التحقيق مع CIA حول إتلاف أشرطة استجواب في غوانتانامو زعم أحد "كبار المشتبهين بالإرهاب"، كان قد احتجز في معتقل غوانتانامو الأمريكي بخليج كوبا، أنه تعرض للتعذيب أثناء اعتقاله والتحقيق معه في أحد السجون السرية التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، فيما طالب محامو الدفاع عنه بمنع الوكالة من إتلاف أدلة التعذيب. ورفع الدعوى القضائية هذه محامو مركز الدفاع عن الحريات الدستورية بالإنابة عن مجيد خان، وذلك في التاسع والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أي قبل أسبوع من إعلان مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية، مايكل هايدن، بأن الوكالة دمرت أشرطة فيديو حول جلسات استجواب المعتقلين المشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة في العام 2002، واستخدم معهم أساليب التحقيق "البديلة" التي تمت الموافقة عليها. وقال محامي الدفاعي جيتانجالي غوتيريز في وثائق القضية إن خان، وهو مواطن باكستاني التحق بالمدرسة الثانوية في بالتيمور، اعتقل أكثر من ثلاث سنوات في أحد السجون السرية التابعة لـ CIA وأنه خضع لـ"برنامج التحقيق والاعتقال الخاص بالوكالة والمعروف بأنه برنامج قاس للتعذيب." ولم تتضح تفاصيل التعذيب، غير أن محامي خان قال إنه موكله يعاني جراء هذا البرنامج من "رضوض وإصابات جسدية ونفسية عديدة من غير المحتمل أن يشفى منها بالكامل." من جهته، قال المتحدث باسم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، بول جيميغليانو، في تصريح لـCNN: "إن جهود التحقيق مع الإرهابيين التي اتبعتها CIA كانت بسيطة وتمت بعناية فائقة، وقانونية ومثمرة للغاية، وأن أقل من 100 معتقل مشتبه به خضعوا لهذا البرنامج منذ بدء العمل به في العام 2002، وأقل من ثلثهم تطلب التحقيق معهم استخدام وسائل استجواب خاصة.. والولايات المتحدة لم تلجأ إلى التعذيب أو تمارسه." وقال محامو خان إنه احتجز في العام 2003 ونقل إلى جهة غير معلومة، قبل نقله إلى معتقل غوانتانامو، حيث "ظل معتقلاً دون توجيه أي تهم له أو محاكمته." وكان خان قد رفع دعوى سابقة في سبتمبر/أيلول عام 2006 ضد اعتقاله، غير أن وثائق المحكمة في ذلك الوقت رفضت البحث في الدعوى القضائية بحجة أن اعتقاله تم لأنه مشتبه بأنه "مقاتل عدو"، غير أنه عاد ورفع قضية أخرى في 14 أغسطس/آب 2007. ولم يسمح لخان بمقابلة محاميه حتى شهر أكتوبر/تشرين الأول، وفق ما كشفت عنه الوثائق. وكانت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش قد اعتبرت خان أحد كبار المساعدين للمسؤول الكبير في تنظيم في القاعدة، خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001. تفاعلات إتلاف أشرطة الفيديو وعلى صعيد الأنباء المتعلقة بقيام وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بإتلاف أشرطة فيديو حول التحقيق مع معتقلين في غوانتانامو، استخدمت فيها أساليب عنيفة، قال مسؤول في وزارة العدل الأمريكية إن الوزارة ووكالة الاستخبارات ستجريان تحقيقاً أولياً في قضية إتلاف أشرطة الفيديو المذكورة، وذلك بطلب من مساعد المدعي العام، كينيث وينستاين، وقدم إلى المستشار العام لوكالة CIA، جون ريزو. وقال وينستاين إن الهدف من التحقيق سيحدد "ما إذا كانت هناك حاجة إلى إجراء تحقيقات موسعة." وكان أحد المسؤولين السابقين في الجهاز الاستخباري الأمريكي قد ذكر لـCNN أن ريزو عارض إتلاف الأشرطة وأنه لم يعرف بعملية الإتلاف إلا بعد أن تمت. من جهته، رحب المدير العام للوكالة، هايدن، بالتحقيق، مشيراً أن الوكالة ستتعاون مع ذلك بصورة كاملة. وجاء في البيان الصادر عن هايدن: "إنني أرحب بهذا التحقيق بوصفه فرصة للرد على الشكوك التي أثيرت مؤخراً بشأن إتلاف أشرطة فيديو تعود إلى العام 2005." وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية CIA قد صرح بأن وكالته أتلفت قبل نحو عامين مجموعة من أشرطة الفيديو، كانت تتضمن تسجيلات مصورة للتحقيقات التي أجراها عناصر من الوكالة الأمريكية مع معتقلين يشتبه في انتمائهم لتنظيم "القاعدة"، في العام 2002. وقال هايدن في رسالة لموظفي CIA، حصلت CNN على نسخة منها، إنه جرى إتلاف هذه الأشرطة لمنع الكشف عن هوية المحققين مع اثنين من المشتبهين بالقاعدة، فيما ذكرت مصادر مطلعة أن الـCIA عمدت إلى تدمير هذه التسجيلات لتجنب ملاحقة عملائها بتهمة "تعذيب" المعتقلين. وذكر هايدن في رسالته: "كانت هذه الأشرطة تشكل خطراً أمنياًَ كبيراً"، مضيفاً قوله: "في حال تسربها كانت ستكشف عن هوية زملائكم في CIA، الذين خدموا في هذا البرنامج، ويعرضهم وأسرهم للانتقام من القاعدة والمتعاطفين معها." |