المؤتمرنت - الرأي العام -
انتحار صهر عبد الناصر بسبب المرض
رجحت مصادر عربية في لندن أن يكون الملياردير المصري في لندن أشرف مروان الذي عمل مستشارا للرئيس الراحل انور السادات «أقدم على الانتحار بأن رمى نفسه الأربعاء الماضي من شرفة الشقة التي يقيم فيها في أحد الأحياء اللندنية الراقية». وعزت هذه المصادر اقدام أشرف مروان المتزوج من أحدى بنات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الى حال الاكتئاب التي كان يمر فيها في الأشهر الأخيرة من حياته بعد اشتداد المرض عليه. ويتوقع أن ينقل جثمان مروان الى القاهرة خلال الساعات القليلة المقبلة ليدفن في مصر.

وروى طبيب مصري يقيم في لندن لـ «الراي» انه «التقى أشرف مروان الى عشاء قبل نحو ثلاثة أسابيع، ووجده شخصا غريبا غير قادر على التحدث بعبارات واضحة». واشار الى أن «المسؤول المصري السابق الذي وضع نفسه في خدمة السادات وكان في أحيان كثيرة رجل المهمات الخاصة، كان يتكئ على عصا لدى وقوفه على قدميه». ورجح «أن يكون قرر وضع نهاية لحياته اثر اشتداد المرض» وتعرضه لما سماه الطبيب «حالات غثيان».

واستبعدت المصادر ذاتها أن يكون أشرف مروان «انتحر تحت تأثير الحملات الصحافية التي تعرض لها اثر كشف الإسرائيليين معلومات تفيد أنه كان يغذي جهاز الموساد بالمعلومات». ولا حظت أن مستشار السادات، الذي كان يحظى بثقة الرئيس الراحل، صمد في وجه هذه الحملات التي ركزت على أنه «جاسوس» أو «عميل مزدوج»، خصوصا أنها وفرت له دعاية على الصعيد الشخصي.
وانقسمت التقارير الإسرائيلية التي نشرت عن أشرف مروان بين اعتباره عميلا مزدوجا لمصر وإسرائيل من جهة وعميلا مصريا مهمته خداع الإسرائيليين والتمويه على الاستعدادات العسكرية لبلاده عشية حرب أكتوبر من جهة أخرى.

وقال أشخاص في لندن عرفوا أشرف مروان عن كثب أن هذا الغموض الذي يحيط بشخصه، والذي ساهمت به الروايات الإسرائيلية، كان يعجبه الى حد كبير ويجعله يشعر بالاعتداد بنفسه، أقله ظاهرا، وكان يتظاهر بأن الروايات الإسرائيلية لا تؤثر به وهي «بمثابة دليل على أنه كان يخدم بلده» على حد تعبيره.

وكشف مصدر عربي لـ «الراي» أن «أشرف مروان عرف كيف يكسب ثقة السادات وتحول من المقربين منه في حين اختار الآخرون أفراد عائلة جمال عبد الناصر أن يكونوا في مواقع مختلفة أقرب الى التحفظ عن سياسات خليفة ناصر». وساعده في ذلك تحذيره السادات باكرا وقبل أي شخص آخر من «مؤامرة» يعدها علي صبري وأفراد مجموعته عليه، الأمر الذي حمل الرئيس الراحل على اعتقال هؤلاء ومحاكمتهم تمهيدا لسجنهم في ما عرف بقضية «مراكز القوى».

وكانت الروايات الإسرائيلية عن علاقة أشرف مروان بالموساد بدأت تنشر في العام 2003. وورد في احدى الروايات التي نشرتها صحيفة «جيروزالم بوست» في الأول من سبتمبر من تلك السنة أن «اشرف مروان بدأ يتعامل مع الاستخبارات الإسرائيلية في 1969 عندما دخل احدى سفارات الدولة اليهودية في بلد أوروبي وعرض خدماته في مقابل الحصول على المال».

وتشير الرواية التي نشرتها الصحيفة الإسرائيلية الى أن أشرف مروان حذر الإسرائيليين من اندلاع حرب أكتوبر قبل أربعين ساعة من بدء الهجوم المصري - السوري عندما اتصل بضابط الاتصال الإسرائيلي، المكلف أن يكون صلة الوصل به، مساء الخميس في الرابع من أكتوبر طالبا لقاء عاجلا بمدير الموساد زفي زامير. وأرفق طلب مقابلة زامير بكلمة سر معطاة له تشير الى أن الحرب واقعة. وحضر مدير الموساد الى أوروبا يوم الجمعة واجتمع بأشرف مروان في المساء. وسمح ذلك لزامير بالاتصال بالقيادة الإسرائيلية التي وضعت الجيش في حال تأهب قبل ساعات من بدء الهجوم المصري - السوري المباغت بعد ظهر السادس من أكتوبر 1973.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 26-مايو-2024 الساعة: 09:58 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/46091.htm