المؤتمرنت- متابعات -
الخوف من شبح العنوسة..يعيد «زواج الصالونات»
لأسباب كثيرة ومتنوعة، تأخرت سن الزواج في بلداننا العربية، وكشفت إحصائيات رسمية أن 9 ملايين فتاة، مرشحات بقوة للحصول على لقب «عانس» في مصر وحدها، والبقية كثيرة في باقي الدول العربية.
وزواج الصالونات، هو طريقة تقليدية للزواج، حيث يذهب طالب زواج إلى بيت من يطلبها، من دون معرفة وطيدة، أو من خلال أنه شاهدها، أو أنها جارته، أو زميلته في العمل، ويطلب يدها بطريقة تقليدية، كنا نشاهدها في الأفلام القديمة. ووسط هذه الأجواء، عادت موضة «زواج الصالونات» من جديد، ما بين مؤيد، ورافض، والذين يؤيدونها يعتبرونها «طوق نجاة»، لإنقاذ ما يمكن انقاذه، والذين يرفضونها يؤكدون أنها لا تثمر زواجا ناجحا. عن «زواج الصالونات» في القرن الحادي والعشرين، نتحدث، ويدور هذا التحقيق:
عبير قالت: تزوجت زواج صالونات، تعرفت على زوجي في لقاء تم تدبيره بمعرفة الاهل والاقارب، وبعد 5 اشهر تزوجنا، لأكتشف الصدمة، وجدته أنانيا قاسي القلب عنيفا، لا يحب إلا نفسه، لا يريد زوجة، بل يريد خادمة تقوم بأعباء المنزل، لقد ندمت كثيرا، لأنني تزوجت بهذه الطريقة.

فاشل
وأكدت سوسن دبلوم تجارة أن زواج الصالونات مشروع فاشل، وغالبا لا يتيح لكل طرف اكتشاف شخصية الطرف الآخر على نحو دقيق، مشيرة إلى أنها تزوجت زواجا فاشلا عن طريق هذه الموضة «القديمة الجديدة»، ولكنها نادمة، لأنها لم تتمهل وتدقق في اختيارها.

أريد خلعا
وبسبب تسرب السنين، ودخولها في الثلاثين من عمرها، اضطرت رشا محاسبة في شركة خاصة أن تتزوج «زواج صالونات»، لتكتشف أن زوجها لا يطاق، ديكتاتور، لا يسمع إلا نفسه، بلا مشاعر، ما دفعها إلى خلعه، متنازلة عن جميع حقوقها، وارتبطت بغيره، وتعيش في كنفه حياة هانئة هادئة.
وقالت عفاف طالبة جامعية: دبر أهلي لقاء عائليا مع أحد الاشخاص، رشحوه لي، أملا في الارتباط به، ولكن قبل أن يتم الزواج، اكتشفت أنه بلا شخصية وبلا رأي، وزمام أمره في يد أمه، ما دفعني إلى تركه بسرعة، حتى لا أعيش في جحيم لا يطاق.

مشروع ناجح
وترى زينب متزوجة وأم أن «زواج الصالونات» أصبح بديلا مشروعا للارتباط، بعد انتشار العنوسة، وتأخر سن الزواج بين الشباب والفتيات إلى معدلات عمرية مفزعة، مشيرة إلى أنها زوجت ابنتها بهذا الاسلوب، وتعيش في سعادة وهناء مع زوجها.
وعلى الجانب الآخر من الشاطئ استطلعنا رأي الرجل في «زواج الصالونات» فماذا قال؟
إسماعيل مهندس إلكترونيات لم يدخل أي قصة حب من قبل، وحين أراد الزواج، كان «زواج الصالونات» طريقه إلى ذلك، وساقته الاقدار إلى زوجة صالحة، تشاركه حياة هادئة وطيبة.
ولكن الأمر يبدو مختلفا عند محمود مدرس قال: حين أردت الزواج رشحت والدتي لي ابنة صديقتها، وجمعت بيننا في لقاء أسري، ولكني صدمت في الفتاة ووجدتها غير جديرة بتحمل المسؤولية، فآثرت السلامة وتركتها.

رأي الدين
علماء الدين في هذا الأمر، قالوا إن الاسلام وضع شروطا للزواج الناجح، ولكن كثيرين غفلوا عنها وتجاهلوها، ما كان سببا رئيسيا في تفشي ظاهرة الطلاق بشكل مفزع.
وقال الشيخ عمر محمود إمام وخطيب في أحد مساجد العاصمة المصرية جاء في الحديث: «تنكح المرأة لأربع، لحسبها وجمالها ومالها ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك»، ومن ثم فإنه يجب على أي مسلم يبحث عن زوجة أن يلتزم بهذا الهدي النبوي، والأمر ينطبق على النساء فيجب على كل منهن أن تضع نصب عينيها حديث النبي الكريم «إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة وفسادا في الأرض»، مضيفا لـ «الراي»: اذا وضع كل طرف التزام الطرف الآخر بدينه، فإن هذا الزواج سوف يكون مثمرا وطيبا، لأنه قام على أساس سليم، وليس مهما كيف يتحقق هذا الزواج، سواء عن طريق «الصالونات»، أو بأي طريقة أخرى.
وقال: يعتبر الانسان محظوظا إذا رزقه الله زوجة صالحة، إن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله.

تكافؤ
وتوضح خبيرة علم الاجتماع الدكتورة هدى شريف: إن شروط الزواج الناجح هو «التكافؤ الفكري والثقافي والاجتماعي والتعاون والثقة المتبادلة»، مشيرة إلى أن لزواج الصالونات ايجابياته وسلبياته، ولكن سلبياته أكثر، إذا بني على أهواء ونزوات عابرة، وتجاهل المقومات السليمة والصحيحة لبناء أسرة مستقرة.
الرأي العام
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 12:46 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/53444.htm