المؤتمر نت - فريد باعباد
فريد باعباد * -
كم قلبا تحمله في جوفك أيها الرئيس..!؟
لن اخفي سرا عن البوح بما في خاطري من إعجاب ومحبه للرئيس القائد علي عبدالله صالح. ولن أهاب أو أتأثر بمن يزعمون أو يولولون أنني أطبل للرئيس . ولن تؤثر في نفسي تعليقاتهم وسخرياتهم لما اعبر عن شكري وامتناني للقائد الذي حييناه وانتخبناه.

كل ذلك ليس من واقع التعبير أو التطبيل والمديح. لكن ذلك ناتج أو نتاج ما نلمسه من إدارة البلد وسياسة وحنكه في التعامل مع شتى صنوف المجتمع من قبائل وصيادين ومزارعين وطلبه وتجار ومغتربين سواء كانوا من سكان الحضر أو من أهل الريف.
أ توقف أنا هنا واسرد عينه وليس كل الأحداث في الوطن اليمني. والتي أتعجب أحيانا من الكيفية من طرق معالجتها. بل وأكاد أقول أن وجهة نظري كانت من المعارضين لتلك القرارات ولكن أثبتت السنون إنني لم أكن مصيبا وتلك سنة الحياة.

في الصين يقدمون على تنفيذ حكم الإعدام للمفسدين. أما المخربين والمهددين لكيان ووحدة الدولة الصينية فان الحكم اشد ولا ادري أي حكم اشد من حكم الإعدام!؟

في اليمن ظهر من هو فاسد ومخرب وخائن ولكن الرئيس عفا عنه والعفو عند المقدرة من سماته.

في بلادنا اليمن أيضا قامت حركة الانفصال وبدأت الحرب واستشهد الآلاف من المواطنين وتم تعطيل مسيرة التنمية وخسر الوطن المليارات وفي الأخير يصدر هذا الرئيس حكم العفو العام للجميع أي قلب يحمله جوف هذا الرئيس !؟

وفي الشأن الإداري للدولة يكتشف الرئيس ومن معه آلاف المواطنين الذين يتسلمون شهريا رواتب متعددة بأسماء مستعارة ومتكررة في الازدواج الوظيفي ومن أموال الشعب دون رقيب أو حسيب من ضمير أو مله فيعطيهم هذا الرئيس مهلة للتصحيح والتوبة ويرفع هنا ثانية راية عفا الله عما سلف وكان هدفه الإصلاح والمحافظة على استقرارهم أي قلب يحمله هذا الرئيس !؟
وتأتي مجموعة الحوثي تزعم أنها تتجمهر وتنادي بالموت لإسرائيل والموت لأمريكا زاعمين هذه الحجة والتبرير. وانكشفت خططهم وألاعيبهم على الوطن اليمني. وكانت دعواتهم ليس إلا للتبرير والتمويه وأن خلف الأكمة ما ورائها وظهر الحق. ولو كان الأمر بالدعاء على أمريكا وإسرائيل فنحن ندعي في اليوم عليهم خمس مرات ولكن دون تورية وأهداف خبيثة على الوطن.

وجاء هذا الفارس وأعطى هذه الفئة من الحوثيين الأمان وأطلق سراح الكثير منهم. وكان كعادته يظن بحسن النية لكل الناس في هذا الوطن ظانا منه أنهم سوف يعودون إلى طريق الصواب فمقولته الوطن يتسع للجميع دليل على أفق تفكيره.

ورغم كبر الجرم الذي ارتكبه هؤلاء الارهابيون في حق أهل صعده أولا وفي حق أفراد القوات المسلحة العزيزين على قلوبنا ثانيا والجرم الأكبر على اقتصاد الوطن بأكمله والجرم بحق ألامه ألا أن الرئيس تعامل معهم بقلب كبير فأي قلب يحمله هذا الرئيس!؟
لقد نقضوا العهد ولم يوفوا بالوعد. وقد سبقهم من كان مع عصابة الانفصال. وكالوا التهم جزافا للرئيس .

وقد سبقهم من كانوا يسيسون في أحزاب المشترك ولم نستغرب أن يصدر منهم تعليقهم على أحداث صعده فهم لن يستطيعوا العيش إلا في هذه الأجواء.

إنني أتذكر يوم أن كنت ضمن الملايين الذين اصطفوا في ميدان السبعين مطالبين الرئيس العودة عن قراره في ترشيح نفسه وكلمته تلك المعبرة فعلا والتي قال فيها أن تاريخ علي عبدالله صالح يشهد انه لم يصدر قرارا بإعدام أي مواطن يمني لسبب سياسي
وأظن أن التاريخ يشهد بذلك ولو كان عكس ماقيل لما أتعبنا أنفسنا في الدفاع عنه ومن صميم القلب فالتاريخ لم ولن يزيف.

لكن بعد كل تلك الأحداث يحمل الرئيس قيادة محافظة صعده والقوات المسلحة والأمن المسؤولية على إنهاء اعمال التخريب وتجنب المواطنين سفك الدماء والحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم أي قلب تحمله في جوفك أيها الرئيس !؟
يريد إنهاء تمرد بعض عصابات الحوثيين الخارجين عن النظام والقانون والشرع ويريد في نفس الوقت المحافظة على الأرواح

هنا تظهر هذه القيادة الفذة . أمام هذه الصعاب تظهر القيادات المحنكة من الرجال. أمام هذه المواقف تسطع نور الحكمة من الحكيم
كم تخيلت كيف سيتصرف الآخرون لو واجهتهم نفس الأحداث في بلادهم !؟ هل سيكون عندهم عدد كاف من القلوب للصبر !؟

لا ادري احتار في مسألة كبر قلب الرئيس. مرة نراه في واد يتحدث مع كهل من المواطنين ويتجاذب معه الحديث ويستمع إليه
ومرة نراه ينصت لامرأة عجوز فوق الجبل تشرح له معاناتها. ونراه يقف بسيارته لعجوز يعبر الطريق في احد شوارع صنعاء
وراقبناه يتعامل مع من حقد عليه وبشكل اخوي ناسيا ما مضى وعافيا عما يجري وعما جرى ليس ضعفا بالتأكيد لكنها الحكمة
لكن كل واحد من هؤلاء يحمل قلبا يختلف في تفكيره ونيته عن الآخر. ونلمس تعاملا من هذا الرئيس مع كل تلك القلوب بقلب واحد
لكنني اشك أن يكون جوف هذا الرئيس يحمل قلبا واحد لذا فانا اسأله بإعجاب وتقدير كم قلبا تحمله في جوفك أيها الرئيس !؟

*[email protected]
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 18-أبريل-2024 الساعة: 05:10 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/40979.htm