جزائري يخيط فمه بإبرة احتجاجا على تعطيل إطلاقه من سجن ليبي لجأ سجين جزائري إلى خياطة فمه باستعمال إبرة وخيط حتى يستمر في إضرابه عن الطعام لمدة أطول، احتجاجا على تعطيل السلطات الليبية تنفيذ قرار الإفراج عنه مع 55 جزائريا آخرين يوجدون منذ مدة رهن الحبس وبعضهم قام بجرائم سرقة، كما أكد محام جزائري لـ"العربية.نت". وبحسب معلومات توفرت للعربية.نت من مصادر حقوقية فإن المحكوم عليهم بقطع اليد متهمون في قضايا متصلة بالسرقة، منهم جزائريتان، وأغلب الجزائريين المحبوسين موجودون في سجن "جديدة" بطرابلس العاصمة، أما المحكوم عليهم بالمؤبد فبتهمة الاتجار في المخدرات، وعددهم لا يقل عن 34 سجينا. الخياطة.. طريقة للاحتجاج وفي رسالة موقعة باسم المحامي عبدالمجيد كلفاني الذي توكل للدفاع عن هؤلاء السجناء، وحصلت "العربية.نت" على نسخة منها، فإن "السجناء الجزائريين دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام السبت 3-5-2008 للمطالبة بتنفيذ قرار الإفراج عنهم"، مؤكدا أن "أحد السجناء عمد في لحظة غضب إلى خياطة فمه بإبرة، قبل أن يتم نقله إلى المستشفى لتدهور حالته الصحية، في حين هدد سجين آخر بخياطة عينيه إمعانا في الاحتجاج". وطالب السجناء على لسان محاميهم من "الرئيس الليبي معمر القذافي الإفراج عنهم، كما طالبوا بحضور نجله سيف الإسلام وأيضا ابنته عائشة المسؤولة عن جمعية خيرية، ومن الجزائر طالبوا بحضور رئيسة حزب العمال لويزة حنون ورئيس حركة حمس الشيخ أبوجرة". الإفراج.. قضية وقت وسألت "العربية.نت" مسؤولا أمنيا يتابع الملف عن قرب، عن موقف السلطات الجزائرية مما يجري لرعاياها في ليبيا، فأجاب قائلا إن "ملف هؤلاء المساجين تمت معالجته على أعلى مستوى (يقصد اتصالا بين الرئيس بوتفليقة والعقيد القذافي) وقضية الإفراج ليست سوى مسألة وقت". أما رئيس اللجنة الاستشارية لحقوق الإنسان المحامي فاروق قسنطيني فانتقد بشدة في حديثه لـ"العربية.نت" تعامل الإدارة الليبية مع ملف السجناء الجزائريين البالغ عددهم 56 سجينا، وأبدى قسنطيني جهله بالدوافع الحقيقية وراء تعطيل قرار الإفراج عن هؤلاء السجناء رغم استفادتهم من عفو أصدره العقيد الليبي معمر القذافي". ونشرت صحف الجزائر معلومات تقول في بعضها إن "السلطات الليبية أحجمت عن قرار الإفراج حتى لا يقوم سجناء أجانب آخرون بحركة احتجاجية مماثلة لما قام به الجزائريون". ومن المعلوم أن السجناء الجزائريين استفادوا من عفو أصدره القذافي شهر مارس المنصرم، وكانوا يواجهون أحكاما قاسية تتنوع بين الإعدام والسجن المؤبد وقطع اليد. ومما تجدر الإشارة إليه هو إقدام السلطات الليبية على إطلاق سراح 95 سجينا جزائريا قبل مدة، وبحسب ما توفر من معلومات فإن الكثير من السجناء يقضي عقوبات فاقت مدتها 10 سنوات. وهناك حالة جزائري يسمى زايدي عمار بلمبروك استفاد من العفو منذ 14 سنة لكن لم يتم الإفراج عنه. |