المؤتمر نت -
د. خالد حسن الحريري -
الروائح النتنة
أشار فخامة الرئيس القائد علي عبد الله صالح في محاضرته التي ألقاها خلال اجتماعه الموسع بالقيادات العسكرية والأمنية بمناسبة احتفالات بلادنا بأعياد الثورة المجيدة إلى أن هناك أشخاص وإفراد لا يمثلون المجتمع اليمنى يحاولون خلق المنغصات وتعكير صفو المجتمع اليمنى الواحد وهم مجرد روائح نتنة يمكن أن توجد في كل مكان ومجتمع .

والحقيقة أن الروائح النتنة التي تحاول تعكير صفو حياتنا اليوم في وطننا الحبيب قد أصبحت متعددة المصادر ومتباينة التأثير والانتشار فهناك روائح نتنة وخبيثة مصدرها العناصر الإرهابية التي تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في وطننا الحبيب من خلال أعمالها الإرهابية والتخريبية في بعض المناطق اليمنية وهي روائح خبيثة وكريهة وتأثيرها كبير وواسع على صفو حياتنا كيمنيين وحياة العديد من الشعوب الشقيقة والصديقة كونها عالمية الصنع والمنشأ والانتشار ولذلك فإن مكافحة هذه الروائح والحد من تأثيرها وانتشارها يحتاج تعاون ودعم ومساندة من مختلف الدول الشقيقة والصديقة لتعزيز قدرة اليمن في استئصال مصادر هذه الروائح الكريهة من أراضيها والحد من انتشارها وامتدادها إلى مناطق ودول أخرى.

وهناك روائح نتنة مصدرها تلك العناصر والخلايا الانفصالية المريضة التي تحاول تعكير صفو وحدتنا وتلاحم أبناء شعبنا اليمني الواحد ونشر بذور الفرقة والشتات والصراع في مختلف أرجاء وطننا الموحد وهذه الروائح الكريهة وإن كانت محلية الصنع والنشأة والانتشار وتأثيرها محدود مقارنة بروائح العناصر الإرهابية إلا أنها تظل روائح كريهة وخطيرة على جسم الوطن الواحد ولابد من مكافحتها بتعاون وتكاتف كل أبناء شعبنا اليمني الواحد في مختلف أرجائه.

وهناك روائح نتنة مصدرها تلك العناصر الفاسدة في مختلف وحدات الجهاز الإداري ومؤسسات الدولة والتي تعكر صفو حياتنا اليومية ووضعنا الاقتصادي والمعيشي وهذه الروائح الكريهة محلية الصنع والنشأة ومحدودة الانتشار والتأثير تكمن خطورتها في إعاقة عجلة التقدم والتنمية والتأثير السلبي على الجانب الاقتصادي والاجتماعي والحياة المعيشية لكافة أبناء وطننا الحبيب في مختلف أرجائه , وبالتالي لابد من محاربة مختلف مصادر هذه الروائح مهما كانت مواقعها ومراكزها الوظيفية أو الحزبية أو الاجتماعية وتطهير مؤسسات الدولة منها والحد من انتشارها من خلال توافر إرادة وعزيمة سياسية قوية لمحاربة الفساد في المقام الأول ثم تفعيل تطبيق النظم واللوائح والقوانين المتعلقة بالأداء المالي والإداري في مختلف مؤسسات الدولة وتمكين الأجهزة القضائية والأجهزة المختصة بمكافحة الفساد والرقابة المالية والإدارية من أداء دورها وتنفيذ مهامها بكل قوة وشفافية ومصداقية.

وختاماً يمكنني القول أن الروائح النتنة والكريهة التي تحاول تعكير صفو حياتنا مهما تعددت مصادرها وتباين تأثيرها وانتشارها, تمثل خطورة على وطننا الحبيب وعلى وحدته وتقدمه وأمنه واستقراره وتتطلب منا جميعاً الوقوف صفاً واحد لمواجهتها والحد منها لننعم جميعاً بحياة جميلة ونظيفة وصحية في ظل وطن آمن ومستقر ومزدهر في مختلف المجالات.

*أستاذ التسويق المساعد / جامعة تعز
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 12-مايو-2024 الساعة: 06:24 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/85039.htm