المؤتمر نت -

المؤتمرنت -
نص خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة عيد الفطر
سم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله الذي لا إله إلا هو وحده لا شريك له والصلاة والسلام على عبده ورسوله الصادق الأمين المبعوث رحمة للعالمين..
الأخوة المواطنون..
الأخوات المواطنات..
المؤمنون والمؤمنات في كل مكان .. أحييكم بتحية الإخاء والمودة والسلام تحية المشاعر الإيمانية الواحدة وأتوجه إليكم بالتهاني القلبية الصادقة بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك
أعاده الله علينا وعلى أمتنا العربية والإسلامية باليمن والبركات .. وقد استعادت يقظتها واستردت زمام أمرها بيدها .. وانتصرت على التحديات المحيطة بها .. وداوت جراحها وآلامها وأعادت التضامن فيما بينها كأمة وسطية شاهدة على الناس مشهود لها بالخير كما أراد الله لها سبحانه
وتعالى إنه العزيز القدير والسميع المجيب .. ولتكن أعيادنا الدينية الجامعة باعتبارها أعياد الأمة كلها .. بكل أفرادها ومجتمعاتها معانيها لإبتهاجية, الحقيقة المعبرة عن الظفر.. والقوة.. والوحدة والمنعة.. والاعتداد بالنفس وبالأمة بأسرها.. والفرح بإقامة الدين ورفعة شأنه وشأن المنتمين إليه وبكل منجزات الحياة الإسلامية وعطاءاتها من أجل البشرية.

الأخوة المؤمنون..
الأخوات المؤمنات..
نعم إن عظمة هذا العيد السعيد تتجلى في وحدة المشاعر الإيمانية العظيمة التي تجمع كل أفراد الأسرة المسلمة في إطار البيت الواحد وفي نطاق المجتمع ابتهاجاً بإقامة ركن هام من أركان الدين وهو أداء فريضة الصوم.. ولا تخص المكلفين بأداء هذه الفريضة فحسب.. ذلك أن إقامة أركان الدين الإسلامي الحنيف هو مبعث مسرة وسعادة لكل المؤمنين والمؤمنات ولذا تعين عليهم أن يتزاوروا ويتبادلوا التهاني والتبريكات بصيام الشهر الكريم ونوال الجزاء العظيم.. والشكر على شهود شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار وقد مضت أيامه مسرعة وحافلة بالنعم الربانية والغنائم الروحانية التي لا يمكن وصفها والإحاطة بها أو إحصاء عددها لأنها عطاء الودود الكريم ومكانها في ميزان الحسنات مضاعفة الأجر بأمره سبحانه وتعالى.

الأخوة المواطنون..
الأخوات المواطنات..
إن لكل ما تحقق خلال الشهر الفضيل في العبادة والطاعة والعمل وخلال أيام العيد بعد أن تعززت الصلة الحميمة بالله سبحانه وتعالى وتجددت الطاقات الروحية والمعنوية وتحقق النجاح في الصبر والترفع عن النزوات والملذات.. لابد أن يكون له أثره الملموس والمباشر على الحياة العامة التعبدية والعملية بشكل خاص وعلى مدار العام.. وأن يتحقق التغيير الإيجابي على النفس البشرية وفي تعاملاتها.. وفي تنمية علاقات المحبة والإخاء والتراحم والتعاون والتكامل داخل المجتمع في أساليب تحمل المسؤولية الخاصة والعامة.. والتفاني من أجلها وفي بناء الدولة وأن
تشهد الشهور القادمة الاستثمار العملي العظيم لقيم البذل والصبر والعطاء والتحمل ومعاني ودلالات اليقظة الروحية وصحوة الضمير.. وقوة الإرادة.. ذلك أن انتصار الإيمان في أعمال الطاعة والعبادة هو انتصار من أجل الحياة ذاتها وصلاحها وتحقيق مقاصد وأهداف الاستخلاف لله فيها لتكون جسراً قوياً للفوز والنجاة في الحياة الأخرى الأبدية.

وفي هذا المناسبة فإننا نحث الجميع على أداء واجباتهم الدينية والدنيوية في التراحم والتعاون والتكافل والتوسع في أعمال البر والخير والإحسان وصلة الأرحام وبذل الصدقات ومساعدة الضعفاء والمحتاجين وإخراج الزكاة التي هي ركن من أركان الإسلام لا يكتمل الصوم إلا بأدائها إلى القائمين عليها في الدولة والتي تقوم بإنفاقها في مصارفها الشرعية والتي ينتفع منها كل الناس وتحقق لهم جميعاً الخير والازدهار .. فالزكاة مطلب إيماني وواجب ديني ووطني تتعزز من خلاله روح التكافل والتراحم في المجتمع ونهوض الدولة بواجباتها في خدمة المواطنين.كما أنها لمناسبة ندعو فيها كل الميسورين من أبناء الوطن إلى ترشيد الإنفاق الاستهلاكي وتجنب كل مظاهر البذخ والأخذ بيد إخوانهم الفقراء والمحتاجين وبعيداً عن كل أشكال المن والأذى أو التكبر والتفاخر أو التعالي أو تبذير الأموال وإنفاقها بسفه أو سوء تدبير وفي مجالات لا تعود عليهم بأي نفع يذكر في دنياهم أو آخرتهم ولا على الوطن بصفة عامة.إن للعيد وأيامه المباركة صلة حميمة ومتينة بكل أعمال الخير والبر والإحسان وإخراج الزكوات وتقديم الصدقات وإشاعة روح الإخاء والمحبة والتسامح والتراحم والتكافل والوحدة التي تضاعف من الابتهاج بالعيد وتبرز معاني الأخوة والتعاضد التي تربط بين أبناء الوطن الواحد وأبناء العقيدة الواحدة .
يقول سبحانه وتعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً" صدق الله العظيم

الأخوة المواطنون
الأخوات المواطنات
إننا ونحن نعيش مباهج الفرحة بقدوم عيد الفطر المبارك حري بنا جميعاً أن نقف أمام ما يشهده وطننا من تفاعلات وتحولات وتطورات ايجابية وعلى مختلف الأصعدة السياسية والديمقراطية والتنموية والاجتماعية والثقافية وغيرها وباتجاه ما يحقق لشعبنا تطلعاته وأمانيه على دروب التقدم والتطور .
وبهذا الصدد فإننا نوجه الحكومة بمواصلة جهودها المبذولة في مجالات البناء والتنمية والإصلاحات وفي إطار ترجمة ما جاء في البرنامج الانتخابي وخطط التنمية، ونحث الجميع في الوطن أياً كانت مواقعهم في المجتمع أن يتحملوا مسؤولياتهم الوطنية وان يضعوا مصالح الوطن فوق كل اعتبار ذاتي وحزبي .. والابتعاد عن كل ما يثير الخلافات والبغضاء والكراهية والفرقـة وكـــل أشكال الحقد وعدم الإنشداد إلى أساليب الماضي العقيمة والاصطفاف نحو ما يحقق للوطن مصالحه ويعزز من وحدتنا الوطنية ويصون الأمن والاستقرار والمكاسب والانجازات ويعمق من روح التسامح والتعاون والمودة والتلاحم بين الجميع .
كما إننا نجدد الدعوة لكل أبناء الوطن وبمختلف فعالياتهم السياسية والاجتماعية والثقافية إلى التصدي لكل أشكال العنف والتطرف والغلو والإرهاب .. والوقوف إلى جانب الأجهزة الأمنية في أدائها لواجباتها في الحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة ومحاربة الجريمة وكل الأعمال التخريبية والإرهابية التي تسيء إلى سمعة الوطن وتضر بمصالحه ومصالح أبنائه ..فديننا الإسلامي الحنيف هو دين الاعتدال والتسامح والمحبة والإخاء والرحمة والسلام .. وهو يحثنا على الأخلاق الفاضلة والمثل الرفيعة ونبذ الرذيلة فالعنف والتطرف والإرهاب ظواهر شاذة تتنافى مع فطرة الإنسان التي جبلت على السلام ومع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وقيم وتقاليد شعبنا اليمني العربي المسلم الذي ينبذ العنف والتطرف والإرهاب بكافة أشكاله وصوره ..

الأخوة المواطنون
الأخوات المواطنات
إن جهود البناء متواصلة وعلى مختلف الأصعدة من اجل ترجمة ما ورد في البرنامج الانتخابي وتحقيق أهداف التنمية الشاملة، وندعو الجميع إلى تضافر جهودهم من اجل الدفع بتلك الجهود ولما فيه تحقيق الخير ومصلحة الوطن، فالتنمية هي المعركة الرئيسية التي يجب ان تحشد لها كل الطاقات والإمكانات .. كما أنها لمناسبة نعبر فيها عن الارتياح إزاء كل تلك الجهود التي بذلت من اجل إنهاء الفتنة وإحلال السلام في محافظة صعدة وبما يمكن من مواصلة جهود إعادة الأعمار والتنمية في هذه المحافظة البطلة التي سجل أبناؤها الشجعان دوماً أشرف المواقف الوطنية دفاعاً عن الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية وفي سبيل الأمن والاستقرار والتنمية والتقدم في الوطن، وسوف تشهد الأيام القليلة القادمة ان شاء الله المزيد من نتائج تلك الجهود المبذولة في مجالات الأعمار والتنمية وترسيخ السلام ولما فيه مصلحة الوطن والمواطنين.

الأخوة المواطنون..
الأخوات المواطنات..
إنني إذ أكرر التهنئة لكم بالعيد ومباهجه وخيراته اسمحوا لي أن أخص بها أولئك الرجال الأفذاذ والأبطال الأشاوس في القوات المسلحة والأمن لكل ما يتميزون به من صفات عقيدية ووطنية سامية وما يقومون به من واجبات استحقت صفة القداسة في حماية الوطن والدفاع عن أمنه واستقراره والذود عن سيادته وصيانة مكاسبه وانجازاته وقد وهبوا أرواحهم وأنفسهم رخيصة في سبيل ذلك فاستحقوا آيات التقدير والعرفان والإجلال، فلهم التحية والوفاء ولكل من سار على نهجهم في مواقع العمل والعطاء وتحمل المسؤولية.سائلين المولى عز وجل أن يتغمد أرواح شهداء الوطن بالرحمة والغفران..صوماً مقبولاً .. وذنباً مغفوراً وعيد مبارك وكل عام وأنتم بخير،،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 01:28 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/62891.htm