علماء يحلون لغزا حول مشي النساء قال عدد من العلماء إنهم قد توصلوا إلي حل لغز لطالما حيّر الأطباء لأجيال طويلة، ويتعلق بكيفية نجاح النساء الحوامل في الحفاظ علي توازنهن أثناء السير رغم التباين الكبير في توزيع الوزن بين أجزاء الجسم، وميل مركز الثقل إلي الأمام مع ازدياد حجم البطن. وأكد العلماء أن أبحاثهم أثبتت وجود فوارق طفيفة، لكن أساسية، بين الرجال والنساء في منطقة الحوض وأسفل الظهر، تتيح للجنس اللطيف تعديل مركز الجاذبية خلال الحمل، والتعامل مع الوزن الزائد دون التعرض لأي مصاعب. ووفقاً للدراسة التي نشرت امس في مجلة "الطبيعة" في الولايات المتحدة الأمريكية فإن هذه السمات المميزة موجودة فقط لدي إناث البشر وأسلافهن الذين ساروا بشكل منتصب، فيما تنعدم لدي سائر المخلوقات، حتي أكثرها شبهاً بالإنسان، مثل القردة والشمبانزي. واكتشفت الدكتورة كاثرين ويتكم، من جامعة هارفرد، وجود نقطتي تمايز بين الرجال والنساء، غفل عنهما العديد من الأطباء. وتكمن النقطة الأولي في منطقة أسفل الظهر، حيث تتخذ الفقرة الأخيرة من العمود الفقري للنساء شكلاً أقرب إلي الإسفين، فيما تبدو مسطحة تماماً لدي الرجال. أما النقطة الثانية فتتمثل في واقع أن مفاصل الوركين لدي النساء أكبر بـ14 في المائة منها لدي الرجال إذا ما تم أخذ فارق الحجم بين الجنسين بعين الاعتبار، وفقاً لأسوشيتد برس. وقالت ليزا شابيرو، الباحثة في جامعة تكساس تعلقاً علي هذه النتائج إن الحمل: " يمثل عبئاً كبيراً، يميل بالجسم نحو الأمام.. بالطبع تشعر النساء بالانزعاج في فترات الحمل، لكن الأمر كان ليبدو أشد صعوبة لولا تلك الميزات." أما عن سبب عدم تعثر الرجال البدناء، رغم أن أجسادهم ليست مؤهلة لحمل الوزن قالت شابيرو إن ذلك عائد إلي الدور الذي تعلبه في هذه الحالة عضلات الظهر، التي تتدخل لتعويض الفارق، وهو ما يتسبب بآلام الظهر لمعظم أولئك الرجال. وسيكون من شأن هذا الاكتشاف تقديم إضافة كبيرة إلي أبحاث الانثروبيولوجيا، إذ أن جدلاً كبيراً يدور منذ مدة بين العلماء حول فائدة قدرة البشر علي السير منتصباً وخاصة أن هذا الأمر يعرقل قدرة إناث هذا الجنس علي السير أثناء الحمل رغم أن ذلك سهل جداً للمخلوقات الرباعية القوائم. وتقول الدراسة إنها عادت إلي هياكل عظيمة تعود إلي أكثر من مليوني عام لمقارنة النتائج التي خرجت بها، واتضح وجود الفوارق عينها بين الهياكل العظيمة العائدة للذكور وتلك العائدة للنساء. |
