المؤتمر نت -

14 اكتوبر - أيمن بجاش -
اكتوبر:الاحتباس يخدش جمال عدن
لم يسبق أن تعرضت محافظة عدن قبل هذا العام لصيف شديد الحرارة ترافقه رطوبة عالية وموجات عاصفة متربة جعلت من جمالها الرباني محافظة كئيبة يصعب العيش فيها لمن أتاها زائرا ، ويرجع السبب في ذلك إلى الاحتباس الحراري وهي ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة في بيئة ما نتيجة تغيير في سيلان الطاقة الحرارية من البيئة وإليها... و عادة ما يطلق هذا الاسم على ظاهرة إرتفاع درجات حرارة الأرض في معدلها.
عدن ومع هذه الظاهرة لم يشفع لها بحرها الجميل الدافئ في التخفيف من هذه الحرارة التي تلسع الوجوه وتحرق الأجساد ، فهيجان وارتفاع الأمواج فيه ووجود الحيسات ( الدومات البحرية) منعت مرتاديه من السباحة خاصة وان البحر أثناء الصيف يكون باردا منعشا للجسد.
صيف أودى مطلع هذا الأسبوع بحياة عشرة أشخاص جراء موجه الحرارة التي بلغت /43/ درجة مئوية ،الأمر الذي جعل مستشفيات المدينة تعلن حالات التأهب القصوى لاستقبال المنتكسين من أبناء المحافظة والمحافظات القريبة الأخرى والذين قد يصابون بجلطات دماغية وسكتات قلبية من جراء إصابتهم بأمراض مزمنة مثل القلب والضغط والشرايين .
فعدن التي كانت مطلع هذا العام مقصد الزوار ممن أرادوا الاستمتاع بإجازتهم الرسمية أو الأسبوعية أو السنوية، أضحت الآن مكانا يفر منه الزائرون ويكاد يرافقهم القاطنون لولا ارتباطهم بوظائف وأعمال تمنعهم من مغادرة هذه المدينة الحارة .
هذا الصيف كان متوقعا من قبل مسؤولي وزارتي الكهرباء والمياه، وأشارا في تقريرين منفصلين لهما الاستعدادات لمجابهة هذا الصيف.
تقرير الكهرباء أوضح أنه تم تخصيص مبلغ مليار و/821/ مليون ريال من مبلغ /7/ مليارات و/372/ مليون ريال من برنامجها الاستثماري لعام 2007م لمجابهة هذا الصيف رصد منه مليار و/80/مليون ريال للنشاط الفني لتحسين الشبكة (11 ك . ف) جهد منخفض من خلال مد /90/كيلو متر من الكابلات وخطوط التنفيذية والهوائيات وتركيب /1210/من محولات ولوحات التوزيع ومفاتيح الفصل وملحقات وصناديق المصهرات.. إضافة إلى رصد/700/ مليون ريال لتحسين الشبكة (33 ك .ف) والمتمثل في تركيب محولين جديدين ومفاتيح لمحطة التحويل بمنطقة عبدالقوي وتركيب مفاتيح لمحطات تحويل مناطق دارسعد والبريقة وتأهيل مواقع الاعطاب بالطريق البحري بخورمكسر .
وأضاف التقرير انه تم رصد /35/مليون ريال أخرى لصيانة الشبكات وخطوط هوائية لشبكة التوزيع (11 ك .ف) بطول /250/كيلومترا والقيام بالصيانة العمرية والروتينية للمحطات النوعية وشبكة الجهد المتخصص والاعطاب وتركيب مكثفات ثابتة ومتغيرة وقياس الأحمال للمحولات النوعية بالإضافة إلى رصد /6/ملايين ريال لصيانة الخطوط الهوائية لشبكة (33 ك . ف) بطول /60/كيلومترا وصيانة 13 محطة تحويل رئيسية في عدد من مديريات المحافظة .
وأكد وزير الكهرباء والطاقة الدكتور مصطفى بهران في محاضرة ألقاها في جامعة عدن مطلع الشهر الجاري أن الوزارة اتخذت جملة من المعالجات لتلافي انقطاع التيار الكهربائي في المدن الساحلية ومنها عدن, الحديدة, المخا والمكلا نظرا لارتفاع درجات الحرارة في هذه المدن خلال فصل الصيف .
مؤسسة المياه من جهتها بينت في تقريرها حول مجابهة الصيف انه تم إنزال مناقصة لحفر ثمانية آبار في حقل بئر ناصر وصيانة المضخات والمحركات والمولدات لآبار الحقول الثلاثة (بئر ناصر والروي وبئر احمد) وكذا صيانة الشبكة الكهربائية للضغط العالي في هذه الحقول وصيانة عدد من الآبار بحسب الفترات الزمنية المحددة لذلك من خلال تصفيتها لرفع إنتاجيتها حيث تم تصفية(15) بئر في حقل بئر ناصر و(7) آبار في حقل الروي و(5) آبار في حقل بئر احمد .
المواطنون الذين استطلعت آراءهم وكالة الأنباء اليمنية"سبأ" حول ما يعانون في صيف هذا العام، الطابع العام لآرائهم الاستياء من الخدمات المقدمة لهم والتي تساعدهم على التغلب على موجهة الحرارة.. يقول علي احمد محمد من مديرية خور مكسر :"إن صيف هذا العام لم نشهده من قبل ومؤسسة الكهرباء وعدت بعدم قطع التيار الكهربائي ،إلا أننا لم نر ذلك ولم نلحظه وفي بعض الأيام ينقطع التيار في أوقات نومنا أي من الساعة الثالثة وحتى السابعة ،وفي نفس الوقت نفاجأ بانقطاع المياه أيضا ، وشدة الرطوبة وتيارات الاتربة تحول دون خروجنا من المنزل لتنشق الهواء الطبيعي" .
ويضيف سمير عبدالله ناصر "عانينا من صيف هذا العام وخاصة مطلع هذا الأسبوع كثيرا فهو صيف ليس له مثيل في الحرارة..حتى نسمة الرياح التي تهب في بعض الأحيان تأتي حارة محملة بالأتربة، ورغم انقطاعات التيار الكهربائي والمياه إلا أن المؤسستين معذورتين لما يعانونه من ضغط في استهلاك الكهرباء والمياه .. كما أنني عند ذهابي إلى المؤسسة العامة للكهرباء في المحافظة أكدوا أنهم يعانون ضغطا في طلب التيار إما في المحافظة أو في المحافظات الأخرى" .
ويشرح الخضر صالح احمد معاناته وأسرته بالقول "عند انقطاع التيار الكهربائي أو المياه فإننا نبقى في حال يرثى لها فالرطوبة تجعل من أجسادنا ساخنة قابلة للانصهار ،وتزيد الطين بله الرياح المتربة التي تواجهنا في شوارع المدينة ،أما الحرارة المرتفعة وما تفعله بنا فحدث ولا حرج ، أتمنى أن تكون المؤسستان صادقتان في وعودهما من التجهيز لمجابهة هذا الصيف الذي لم تشهد المحافظة سابقة" .
ووافق المواطن نبيل عبدالله محمد رأي أخيه الخضر من حيث ما يعانيه من هذا الصيف ،مضيفا أن هذا الصيف قد يكون بسبب عوامل تتمثل في الاحتباس الحراري أو الأعاصير التي حدثت مؤخرا في المنطقة .
ويعرف الاحتباس الحراري انه ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة في بيئة ما نتيجة تغيير في سيلان الطاقة الحرارية من البيئة و إليها... و عادة ما يطلق هذا الاسم على ظاهرة ارتفاع درجات حرارة الأرض في معدلها. وينقسم العلماء عند سبب ظاهرة ارتفاع حرارة كوكب الأرض فهناك من يقول أن هذه الظاهرة طبيعية و أن مناخ الأرض يشهد -طبيعيا- فترات ساخنة و فترت باردة مستشهدين بذلك بحدوث فترة جليدية أو باردة نوعا ما بين القرن 17 و 18 في أوروبا.
هذا التفسير يريح كثير الشركات الملوثة مما يجعلها دائما ترجع إلى مثل هذه الأعمال العلمية لتتهرب من مسؤوليتها أو من ذنبها في ارتفاع درجات الحرارة حيث أن أغلبية كبرى من العلماء و التي قد لا تنفي أن الظاهرة طبيعية أصلا متفقة على أن إصدارات الغازات الملوثة كالآزوت و ثاني أوكسيد الكربون يقويان هذه الظاهرة.
ويرجع الفريق الثاني من العلماء ظاهرة الاحتباس الحراري إلى التلوث وحده فقط حيث يقولون بأن هذه الظاهرة شبيهة إلى حد بعيد بالدفيئات الزجاجية و أن هذه الغازات و التلوثات يمنعان أو يقويان مفعول التدفئة لأشعة الشمس.
ففي الدفيئة الزجاجية تدخل أشعة الشمس حاملة حرارتها إلى داخل الدفيئة، ومن ثم لا تتسرب الحرارة خارجا بنفس المعدل، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة داخل الدفيئة. كذا تتسبب الغازات الضارة التي تنبعث من أدخنة المصانع ومحطات تكرير البترول ومن عوادم السيارات (مثلا) في نفس الظاهرة،مسببة ارتفاع درجة حرارة الأرض .
ورغم ما يشهده العالم من تطور في التقنيات إلا أن ظاهرة الاحتباس الحراري بالجو المحيط بالأرض مازالت لغزا محيرا ولاسيما نتيجة ارتفاع درجة حرارة المناخ العالمي خلال القرن الماضي نصف درجة مئوية أخذ الجليد في القطبين وفوق قمم الجبال الأسترالية في الذوبان بشكل ملحوظ ولاحظ علماء المناخ أن مواسم الشتاء ازدادت خلال الثلاثة عقود الأخيرة دفئا عما كانت عليه من قبل وقصرت فتراته. فالربيع يأتي مبكرا عن مواعيده. وهذا يرجعونه لظاهرة الاحتباس الحراري.
ويعلق العالم الإنجليزي ( ر يكيامار ) علي هذه الظاهرة المحيرة بقوله :إن أستراليا تقع في نصف الكرة الجنوبي. وبهذا المعدل لذوبان الجليد قد تخسر تركة البيئة الجليدية خلال هذا القرن.. وقد لوحظ أن الأشجار في المنطقة الشبه قطبية هناك قد ازداد ارتفاعها عما ذي قبل .
فلقد زاد ارتفاعها 40 مترا علي غير عادتها منذ ربع قرن . وهذا مؤشر تحذيري مبكر لبقية العالم .لأن زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري قد تحدث تلفا بيئيا في مناطق أخري به. وهذا الإتلاف البيئي فوق كوكبنا قد لاتحمد عقباه .فقد يزول الجليد من فوقه تماما خلال هذا القرن . وهذا الجليد له تأثيراته علي الحرارة والمناخ والرياح الموسمية
و يربط العديد من العلماء بين المحيطات و التيارات الموجودة بها و بين درجة حرارة الأرض حيث أن هذه التيارات الباردة و الساخنة عبارة عن نظام تكييف للأرض أي نظام تبريد و تسخين و قد لوحظ مؤخرا أن هذه التيارات قد غيرت مجراها ما جعل التوازن الحراري الذي كان موجودا ينقلب و يستدل بعض العلماء على ظهور أعاصير في أماكن لم تكن تظهر بها من قبل
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 11:35 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/45788.htm