المؤتمرنت - الحياة -
عودة أجواء التوتر بين «حماس» و «فتح»
عادت اجواء التصعيد والتوتر بين حركة «حماس» وحكومتها في غزة من جهة، وبين الرئيس محمود عباس وحكومته وحركة «فتح» من جهة اخرى، وانعكست في تصريحات ومواقف الطرفين، اذ اعتقلت حكومة «حماس» مستشارا لرئيس حكومة تسيير الاعمال في رام الله سلام فياض، ما دفع الرئيس محمود عباس الى ادانة «جريمة خطف وزير»، كما دان «القاء قنبلة» على مسيرة تشييع أحد شهداء حركة «فتح»، محملا «حماس» المسؤولية الكاملة عنها، ومعلنا الحداد اليوم على ارواح من قتلوا بأيدي الحركة. من جانبها، حذرت «حماس» السلطة الفلسطينية من منع احتفالات الحركة بانطلاقتها في الضفة الغربية.

في غضون ذلك، امتنعت موسكو عن تحديد موعد لمؤتمر السلام الذي ستستضيفه والخاص بالمسارات السورية واللبنانية والفلسطينية، وربطت عقده بتنفيذ تفاهمات مؤتمر انابوليس للسلام. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عقب محادثاته مع نظيره المصري احمد ابو الغيط في موسكو، ان «الاهم هو التوصل الى تطبيق التفاهمات التي تم التوصل اليها (في انابوليس) وعدم الاستعاضة عن وضعها موضع التطبيق بمفاوضات في شأن لقاءات جديدة». من جانبه، اعتبر ابو الغيط ان المؤتمر سيكون «محطة بالغة الأهمية لمراجعة ما تم بعد إجتماع أنابوليس».

وتزامن الموقف الروسي مع تدهور جديد في العلاقات بين «حماس» و»فتح»، ففي الوقت الذي تستعد فيه «حماس» للاحتفال بانطلاقتها، بادرت السلطة في الضفة الى نشر قوات منع الشغب بشكل لافت في شوارع مدينة رام الله لمنع اي احتفالات للحركة، كما مُسحت كل الشعارات المؤيدة لها عن الجدران. وردت «حماس» على ذلك بلسان الناطق باسمها سامي ابو زهري بتحذير السلطة من ان منع الاحتفالات بانطلاقتها في الضفة سيدفع «حماس» الى منع انصار «فتح» من الاحتفال بانطلاقتها في قطاع غزة.

من جهة اخرى، اعلنت «حماس» ان الانفجار الذي وقع خلال تشييع شهيد سقط بقصف اسرائيلي امس واسفر عن مقتل اربعة فلسطينيين وجرح 30 آخرين، هو انفجار «عرضي» وقع عندما سقطت قنبلة من احد المشاركين في الجنازة. الا ان عباس دان في بيان هذه «الجريمة» و»الاعتداء السافر»، وقرر أن يكون اليوم يوم حداد على أرواح الضحايا الذين سقطوا على أيدي ما اسماها «مليشيات حماس الخارجة عن القانون».

في الوقت نفسه، دانت حكومة فياض «خطف» مستشار رئيس الوزراء عمر حلمي الغول من منزله في مدينة غزة. والقى وزير الإعلام الناطق باسم الحكومة الدكتور رياض المالكي بالمسؤولية على من وصفهم بأنهم «مجرمون يعملون لحساب حماس»، ودعا الى الافراج الفوري عن الغول، معتبرا ان الخطف «رسالة الى زعماء فتح بأن غزة مغلقة امامهم». كما قال امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه «ان الرئيس عباس يستنكر جريمة خطف الوزير ... ويعتبر ان اقدام عصابات حماس على خطف الوزير عمل اجرامي نوعي وخطير».

ورد المستشار السياسي لرئيس الحكومة المقالة أحمد يوسف أن ما جرى للغول ليس خطفا إنما اعتقال، عزاه إلى كتابات الغول المسيئة لـ»حماس»، وأوضح لـ»الحياة» ان مسألة الاعتقال جاءت على خلفية سياسية باعتباره شخصية معارضة للحكومة وليس على خلفية أمنية. وقال مصدر حكومي في غزة لـ»الحياة» ان اعتقال الغول تم «على خلفية ادعائه بأنه وزير في حكومة فياض»، مشيرا الى ان «الحكومة الشرعية في غزة لا تعترف بحكومة فياض طالما لم تنل الثقة من المجلس التشريعي».

وكان الغول (56 عاما) عُين قبل اشهر مستشارا لفياض، وهو يقيم في رام الله منذ ثلاثة اشهر، ويكتب عمودا في صحف محلية عدة وينتقد «حماس» باستمرار. وقال نجله نادر ان والده تلقى اخيرا «تهديدا من مجهول قال له عبر الهاتف انه اذا عاد الى غزة سيندم». وذكر ان والده توجه من رام الله مساء الخميس الى غزة للمشاركة في جنازة والدة زوجته التي توفيت الخميس.

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 11:03 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/52099.htm