوي وعزت أبو عوف في دور خالد، بينما أعطت هالة صدقي روحاً كوميدية للفيلم، أما الشباب فكما يحدث دائما جاء أداء تامر هجرس بارداً إلى اقصى حد، بينما أدى سليمان عيد ومحمد السعدني بمستوى طيب، فيما ظهرت المطربة إيمي في مشاهد معدودة لم تظهر إمكانياتها كممثلة، منها مشهد ساخن مع تامر هجرس حبيبها القديم الذي عادت إليه فجأة بعدما تركته للزواج من رجل ثري، وبعدما مارسا الحب معاً فوجئ هجرس بأنها لاتزال متزوجة، وكأنه لم يسألها عن أحوالها قبل أن يجددا مشاعر الحب، لكنه رفض الإستمرار في العلاقة حتى تحصل على الطلاق، وهو ما حدث في نهاية الفيلم بينما كانت المحامية سلوى ترقص في مسابقة دولية مع زوجها العائد إليها وإلى الرقص .
إيلاف
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 16-مايو-2024 الساعة: 08:15 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/36909.htm