قطوف امرأة

المؤتمر نت - آلاء الصفار -
جمعيـــة خيريــــــة متنقلــــــة
ما أروع أن يحس الإنسان أنه مسح دمعة يتيم، أو واسى أرملة، أو أسهم في إصلاح بين متخاصمين، أو عمل على بذر وسائل الخير في كل مكان يحل به، أو يمر عليه.. وهناك أمور تستطيع المرأة (الموفقة) أن تمارسها –ربما- دون جهد كبير.
جميل أن تجمع المرأة بعض المجلات المفيدة، أو الكتب المناسبة، سواء من بيتها (مكرراً، أو منتهى منه) أو بيوت أهلها، أو أقاربها، أو بسؤال صديقاتها.. وحين تريد زيارة بعض المواقع النسائية العامة (مشاغل.. مدن ترفيهية) أن تحمل معها بعض ذلك لتتركه هناك، بل حين تكون لديها مواد غذائية، أو ملابس تريد التصدق بها على بعض الأسر الفقيرة أن (تطعّمها) ببعض الكتب، أو المجلات والأشرطة.
وجميل حين تسمع المرأة ممن تجالسهن عن أسرة فقيرة أن تتأكد منهن عن حاجتها، ثم تسألهن عن رقم هاتف تلك الأسرة، وموقع منزلها؛ ليتم لها من بعد وضع قائمة يمكن أن تدل من خلالها أقاربها، وصديقاتها، وزميلاتها على تلك الأسر، فتنال مثل أجر صديقاتها دون أن ينقص من أجورهن شيئاً دون أن تتعب.
وجميل أنْ يكون التفكير في سبل الخير- ومنه الدعوة إلى الله، أو العناية بالفقراء، والأرامل، والمحتاجين –يشغل بال المرأة، فتدع لذهنها أن يبتكر من الوسائل ما يساعد في رفع المستوى، أو اختصار الجهود؛ ليكون دورها الاتصال على مكاتب الدعوة، أو جمعيات الخيرية، وطرح تلك الأفكار.
وجميل أن يكون ضمن قراءات المرأة كتب عن المشكلات الزوجية، وتربية الأبناء؛ لتتحول شيئاً فشيئاً إلى (مستشار اجتماعي) بدايةً من الوسط القريب منها، طموحاً إلى مختلف طبقات الوسط النسائي.. وبذا يكون لها دور في (ترميم) البيوت الآيلة إلى السقوط، وتهدئة قلوب الأمهات الوجلة..! في تصرفاتهن مع أبنائهن، وبناتهن.. للخلوة فوائد.
إن للوحدة- ما لم تغلب على الإنسان- فوائد جمة.. فهي فرصة لصفاء الذهن، والتأمل والتفكير.. وهي أمور تشعر الإنسان بذاته.. وتبعده عن الذوبان في (قطيع) المجتمع!! ولكن ليكون لهذه الوحدة جاذبية لابد من (أنسٍ) يغلب أنس الإنسان بالناس.. وهذا يتم بطلب (الأنس) بالله .. وقتها يكون الإنسان يقرأ الآيات (بطعم)، مختلف.. ويدرك للأذكار (معانٍ) لم يكن يدركها حين يقرأها وهو يركض في طرق الحياة.. حتى الدعاء يشعر معه الإنسان بجوًّ مختلف وقرب من الله.. إن الكثيرين يعانون متاعب نفسية بسبب ظروف الحياة، وطبيعتها.. وتلك المتاعب تعمل عملها فيهم.. ولكي ينسوا تلك المتاعب يحاولون الذوبان في (صخب) المجتمع. ما أروع أن تقتطع المرأة قدراً من وقتها-ولو قليلاً- تتخذ منه خلوة تمثل (محطة) شحن إيماني تغالب به صعوبات الحياة.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 04:18 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/6867.htm