المؤتمر نت- -
دايك يتهم الحكومة البريطانية بمحاولة تخويف ال "بي.بي.سي"


تفاقمت امس (الاحد) الأزمة بين الحكومة البريطانية وهيئة الاذاعة البريطانية “بي.بي.سي” بعدما اتهم المدير السابق للهيئة جريج دايك رئاسة الحكومة ب”تخويف” ال”بي.بي.سي” في شأن تغطيتها للحرب على العراق. ونشر دايك في صحيفة “صانداي تايمز” امس خطاباً كتبه الى رئيس الوزراء توني بلير في 21 مارس/آذار الماضي رداً على رسالة تلقاها من بلير يشكو فيها متابعة ال”بي.بي.سي” للحرب. ووجه دايك انتقادات حادة الى ألاستر كامبل مدير الاعلام السابق في مكتب رئيس الوزراء البريطاني.

وكان دايك قد استقال من منصبه (الخميس) في اعقاب الانتقادات التي وجهها تقرير القاضي لورد براين هاتون لل “بي.بي.سي” بسبب اتهامها الحكومة بتهويل قدرات العراق لتبرير الحرب التي انتهت بإطاحة نظام صدام حسين واحتلال العراق. وعلى رغم تقديم رئيس ال”بي.بي.سي” بالوكالة لورد رايدر اعتذاراً من دون تحفظ الى الحكومة إثر صدور تقرير هاتون، فإن استمرار انتقادات دايك للحكومة نكأت الجروح العميقة بين الهيئة و”داوننج ستريت” (مقر رئاسة الحكومة).

وقد كتب دايك خطابه الى بلير قبل أكثر من شهرين من التقرير الاذاعي الذي أعده وقرأه الصحافي بالهيئة اندرد جيليجان في 29 مايو/ايار 2002 واتهم فيه الحكومة بتضخيم قدرات العراق لتبرير غزوه. وعلى الرغم من ان تقرير هاتون برأ ساحة بلير وحكومته من تهمة تهويل قدرات العراق، فإن الضغوط على بلير في شأن المعلومات الاستخبارية التي تم الاستناد إليها للذهاب إلى الحرب آخذة في التفاقم.

وابلغ مايكل هوارد زعيم حزب المحافظين المعارض صحيفة “صانداي تلجراف” امس بأنه يسعى الى الحصول على تأييد من كل الاحزاب الممثلة في مجلس العموم (البرلمان) لاجراء تحقيق مستقل في نوعية الاستخبارات التي تم في ضوئها اتخاذ قرار الحرب. وقال هوارد الذي ذكر انه “فوجىء حقاً” بما ورد في تقرير هاتون انه سيقدم الى البرلمان اقتراحاً باجراء تحقيق مستقل.

وسيتم استجواب بلير غداً (الثلاثاء) عن المعلومات الاستخبارية المتعلقة بأسلحة العراق المزعومة عند مثوله المعتاد أمام لجنة الاتصال النيابية التي تضم رؤساء اللجان البرلمانية المختلفة. وفي اليوم التالي (الاربعاء) سيناقش البرلمان فحوى تقرير هاتون بشكل مفتوح.

وذكرت نتيجة استطلاع أجري لحساب قناة “آي.تي.في” التلفزيونية المستقلة امس (الاحد) ان 55% من البريطانيين يعتقدون بأن تقرير هاتون يمثل “تبييضاً” لوجه الحكومة. وقال 54% منهم ان سمعة بلير تضررت من التقرير.

ولم يكشف دايك فحوى رسالة بلير التي وجهها إليه. لكنه قال ان كامبل طلب من ال”بي.بي.سي” ان تسحب من بغداد مراسلين منهم راجح عمر بدعوى انهم “متوازنون”. ودافع دايك، في رده على بلير، عن حق ال”بي.بي.سي” في ان تكون مستقلة ومحايدة.

واشار الى ان الفترة التي سبقت الحرب شهدت اضخم مظاهرة ضد الحرب في بريطانيا. وأكبر ثورة من النواب ضد حكومتهم. وسأل بلير في رسالته: “الا توافق بالنظر الى ذلك كله على ان مستشاريك الاعلاميين ليسوا مؤهلين لتقديم النصح فيما اذا كانت ال “بي.بي.سي” متوازنة حقاً بين التأييد والمعارضة”؟

وذكر دايك ان لورد هاتون تجاهل الادلة التي قدمتها الهيئة على الشكاوى التي أغرقها بها كامبل قبل الحرب واثناءها وبعدها. وأضاف ان مدير الاخبار في الهيئة ريتشارد سامبروك كان يتلقى اتصالات صاخبة ومتبجحة من ألاستر كامبل، اسبوعاً بعد اسبوع. وقال “ان ما كان كامبل يحاول فعله بوضوح هو تخويف ال “بي.بي.سي” حتى تذيع ما يريد ان تذيعه في مقابل ما كنا نريد إذاعته. تلك وظيفة. لكن وظيفتنا ان نقاوم ذلك”.
-الخليج الاماراتية

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 02:05 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/6160.htm