المؤتمر نت - رئيس الوزراء الصومالي علي محمد جيدي أمام منزله الذي لحقت به أضرار في هجوم شمال مقديشو يوم الرابع من يونيو حزيران الجاري. تصوير: رويترز
المؤتمرنت -
الصومال يطلب قوات حفظ سلام دولية
حث رئيس الوزراء الصومالي مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة يوم الخميس على إرسال قوات حفظ سلام لبلاده إلا ان أعضاء المجلس أبلغوه بأنهم يرغبون في رؤية تقدم سياسي تجاه إحلال السلام أولا.

وقال رئيس الوزراء علي محمد جيدي للصحفيين بعد ان ألقى كلمة أمام مجلس الأمن "ليس من العدل قول .. اصنعوا السلام وسأحضر وأحافظ عليه."

وتابع قائلا "ليس صوابا تجاهل مصالح شعب الصومال."

ويقاتل متمردون يتزعمهم اسلاميون قوات الحكومة الصومالية والقوات الاثيوبية المتحالفة معها منذ يناير كانون الثاني حين تم دحرهم وإزاحتهم عن السلطة في مقديشو. ولم يكتمل بعد نشر قوة حفظ سلام تابعة للاتحاد الافريقي في حين تتواصل أعمال العنف.

وقال جيدي أمام مجلس الأمن طبقا لنص كلمته التي اطلعت عليها رويترز " الصومال في مفترق طرق حاسم وهذا هو الوقت المناسب لمجلس الأمن التابع للامم المتحدة للمساعدة في حفظ السلم والامن."

وقال ان الصومال يرغب في ان يرى قوة بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي (اميصوم) وقد تحولت الى مهمة تابعة للأمم المتحدة وهو طلب يمثل ضغطا على مجلس الأمن في وقت يستعد فيه بالفعل لنشر قوة مختلطة من الاتحاد الافريقي والامم المتحدة مكونة من أكثر من 20 الف جندي لحفظ السلام في منطقة دارفور بالسودان.

وقال دبلوماسيون ان كل أعضاء المجلس الخمسة عشر باستثناء الكونجو أبدوا حذرا تجاه إرسال قوة حفظ سلام تابعة للامم المتحدة رغم انهم أعربوا عن دعمهم للحكومة الصومالية المؤقتة ورحبوا بجهودها للقيام بمصالحة وطنية.

وقال السفير البريطاني لدى الامم المتحدة ايمير جونز باري للصحفيين في وقت سابق ان المجتمع الدولي يدعم حكومة جيدي لكنه يتوقع حدوث تقدم سياسي قبل ان ينظر في إرسال قوات.

وقال جونز باري "توجد فرصة للمضي قدما على (الصعيد) السياسي وأشعر بالقلق مما لو لم يتم اغتنامها بالقوة الكافية..البلد سيهوي في المزيد من الصراع والفوضى."

وتابع قائلا "نحن بحاجة الى تعزيز قوة حفظ السلام الافريقية (اميصوم) واذا تحقق السلام وحدث اتفاق كاف.. فان المملكة المتحدة ستدعم وجود مهمة حفظ سلام تابعة للأُمم المتحدة في الصومال."

"نحن ليس بوسعنا فعل الكثير .. فليس بامكانك نشر قوات حفظ سلام اذا لم يكن هناك سلام لتحافظ عليه .. ذلك هو الواقع."

وفي أحدث موجة من هجمات المسلحين في البلد الذي ينعدم في القانون بالقرن الافريقي انفجرت قنبلة على جانب طريق مما أدى الى مقتل اثنين من الجنود في مقديشو يوم الخميس بعد ساعات من مقتل اثنين من موظفي الإغاثة بالرصاص في هجوم خلال الليل في شمال البلاد.

وقال جيدي ان التأخير في نشر قوات حفظ السلام الافريقية يرجع الى الافتقار للدعم المالي والى نقص في الامدادات من جانب المجتمع الدولي الذي قال انه لم يف بتعهدات بتوفير الدعم لقوات من بوروندي وغانا ومالاوي وبنين ونيجيريا.

ويحظى التدخل الخارجي في الصومال بسجل كئيب. حيث مثلت عملية قتل الجنود الأمريكيين في أواخر عام 1993 فيما عرف بمعركة "سقوط الصقر الاسود" بداية النهاية لوجود قوات حفظ السلام الدولية والامريكية والتي غادرت الصومال عام 1995 وتركت تأثيرا على السياسة الامريكية امتد لأعوام.

ومؤتمر المصالحة الوطنية بالصومال عنصر حاسم في إرساء السلام والذي أبلغ جيدي مجلس الأمن بانه سيكون "شاملا" ومنفتحا لمناقشة كل القضايا وهي قائمة طويلة في بلد تتنافس فيه فصائل وقبائل عديدة منذ نحو 16 عاما للسيطرة على السلطة.

وكان انعقاد المؤتمر قد تأجل مرتين ولكن جيدي أبلغ الصحفيين انه سيبدأ في 15 يوليو تموز وسيكون مفتوحا أمام الجميع بمن فيهم مقاتلون اسلاميون سابقون اذا ما تخلوا عن العنف وانضووا تحت مظلة زعماء القبائل.

ونقلت وكالة رويترز عن جيدي ان نشر مهمة حفظ سلام تابعة للامم المتحدة في أقرب وقت ممكن أمر مهم للغاية بالنسبة للصومال.

واضاف "عهد لننتظر ونرى انقضى. نحتاج لأفعال ملموسة."
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 14-مايو-2024 الساعة: 03:13 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/46034.htm