نزار الخالد -
من قاتل أبناء تعز

من قاتل عبد الفتاح إسماعيل
من قاتل بكيل هاشم

برزت مع دعوة ما يسمى بمهرجان التصالح والتسامح تساؤلات عديدة من أبرزها من قاتل الشهيد عبد الفتاح إسماعيل ورفاقه من أبناء الحجرية ومديريات محافظة تعز ، ومن قاتل الشهيد طيار الفضاء بكيل هاشم من مديرية القبيطة والأهم من كل ذلك أن نعترف وبكل شفافية أن هناك من قيادات الأحزاب قد افتقدوا إلى الإحساس بالمصلحة الوطنية أو حتى الإحساس بالمسئولية الملقاة على عاتقهم مع أن غياب هذا الإحساس ينعكس سلباً على أحزابهم وأن وجدت لهم قاعدة جماهيرية فمن يعمل دون إحساس لا يبدع ولا يعطي وإنما يسيء لنفسه ولحزبه ويعتمد في سلوكياته على إثارة النعرات والنزعات المناطقية فيولد الأحقاد والضغائن والكراهية بين أبناء الوطن الواحد فجميعنا يدرك أن وحدة الأرض هي المنجز العملاق الذي لن يضاهيه أي منجز أخر ليست وليدة نزقة ، كما أنها ليست منحة أو هبه ، وإنما هي محصلة جهد وعمل وموروث نضال مرير مدعم بتضحيات فعّل حراكها امتداداتها الزمنية والمكانية تشكيل متوائم من وحدة الصوت واتفاق الرؤية وصمود الإرادة واستباق الطموح وإيمان المصير ، فلم يلتق إنسان هذه الأرض نفسه يوماً مجزأ الفكر منقسم الانتماء ذاك أن وحدة الصف الداخلي حيث اجتماع الرؤى والأصوات والمواقف عند مصلحة الوطن الكبرى لم تتشكل في ضميره ترفاً أو تزيداً وإنما كانت ولا تزال اختياره الحتمي المنعكس عن مقوماته الثقافية والتاريخية والاجتماعية بل والشخصية ولأجل قوة هذه الحقيقة ونصاعتها وسطوع موقفها ، فإنه لا يمكن لمصلحة هذا الشعب أن تتحقق من خلال رؤى منفعية ومناظير ذاتية مزاجية وضيقة كما أنه ليس بالإمكان الارتداد بالموقف عبر دعاوي أشد ما تستثير منه وجع الزمن البليد حيث احترافه والتهاب أشواقه وبكاء أشجانه تحت مسمى التصالح والتسامح ولأهداف خفية ونسأل هنا من المسئول عن دماء أبناء تعز التي أزهقت بدون ذنب ويحق شرعا ًوقانوناً وإنسانياً وأخلاقياً أن نعرف من سفك دماء إخواننا وآبائنا في صراعات 13 يناير 1986م ويجيز لنا أن نتساءل عن الأرقام الحقيقية للضحايا من أبناء تعز ولا يحق المسامحة إلا من أسرة الضحايا أفمن المعقول أن يسامح ويصالح القاتل نفسه ومما لا جدال فيه كوطنيين ومخلصون لهذا الوطن ولاعتقادنا بامتلاكنا القدرة على الرؤية المنطقية والعقلانية المحايدة نعترف بتطاول المؤسسين للاحتراب بما يسمى مهرجان التصالح والتسامح وبامتداد أذرعهم وربما طغيانهم على ضحايا يناير 86م وعلى خصوصية أسرهم ولذا ووفاء للضحايا يجب ضرورة مواجهتهم ونثق بقدرتهم على المواجهة بحتمية الانتصار ولكن ليس بتلك الأسباب والوسائل التي يتذرع بها أصحاب الرؤى السقيمة من المزيفين المستغلين الذين يحاولون امتلاك الميدان بابتزاز الآمنا والرقص على أوجاعنا .. إن الأصوات الناعقة بالارتداد والتي تمنحها طبيعتها الانتهازية قدراً من الدهاء وخبث السريرة تمكنها من اشتمام الظرف واقتناص اللحظة التي توغل فيها سهام أحقادها تدرك يقيناً حقيقة فرديتها وشواية أنانيتها كما تدرك هذه القوى أمام الحقيقة التاريخية التي ما فتئت تكشف لها مقدار حوافها وهشاشة منطقها إذ سرعان ما تفقد مصداقيتها وتسفر عن مخبئها فترتد لآوية أعناق مجاديفها مصطدمة بإرادة الجماهير التي لم يهتز يوماً إيمانها بكاملية إنتمائها ولم يغب عنها وعيها بمصلحتها الوطنية ومع إقرارنا بأن مصلحة الوطن لا يمكن أن تبدأ من حيث انشقاق الصف وتصدع الموقف ، نؤكد أيضاً أن هذه المصلحة لا يمكنها أن تنشأ على موقف يتيح بسلبيته وغيابه لسطوع الزيف ولمعان المفتعل فليتأجج حراك الواقع وليعلن موقفه قارعاً أسماع العابثين بأن ما ينعقون به قد أصبح ماضياً وراءنا ، ماض مستحيل الانبعاث وأنه مهما اشتدت التعرجات ومهما تكاثفت غيوم المسير فإن الركب بخطوة الوثاب سائر ومستمر ترفده قوة الإرادة وتذكيه إرادة التصميم .. وفي الأخير نقول للناعقون إن التاريخ لن يرحم وأن أفعالهم خروج عن القانون الإجمالي الوطني وإشاعة لمعول الهدم وعليهم أن يدركوا أن شمس اليمن باقية واليمنيين قادرون على حماية أنفسهم ووطنهم ومتمسكين بكل الإنجازات التي تحققت وبئس ما يصنعون .
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 10:45 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/53039.htm