المؤتمرنت - وكالات -
بوش يميل الى مشاهدة العالم بالابيض والاسود
لا يعرف عن الرئيس جورج بوش انه غير رأيه. ولم يتأثر بالرأي الجماعي لاجهزة الاستخبارات الاميركية، وما زال يصر على ان ايران تمثل تهديدا حتى لو كانت بالفعل تخلت عن برنامج اسلحتها النووية منذ اربع سنوات.
يقول خبراء ان بوش رئيس يميل الى مشاهدة العالم باللونين الابيض والاسود، وليس من خلال ظلال اللون الرمادي. وذكرت كاثرين دان تينباس، خبيرة العلوم السياسية في جامعة بنسلفانيا «عرف عنه على الدوام انه حازم ويتمسك بأسلحته».
وأضافت: «لست مندهشة لانه يتمسك بسياسة يوافق عليها لانه ليس بالشخص الذي يمكن اقناعه بسهولة لتغيير رأيه».
وبعد اشهر من انتقاد ايران في شأن برنامجها النووي وزيادة مخاطر نشوب حرب عالمية ثالثة، فان بوش لا يبدو انه تزحزح عن موقفه نتيجة لتقرير الاستخبارات القومية، الذي افاد ان ايران أوقفت نشاط الاسلحة النووية في عام 2003.
ويتناقض التقرير الذي يمثل رأي 16 وكالة الاستخبارات بصورة مباشرة مع التصريحات المتشددة لبوش في شأن ايران وتصريحات نائب الرئيس ديك تشيني. وأعلن الرئيس في مؤتمر صحافي الثلاثاء، انه لن يتراجع. وقال: «أعتقد ان تقرير الاستخبارات القومية يوضح ان هناك حاجة لاخذ ايران مأخذ الجد على انها تهديد للسلام... ورأيي لم يتغير».
وتسعى الولايات المتحدة الى فرض مزيد من عقوبات الامم المتحدة على ايران، وذكر بوش ان التقييم الجديد دليل على ان الضغوط الديبلوماسية تحقق نجاحا.
ويفخر بوش بقراراته وتمسكه بها... وربما يخدم هذا الامر الديموقراطيين في سباق الرئاسة عام 2008. وشبه بعضهم بالفعل موقفه الذي لا يلين في شأن ايران بموقفه من العراق حيث لم يعثر على اسلحة دمار شامل، ما قوض المبرر الرئيسي للغزو عام 2003.
وقال السناتور جوزف بيدن، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ وهو ديموقراطي عن ولاية ديلاوير ويخوض انتخابات الرئاسة المقبلة، «انه تماما ما فعله في الفترة التي سبقت حرب العراق من المبالغة باستمرار في معلومات الاستخبارات التي تشير الى ان العراق لديه اسلحة دمار شامل بينما تقاعس عن ابلاغ الشعب الاميركي بمعلومات استخبارات تشير الى ان العراق ليس لديه هذه الاسلحة».
واورد التقرير ان هناك «ثقة كبيرة» في ان بعد اشهر من غزو العراق، أوقفت ايران برنامج اسلحتها النووية. وتابع ان قرار طهران يشير الى انها كانت أقل اصرارا على تطوير اسلحة نووية مما اشار تقرير الاستخبارات في 2005.
والصعوبة الان ستكون في اقناع الرأي العام الاميركي، الذي يشعر باستياء متزايد في شأن حرب العراق ورأي عام اوروبي يعارضها من البداية، بأن العالم يحتاج الى زيادة الضغط على ايران.
وقال مايكل ليفي، زميل مجلس العلاقات الخارجية وموءلف كتاب «الارهاب النووي»، انه «سيحدث تغير لدى الرأي العام على اتساعه أكثر منه في واشنطن. الناس شعروا بالارتياح من ان الحرب العالمية الثالثة أصبحت مجمدة».
وتوقع عدد صغير من المحللين ان يغير بوش سياسته. واضاف ليفي: «اسلوب الادارة ازاء العراق لم يتغير مع تغير معلومات الاستخبارات واسلوبها ازاء كوريا الشمالية لم يتغير مع تغير معلومات الاستخبارات. ولن يكون سببا للدهشة ان اسلوبها ازاء ايران لن يتغير مع تغير معلومات الاستخبارات».
من ناحيتها، وعدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، بالاستمرار في الضغط على ايران من خلال مزيد من العقوبات في الامم المتحدة. وقالت للصحافيين الذين يرافقونها في الطائرة التي تنقلها الى اثيوبيا عبر اسبانيا، اول من امس، ان الولايات المتحدة والقوى العظمى الخمس الاخرى التي تعالج الملف الايراني، ستواصل الضغط الديبلوماسي لمنع طهران من حيازة السلاح النووي. واضافت رايس في الطائرة التي تنقلها الى اثيوبيا للمشاركة في سلسلة من الاجتماعات حول النزاعات الافريقية، «آن الاوان لتنشط الدبلوماسية، لكن الوقت لم يحن للتوقف والقول: لم نعد نحتاج الى الدبلوماسية». واوضحت ان «من الضروري متابعة مشروع القرار في مجلس الامن ومتابعة الضغوط الاخرى التي نقوم باعدادها بحيث لا يحوز الايرانيون المواد الانشطارية».
وحذرت من ان ايران تستمر في تخصيب اليورانيوم على «مستويات تزداد اهمية».
وفي كابول، اعتبر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الثلاثاء، ان التقرير، يظهر ان الضغوط الاميركية على طهران كانت مفيدة. واوضح خلال زيارة لافغانستان ان المهم ان التقرير الجديد «يثبت صحة استراتيجية الادارة بتشديد الضغوط الاقتصادية والديبلوماسية على الحكومة الايرانية» في شأن سياستها النووية.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 01-نوفمبر-2024 الساعة: 02:39 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/51722.htm