المؤتمر نت - .
حاوره : محمود قرقورا - الوطن السورية -
محسن صالح: اللاعب اليمني قابل للتعلم
علاوة على الفوز بالكأس والانجازات الإفريقية كما كان المنقذ على الدوام للنادي المصري البورسعيدي مسقط رأسه، ولناديي الوحدة والنصر السعوديين وحقق كأس الكويت مع العربي.
مدرب صاحب مبدأ وشخصية قوية وقادر على تطوير أي فريق يشرف عليه والمنتخب اليمني في بطولة الخليج الأخيرة خير دليل..
المصري صالح مستعد لتدريب المنتخب السوري بل يشرفه ذلك..
هذا ما قاله لـ(الوطن) في حوارنا معه أثناء زيارته لسورية من أجل المباراة الودية بين منتخبنا الأولمبي ومنتخب اليمن الأولمبي.
بداية ما السبب المباشر لترك المنتخب الليبي والتعاقد مع اليمني؟
اتحاد الكرة الليبي ممثل برئيسه طلب إجراء تعديلات على العقد بعد 7 أشهر من العمل به فكان جوابي: إما احترام العقد أو فسخه وإذا كان لابد من أي إجراء فعند التجديد، فأصروا على موقفهم وبدوري احترمت نفسي وتم فسخ العقد بالتراضي.. ثم جرت مفاوضات مع الاتحاد اليمني ووافقت على توقيع عقد لمدة سنة والعقد قابل للتجديد ووافقت لأنهم يعرفون ما لهم وما عليهم وكل ما طلبوه صنع هوية للمنتخب وأن نكون نداً قوياً بكأس الخليج لا فريق عبور لكل فرق المجموعة.
كيف حضّرتم للبطولة؟
دخلنا معسكراً مغلقاً قبل شهر ونصف الشهر من انطلاقها بعد مراقبتي اللاعبين من خلال النشاط المحلي وفي هذه الفترة القليلة عملت ما يجب أن يُعمل في سنة فاشتغلت على الجانب النظري والعملي والفردي والجماعي والبدني والمهاري والخططي والذهني والنفسي، ومشاهدة الفرق الأخرى وتحليل أدائها وساعدني بذلك معرفتي بمداخل ومخارج وعادات وتقاليد وسلبيات وإيجابيات لاعبي الخليج من خلال متابعتي الدائمة كما أنني خبير تحليلي قبل أن أكون متابعاً فعام 1982 كنت محللاً لبطولة كأس الخليج في جريدة البيان..
ما الرسالة التي وجهتها للاعبين لتشحنهم؟
إذا أردتم أن تطوروا مستواكم وتطوروا الكرة اليمنية فلابد من فعل شيء في هذه البطولة يجبر المسؤولين على النظر بكرة بلدكم وعليكم استغلال هذه الطفرة وكسب احترام المتابعين وبالفعل حرص المسؤولون على متابعة المنتخب لدرجة أن الرئيس اليمني كان يتابع شخصياً وأكد ذلك بحضوره النهائي بين عمان والإمارات.
وما الخطة التي لعبت بها؟
نظراً للفوارق الواضحة بين المنتخب اليمني وبقية المنتخبات عملت على رفع معدل اللياقة البدنية والاعتماد على العزيمة والإصرار والروح القتالية واختيار التشكيل المناسب مع طلب واجبات سهلة من اللاعبين وإدارة المباراة بشكل جيد والاعتماد على التوفيق واستغلال أخطاء الآخرين والهفوات التحكيمية واختيار التكتيك المناسب وهو الدفاع من الخطوط الأمامية وليس بمنطقة جزائي لكسب احترام المشاهدين ولكي نكون متواجدين هجومياً عندما تقطع الكرة ويحس اللاعبون بالشجاعة، وساعدني بذلك أن اللاعب اليمني قابل للتعلم وعنده تعطش وفهم لذلك، ويمكن تشبيهه بالصفحة البيضاء أو الطفل الذي يحبو ويتعلم ما تلقنه إياه ولذلك كان شعارنا أن نكون نداً قوياً والخسارة بشرف إذا كان لابد من الخسارة علماً أننا خضنا البطولة بمباراة استعدادية واحدة أمام إريتيريا، كما اننا خضنا البطولة بـ 16 لاعباً فقط.
كيف كان مستوى البطولة ومن أعجبك من المنتخبات والمدربين؟
المستوى بشكل عام متوسط، والمنتخب الإماراتي استفاد من عاملي الأرض والجمهور وتعاطف الحكم لوبوس معه بمباراة اليمن فكانت ضربة الجزاء غير صحيحة وأستغرب كيف تناقلت الصحافة ومواقع الإنترنت أنني أقررت بصحة ضربة الجزاء، فما قلته أن ضربة الجزاء الإماراتية على اليمن صححت مسار البطولة بمعنى أن ضربة الجزاء لمصلحة البطولة..
وأعجبني المنتخب الكويتي الذي كان أفضل من خصمه في المباريات الثلاث وفي مباراتنا معه قدم مباراة كبيرة بعكس وصف الصحافة له، لكن المنتخب اليمني كان بأفضل حالاته والدفاع والحارس حالفهما التوفيق وأعتقد أن المنتخب الكويتي قادم بشرط الاهتمام من أصحاب الشأن بالكرة الكويتية، فإذا كان الدوري الكويتي ضعيفاً والملاعب سيئة واللاعبون الأجانب مستواهم متواضع ومستوى المدربين كذلك، فما الفائدة من المواهب الموجودة التي بحاجة للتطور.. أما المدربون فليس من عادتي نقد أحد لكن لو دققنا في الأسماء لوجدنا جميعها خارج تدريب منتخباتها بعد الكأس باستثناء ميتسو وهذا يلخص ما أتكتم عليه!!
لنعد إلى الوراء لماذا تركت تدريب المنتخب المصري بعد بطولة إفريقيا بتونس 2004 رغم أن المنتخب المصري قدم عرضاً جيداً؟
عند تحليل تلك البطولة صنف المنتخب المصري كأفضل منتخب في الدور الأول وفي مبارياتنا الثلاث فزنا على زمبابوي 2/1 وفي المباراة الثانية مع الجزائر ملكنا المباراة من الباب للمحراب وفي الوقت الذي كنت فيه منزعجاً من التعادل الظالم طرق مرمانا بهدف عنتري سجله حسين عشو على ما أذكر وذاك الهدف هو اللحظة الأسوأ بحياتي التدريبية ولم أصدق ما حدث، ثم كانت المباراة الثالثة مع الكاميرون القوية وكنا بحاجة للفوز فتعادلنا رغم أفضليتنا، ومع كل ذلك قدمت استقالتي نتيجة الظلم الإعلامي الشديد والموجه ضدي، فقبل السفر لتونس كان هناك تربص بي من قبل وسائل الإعلام لدرجة أن البعض سألني عن مدة عقدي حينها فقلت حتى نهاية مشوار مصر في البطولة، وبالفعل قدمت استقالتي وكان اتحاد الكرة المصري رافضاً لكنني كنت مصمماً وإلى الآن أنا بعيد عن الكرة المصرية وأعتقد أن الابتعاد سيطول.
قيل إنك كنت منحازاً لميدو في تلك الفترة.. ما ردك على ذلك وما تعليقك على استبعاده من البطولات الإفريقية الأخيرة؟
تعرضت لكلام كثير بشأن ميدو الذي لم يكن بمستواه وخطورته المعتادة لكن في تلك الفترة المقارنة ظالمة بين ميدو من جهة وعبد الحليم علي وأحمد بلال من جهة أخرى.
وأنا مع ثبات التشكيل ثم إن ميدو لاعب ذكي ومتفاهم ويحفظ التكتيك من المدرب ويصححه لزملائه داخل الملعب وكان من السهل تقويضه ولا يخرج عن طور المدرب.
أما ما حصل معه بمصر فيستحق العقوبة التي أنزلت به لأنه لو لم تتخذ بحقه هذه العقوبة لضاعت هيبة المدرب ومكانته وكرامته فأنا مع النجم بشرط الالتزام بما له وما عليه، ولكن ميدو محترف وقادر على العودة وتجاوز الأزمة فهو مهاجم من الطراز الرفيع، يخشاه المدافعون، مراوغ وسريع وتسديداته قوية ورأسه ممتاز ويستطيع القيام بدور صانع الألعاب كما أنه يجمع بين الناحية الفنية والبدنية.
لديك تجارب تدريبية في الخليج العربي.. كيف وجدت العمل هناك؟
دربت نادي الوحدة السعودي لفترات متقطعة وهذا معناه أن الرجوع لنفس المكان دليل السمعة الطيبة لي ودليل نجاح في هذا النادي، كما أنني دربت النصر السعودي من أجل إنقاذ مستواه بعد أمم إفريقيا 2004 وأعدته لعروضه ورفضت تجديد العقد..
كما دربت العربي الكويتي موسم 2004-2005 وأحرزت الكأس، وبشكل عام العمل بالخليج صعب حيث لا احترام للعقود ولأسباب غير فنية يمكن ترحيل المدرب وإذا رفض التدخل يمكن استبعاده.
في حقبتك التدريبية مع النادي العربي الكويتي دربت فراس الخطيب ورجا رافع السوريين ما تقييمك لهما وكيف وجدت العمل في الكويت؟
فراس ممتاز فنياً وبدنياً يملك العقلية الاحترافية و(فاهم كرة) ويمكن أن تبني عليه تكتيكاً ما، بمعنى أنه يخدم خططك داخل الملعب أما رجا فلم أطلب التعاقد معه ففي تلك الفترة كنت أطلب مدافعاً فجاؤوني به ولم يوفق ولم يخدمني ومع ذلك لم أقل إن رجا سيئ وبشكل عام الوسط الرياضي الكويتي فوضوي والنقد الصحفي قاسٍ جداً لدرجة الاستفزاز والبرامج الرياضية لا تخرج عن هذا الإطار..
مباراتك مع المنتخب السوري الأولمبي.. هل أنت راضٍ عنها وكيف وجدت الكرة السورية علماً أن لاعبي المنتخب السوري الأولمبي هم من خيرة لاعبينا؟
أولاً لعبت للتعادل لقناعتي أن المنتخب السوري أفضل فإن تحقق التعادل مع سورية بأرضها بغض النظر عن غياب الجمهور فهذا نتيجة إيجابية لليمن ولي.. ولكن حقيقة أنا حزين على الكرة السورية وما وصلت إليه.. فأين أيام المحروس والكردغلي والشكوحي فالمستوى الذي ظهرتم به دليل على أنكم تتقدمون للخلف، فما المبرر لخسارتكم أمام الأردن 3/صفر؟
هل أنت مرتاح في اليمن وإذا طلب منك تدريب المنتخب السوري فما استعدادك لذلك؟
أولاً أنا مرتاح في اليمن وهناك اتجاه قوي لتجديد العقد عند انتهائه في الشهر العاشر فالإعلام والشارع الرياضي والمسؤولون في اتحاد الكرة يطالبون بذلك وأنا مستعد للتجديد بشروط أهمها برامج الإعداد المثالية والاهتمام بقطاع الناشئين ولاسيما أن بطولة خليجي 20 ستقام في اليمن ولا يمكن فعل شيء دون تطوير فالملاعب سيئة لدرجة أن هناك ملاعب ترابية والتطور يحتاج لتربة صالحة.. ومن عادتي احترام العقود فالنادي الاسماعيلي ونادي إنبي عرضا عليَّ ترك المنتخب اليمني قبل فترة مع استعدادهما لدفع مرتبي الذي أتقاضاه وهو عشرون ألف دولار شهرياً إضافة لدفع الشرط الجزائي.. وبالنسبة للشق الثاني فأنا مستعد ولي الشرف أن أدرب المنتخب السوري فأنا أعشق سورية والشعب السوري لكن ذلك مرهون بشروط يجب على أي مدرب يحترم نفسه العمل ضمنها وهي أولاً توافر الإمكانات المادية والبشرية والبنية التحتية فمثلاً لعبت في الملعب البلدي في السبعينيات ولم تختلف أرضية ملاعبكم بعد 35 عاماً!! كما أن عدد اللاعبين ازداد وعدد الجرعات التدريبية ازداد وعدد الملاعب على حاله!!
وثانياً: إعداد برنامج تدريبي وضمان تنفيذه كالاحتكاك وإجراء مباريات ودية على مستوى عالٍ وإقامة معسكرات داخلية وخارجية، وثالثاً أن تخدم المسابقات المحلية المنتخبات الوطنية وأن تكون المصالح متبادلة ورابعاً القدرة على دفع المرتب المناسب، فلست مادياً لكن من يرد مدرباً جيداً فليدفع جيداً، فالمدرب الفرنسي ميتسو يتقاضى 180 ألف يورو شهرياً عدا مقدم عقده وأنا أتقاضى 20 ألف دولار شهرياً كما أنني لن آتي للسياحة فزوج ابنتي سوري وأزورها باستمرار.

محطات

محسن صالح مواليد 1949.
بدأ التدريب مساعد مدرب في النادي الأهلي مع المجري هيدي كوتي 1979/1981.
عمل تجارب منفردة مع الأندية السعودية (الخليج والوطني) ثم عاد للوحدة والنصر.
أشرف على النادي المصري 98/99 و99/2000 كمنقذ.
أشرف على النادي الاسماعيلي مطلع الألفية الثالثة.
قاد المنتخب المصري في التسعينيات وفي الألفية الثالثة.
درب العربي الكويتي.
درب المنتخب الليبي وحالياً يشرف على المنتخبات اليمنية
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 09:29 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/39930.htm