أحداث الثلاثاء الحزين

المؤتمر نت- التقاهم -محمد طاهر -
ضحايا عنف اقتحام الجامعة يروون تفاصيل اللحظات المرعبة

حين يتذكر حادثة الثلاثاء الحزين، لا يستطيع محمد القاضي أن يبدو دمثاً مع منفذي الغارة الإرهابية ضد الحرم الجامعي.
ويروي قائد سرايا الحرس الجامعي تلك الحادثة المأساوية فيقول: "وصلت المجاميع المسلحة الأولى عبر البوابة الرئيسية للجامعة تقلهم عدة سيارات" وحين منعوا –من قبل الحراسة- داهموا الكلية من كافة أبوابها، ومعظمهم باشر الاقتحام عبر تسلق السور.
يضيف محمد القاضي –الذي يرقد حالياً في مستشفى الكويت الذي أُسعف إليه- فيقول:" اتجهت ومعي (4) جنود لحماية القاعة الخامسة لحماية الطالبات، وما إن وصلنا حتى وجدناهم قد اقتحموها، والقوا الدكتورة سعاد السمح، والطالبات خارجاً.
بلغ عدد المغيرين -بحسب القاضي- نحو (400) متطرفاً. يزيد فيقول:" كنا نتساءل ماذا يحدث؟ وقد قيل لنا أن هناك انتخابات طلابية.. غير أن الهتافات الهادرة –من أشداقهم- كانت تدل على أن الذين اقتحموا كلية التربية يشنون معركة (الجهاد يا اتحاد).
لقد كانت لدى القاضي كافة الأسباب للاعتقاد أن مجاميع (طالبانية) قدمت للتوّ من معارك "تورابورا" لتشن حرباً هنا في اليمن، ضد أهم مؤسسة علمية في البلاد.
يقول:" لقد انقضوا علينا بالهراوات، والسكاكين، والمسدسات، وملأوا ساحة الكلية بالعنف، والبارود(إطلاق نار، تفجير، قنبلتين، دماء، ضحايا يسقطون مضرجين) وفي الثنايا هتافات من قبيل (الله أكبر.. الله أكبر.. الجهاد يا اتحاد)!!.
وبحسب ما يضيف محمد القاضي فإنه لم يفق إلا بعد ساعات ليجد نفسه على سرير أبيض داخل مستشفى الكويت، وقد طرِّز جسده بالعديد من الإصابات.
أما الذين تعرضوا لإصابات بليغة فقد كانوا خمسة من أفراد الحراسة الجامعية، وأسعفوا جميعاً إلى المستشفى بعد وصول التعزيزات الأمنية.

رواية استاذة الدراسات الإسلامية
تقول الدكتورة سعاد سالم كانت الجلبة خارج القاعة تدل على أن شيئاً ما غير طبيعي يحدث، وفي لحظة وجَدتْ أستاذة الدراسات الإسلامية نحو خمسين (مجاهداً) مندفعين بقوة إلى داخل القاعة الخامسة. وقد اكتشفت الدكتورة سعاد أن كلمة (عيب) التي ردت بها على تحيتهم الجهادية، غير مناسبة، فقد طردوها، ومعها طالبات العلم إلى خارج القاعة، وملأوا نفوسهن رعباً، ووجلاً.
تضيف:" لقد أصيبت بعض الطالبات بحالة هستيريه نتيجة الهلع الذي داهمهن: الرصاص تخترق النوافذ، فيما تتساقط على الأقدام، وتتناثر على أجسادهن شظايا الزجاج المتطاير جراء الرصاص، ولا توجد أعمدة نحتمي بها، لقد كانت كل واحدة تعتقد أنها ستموت في الحال، وإن رصاصة ستخترق جسدها في أية لحظة. لم نستطع فعل شيء سوى قراءة ما تيسر من الآيات الكريمة. ومعظم الطالبات- كما تروي الأستاذة الفاضلة- كن يقرأن بتلعثم شديد.
تزيد فتقول:" لقد حوصرنا لمدة نصف ساعة، غير أن تلك الدقائق تجاوزت في وطأتها النفسية نصف قرن".
تقول إحدى الطالبات:"لم يحدث أن تعرضت لموقف مريع في حياتي كهذا- كنت أقول لنفسي يالله، ها أنا الآن وسط معركة، هتافات جهادية، رصاص، قنابل، عنف".
نائب عميد كلية التربية: اصحاب مشاكل
نائب عميد كلية التربية قال: إن مجاميع طلابية تلقت توجيهات حزبية تشجعهم على ارتكاب أحداث عنف، واقتحام حرمة القاعة الدراسية، والاعتداء السافر على أفراد الحرس الجامعي بإطلاق الأعيرة النارية، والقنابل الصوتية، وإحداث فوضى داخل الحرم الجامعي.
وأضاف الدكتور عبده المطلس لـ"المؤتمرنت" أن هؤلاء دائماً في مشاكل، والكلية تدين تصرفاتهم ولجوئهم إلى العنف والتطرف.
مؤكداً أن الكلية لم تتلق أي إشعار بإقامة احتفال أو مهرجان، ومن حق أفراد الحراسة منعهم. متابعاً: لو أنهم لجاؤا لأساليب التفاهم والحوار لما حدث ما حدث.
منوهاً أن الكلية بصدد وضع إجراءات حازمة لعدم تكرار مثل هذه الأعمال التي تشوه صورة الكية والجامعة.


تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 12:04 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/5064.htm