المؤتمرنت -
تحقيق بريطاني: صدام لم يكن حليفا للقاعدة
لم يكن الزعيم العراقي الراحل، صدام حسين، متحالفاً مع تنظيم القاعدة كما لم يكن بمقدوره استخدام الأسلحة الكيماوية، كما أفادت تقارير استخباراتية بريطانية قبل أيام من غزو العراق عام 2003.

جاء هذا الكشف أثناء جلسة استماع مع مسؤولين بريطانيين خلال التحقيقات حول المشاركة البريطانية في الحرب على العراق، بحسب ما أعلنت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية.

غير أن مسؤولاً بريطانياً رفيع المستوى قال إن هذا الأمر لم يكن ليؤثر على مسألة إعلان حرب لرفض "الدكتاتور" تدمير أسلحة الدمار الشامل والتعاون مع المفتشين الدوليين.

وكشف السير ويليام إيرمان، مدير الأمن الدولي السابق في وزارة الخارجية البريطانية، أن المعلومات الاستخباراتية الأولية حول تدمير برنامج أسلحة الدمار الشامل العراقية والصواريخ البالستية أثبتت أنه كان "عشوائياً وترقيعياً."

وأضاف أن المذكرات الموجزة للوزراء تضمنت توضيحات جوهرية، ففي إبريل/نيسان عام 2000، جاء وصف لصورة أنها "تقتصر على الأسلحة الكيماوية" وفي مايو/أيار 2001، كانت المعرفة بالبرنامج العراقي لأسلحة الدمار الشامل والصواريخ البالستية بأنه "ترقيعي" وفي مارس/آذار عام 2002، أفادت المعلومات بأنه هذا البرنامج "عشوائي وترقيعي."

وكانت المذكرات الأخرى في تواريخ لاحقة تحوم حول الفكرة ذاتها، غير أن رئيس الوزراء البريطاني السابق، طوني بلير، أبلغ مجلس العموم البريطاني في مارس/آذار عام 2003 بأن صدام حسين يمتلك أسلحة كيماوية وبيولوجية، غير أنه اكتشف لاحقاً أنه لم يكن يمتلك أسلحة دمار شامل، وأن صدم فشل في وضع برنامج لإعادة صناعة أسلحة الدمار الشامل.

وقال إيرمان، الذي يشغل منصب السفير البريطاني في الصين حالياً: "أعتقد أننا حصلنا في العاشر من مارس/آذار على تقرير مفاده أن أسلحة صدام الكيماوية ظلت مفككة وأنه لم يأمر بعد بإعادة تركيبها، كما كان هناك اقتراح بأن العراق ربما تفتقر لقدرات صناعة الرؤوس الحربية التي تحتوي على العوامل الفاعلة."

وأوضح أنه بعد الحرب تبين عدم وجود أسلحة دمار شامل لدى نظام صدام، ولم يعثر على أي شيء من هذا القبيل.

وحول تعاون صدام حسين مع القاعدة، كشفت التقارير الاستخباراتية الأولية عن عدم العثور على أي دليل مهما كان على وجود تعاون بينهما بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001.

كما كشفت أن العراق لم يكن يرغب بأن يتم الربط بينه وبين تلك الهجمات، كما أنه لم يكن حليفاً طبيعياً للإرهابيين، وفقا ًلما ذكره المسؤولون خلال جلسة الاستماع، إضافة إلى أن العراق لم يكن على رأس الدول الأكثر تسليحاً والساعية لامتلاك قدرات تسليحية عام 2001، والتي ضمت آنذاك إيران وليبيا وكوريا الشمالية، كما كانت تعتبر أكثر خطراً.


وقال تيم داوز، رئيس وحدة مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل في وزارة الخارجية البريطانية، إن صدام حسين كان يدعم التنظيمات الفلسطينية، التي وصفها بـ"الإرهابية" غير أن اتصالات نظامه بتنظيم القاعدة كانت عشوائية، غير أنها لم تكن تشكل علاقة بين العراقيين والقاعدة.

وأوضح أن العراق تراجع أكثر من أي وقت مضى في اتصالاته مع القاعدة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، وأنه لم يكن يرغب في الارتباط بالقاعدة، ولم يكون الجانبان حلفاء طبيعيين.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 16-مايو-2024 الساعة: 02:08 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/75852.htm