المؤتمرنت - الخليج -
رفض شعبي في العراق لمتاهة جدران المعازل
أعرب سكان بغداد عن خشية ومخاوف من أن يكون الاحتلال قد وضعهم تحت التقسيم الطائفي، وتحويل أحيائهم الى معازل من الجدران الاسمنتية، مع بدء تشييد سور خرساني بطول 5 كلم وارتفاع 3،5 متر حول حي الأعظمية، وحي الدورة، وقتل 11 شخصاً بينهم رئيس بلدية الفلوجة سامي عبدالامير الجميل في أعمال عنف، وتعرض منزل نائب في الائتلاف الموحد في البصرة للهجوم، واستهدفت هجمات مسجدين في منطقة البياع والقنصلية البريطانية في البصرة، وطالبت وزارة الكهرباء بتوفير الحماية الأمنية لمنتسبيها بعد أن وصل الى ألف عدد العاملين القتلى والمختطفين وقتل جندي أمريكي وأصيب آخر كما قتل جندي بولندي وأصيب 4 آخرون في هجمات، وتمسك الرئيس الأمريكي جورج بوش بصحة “المسار” في العراق، وأشار الى شواهد على تقدم إيجابي، وجدد قادة الكونجرس حكمهم بفشل الحرب في العراق، واتهموا بوش وإدارته بالتعامي عن حقائق الواقع في العراق، كما اتهموا “جهاز تلفيق المعلومات في البيت الأبيض” بأنه يعمل “وقتاً إضافياً”.

وأعرب سكان حي الأعظمية (شمال بغداد) الذي بدأ جنود الاحتلال تسويره بجدار اسمنتي عال، عن رفضهم لهذا “الحل” الذي وصفوه ب “الغريب” و”العجيب” و”العازل” و”السجن الكبير”. وقالت سيدة عرفت نفسها ب “أم حيدر” ان حل الوضع الأمني ولجم العنف لا يكون ببناء جدران اسمنت مسلح بين المناطق، وأشارت إلى أن سكان بغداد سيجدون أنفسهم وسط “متاهة من الجدران الاسمنتية”، ورفض تاجر العطور زيد عبدالله بناء جدران عازلة بين مناطق بغداد، وحذر من أن الجدار سيكون “بداية عزلة أكبر” واعتبر الجدار مثالاً لتخبط المسؤولين الأمنيين، ورأت أم أحمد ان الاحتلال يريد سجن السكان، واعتبر علي ابراهيم ان الفيدرالية المراد لها تقسيم العراق “ستطول بغداد أيضا”، واعتبر ان الحائط الاسمنتي سيحول الأحياء إلى “سجون كبيرة”، خاصة ان الاحتلال تبنى الجدران الاسمنتية كأسلوب أمني، بات يغطي الآن شوارع بغداد الرئيسية وخاصة حول الأسواق والمقار الوزارية والمباني الحكومية.

وقال رئيس مجلس الأعظمية داؤد الأعظمي ان قوات الاحتلال شرعت في بناء الجدار من دون الحصول على موافقة السكان والمجلس المحلي الذي يمثلهم.

وذكر ان ضباطاً من الوحدة العسكرية الأمريكية، في الأعظمية طلبوا منه والمجلس المحلي التوقيع على وثيقة تؤكد موافقتهم على بناء جدار بطول 5 كلم وارتفاع 12 قدماً لتقليل الهجمات الطائفية على سكان المنطقة، وأشار إلى أن المجلس رفض التوقيع قبل مشاورة السكان، لكنهم فوجئوا ببدء أعمال التشييد.

من جهة أخرى قال الرئيس الأمريكي ان استراتيجيته الجديدة في العراق تعمل، وأورد شواهد اعتبرها ايجابية، مثل تراجع القتل الطائفي بنسبة 50 في المائة في بغداد، وتفتيش احياء بغداد بيتاً بيتاً وضبط كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر واعتقال المزيد من المسلحين والمتطرفين وعودة المزيد من الأسر المهجرة إلى منازلها. ورفض زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ هاري ريد اتهامات البيت الأبيض والجمهوريين له بأنه “انهزامي”، وقال رداً “إن جهاز تلفيق المعلومات في البيت الأبيض يعمل وقتاً اضافياً للدفاع عن سياسات بوش الفاشلة”، وجدد التأكيد أن استراتيجية بوش فاشلة في العراق، وفاشلة في توفير الأمن داخل الولايات المتحدة، واعتبر ان الأمر بات خطيراً لأن بوش يرفض الاعتراف بحقيقة الوضع على الأرض في العراق.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 13-مايو-2024 الساعة: 09:35 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/43062.htm