المؤتمر نت - عبــاس غالب
عبــاس غالب -
وردة الرئيــس
مع أن الكتابة في السياسة همٌ على القلب، أجدني هذا الأسبوع أعرج عليها لما يحدث على الساحة من حراكٍ سياسي من العيار الثقيل، حيث جاء مضمون خطاب الأخ الرئيس علي عبدالله صالح عشية أربعينية عيد الاستقلال ليقطع قول كل خطيب، خاصةً بعد أن وصلت المعارضة في خطابها سقفاً يُنذِر بكارثةٍ على العباد والبلاد، اللهم قنا منها. إنني أتوقعُ أن تتبلور آلية لترجمة مضامين خطاب الرئيس عندما ألقى بوردة على صفحة مياه غير آسنة بمطالبته رموز قادة 14 أكتوبر والمعارضة في الخارج العودة إلى الوطن.. بمعنى طي صفحة الماضي وعودة فريق من العمل السياسي الذي شارك في السلطة سواء الشطرية أو دولة الوحدة، ووجد نفسه في المنافي البعيدة. هكذا أفهم مبادرة رئيس الجمهورية الأخيرة التي تكرس ثقافة التسامح في شخصية الرئيس علي عبدالله صالح، خاصة وأن سجله في مآثر التسامح غير خافية على أحد، ولدينا من الشواهد الكثير.. منها دعوته المعروفة وغير المسبوقة في العالم العربي ـ على الأقل ـ للرئيسين السابقين المشير عبدالله السلال، والقاضي عبدالرحمن الإرياني للعودة إلى أرض الوطن، فضلاً عن إعلانه قرار العفو العام وحرب صيف 94 لم تخمد بعد، كذلك قائمة الـ 16وغيرها من اللمسات الإنسانية الحانية لكل المناضلين والقياديين السابقين. وفي سياق هذا الخطاب الرئاسي المتسم بالتسامح والانفتاح أتمنى أن تهتبل قيادات المعارضة في الخارج هذه الدعوة، والنظر إليها باعتبارها مرحلة جديدة تتكاتف فيها الجهود للاستمرار في بناء حاضر ومستقبل الوطن، بعيداً عن التمركز في زوايا ضيقة.. وبأن ترى الألوان جميعها بعين متفائلة، غير منحازة للونٍ من هذه الألوان تحت الشعور بالغبن أو الاستلاب، بل أتمنى أن نرى موقفاً إيجابياً من معارضة الداخل لهذه الوردة التي أهداها الرئيس علي عبدالله صالح عشية عيد الاستقلال لكي نفكر جميعاً بما يطور تجربتنا الإنمائية والديمقراطية، لا أن نستحضر خرائط الدم ودروس المعاناة والاقتتال التي يحفل بها تاريخ الدولة الشطرية في هذا البلد.. خاصة وقد أصبحت الوحدة نعمة على كل أبناء الوطن وليست ـ كما تحاول بعض النخب السياسية ـ تصويرها وكأنها نقمة مع أن بعض النقد وارد لتصويب جانب من السياسات الخاطئة.. وقد تمثلت في حزمة من المعالجات التي أطلقها الرئيس علي عبدالله صالح مؤخراً، سواء في قضايا المتقاعدين أو الأراضي وغيرها من القضايا الحقوقية والمطلبية التي لا تقتصر على جزء جغرافي من الوطن، بل تطال أكثر من رقعة.. وهو أمر طبيعي في بلد ورث تركة مثقلة من عهود التشطير والتخلف وموروثات حقبة من الثارات السياسية المتعاقبة وغياب الدولة المركزية القوية مقابل هيمنة ثقافة القبيلة التي يحاول البعض اليوم استنساخ نماذجها القديمة كبديل للدولة الواحدة. أقول باختصار إن وردة الرئيس علي عبدالله صالح قد تركت عطراً.. والمستفيد من يشتم رائحتها الفواحة.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 11-مايو-2024 الساعة: 06:01 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/51633.htm