المؤتمر نت - مهما حاولوا، ستبقى الأرض كروية وستظل تدور.. مستحيل أن يتوقف الزمان في اليمن كما يريدون.. أو أن يبقى الشعب اليمني يصارع عواصف وزوابع مجنونة، وكلما لاحت شواطئ الأمان أمامه، وتراقصت أفئدة شعب شوقاً لبلوغ تلك الضفاف الآمنة.. فجأة تحاول قوى الشر والظلام جره إلى الغرق ومواجهة الموت الجماعي ثانية.. هاهي طبول الفتنة

المؤتمرنت - محمد أنعم -
التعديلات.. وخفايا تباكي المشترك!!
مهما حاولوا، ستبقى الأرض كروية وستظل تدور.. مستحيل أن يتوقف الزمان في اليمن كما يريدون.. أو أن يبقى الشعب اليمني يصارع عواصف وزوابع مجنونة، وكلما لاحت شواطئ الأمان أمامه، وتراقصت أفئدة شعب شوقاً لبلوغ تلك الضفاف الآمنة.. فجأة تحاول قوى الشر والظلام جره إلى الغرق ومواجهة الموت الجماعي ثانية.. هاهي طبول الفتنة بدأت تدوي بأصواتها، وهي تدعو الشيطان وكل «زبانيته».. ليكونوا مع المشترك على رأس قيادة ما يسمونها بالحرب ( المقدسة ) لإسقاط التعديلات الدستورية.. وقانون الانتخابات، ولجنة الانتخابات، والانتخابات النيابية.. لا فرق بين تراجيديا روما بالأمس، وفصول المأساة التي تهدد صنعانا اليوم.. ومثلما أرادوا أن تتوقف الأرض عن الدوران.. هاهم يريدون أن تتوقف معها كل إجراءات التعديلات الدستورية والانتخابات.. يريدون منا أن نشهد معهم موت الديمقراطية إلى الأبد، مثلما مات جاليلو.. بعد أن قرر فضح بشاعة محاكم التفتيش وكشف زيفهم ودجلهم وقدم روحه انتصاراً للحقيقة وهو يردد: (الأرض تدور.. الأرض تلف).. المشهد اليوم قد لا يختلف ونحن نشاهد قيادات أحزاب المشترك، التي مازالت تتعامل مع الشعب بأساليب محاكم التفتيش، خصوصاً بعدما تم طرح التعديلات الدستورية على مجلس النواب، لتعلن الحرب عليها مباشرة.. ترى لماذا كل هذه العدوانية..؟! لقد جاءت التعديلات لتؤكد على تطبيق الحكم المحلي ، وهو نظام يكفل للمواطنين في المديريات والمحافظات الحق في أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم عبر انتخابات حرة ونزيهة.. هذا التوجه أفشل مخطط قيادات المشترك، التي ظلت تحلم بإعادة تقسيم اليمن إلى إقطاعيات توزع فيما بينهم، وتحويل الشعب إلى رقيق لديهم.. وذلك من خلال تبنيهم لمشاريع الفيدرالية أو الكونفدرالية أو غيرها..

بالتأكيد التعديلات الدستورية أثارت غضب احزاب الكهنة لأنها أشبه بثورة شعبية، تهدف الى تقويض ودك آخر معاقل سلطات قوى الظلام والتخلف ، وتعزز من نفوذ سلطة الدولة المركزية.. لذا فإنهم سيعملون على إجهاضها ، دفاعاً عن مصالحهم وامتيازاتهم التي حصلوا عليها بدون حق.. وما تباكيهم على مصالح الشعب اليوم إلا كذباً وخداعاً.. إن قيادات المشترك وهي تجاهر برفضها لكل الاستحقاقات الوطنية.. تنطلق من نفس المعتقدات التي اتبعها وحوش محاكم التفتيش.. خصوصاً وأنها تعتبر منح المرأة اليمنية 44 مقعداً في مجلس النواب القادم، مخالفة لتعاليم سلطتهم الكهنوتية، ويمكن (المهرطقين) من فضح مزاعمهم التي مكنتهم من حكم الشعب قروناً.ومن نماذج ذلك استمرار الحرب على المرأة اليمنية إلى اليوم، وإصرارهم على سلبها حقوقها التي كفلها لها ديننا الإسلامي الحنيف..
ترفض قيادات المشترك التعديلات الدستورية.. لأنها لا تريد لليمن سلطة تشريعية متطورة (بنظام الغرفتين)، تضم كل الخبرات والقدرات الوطنية المتميزة والحريصة على مصالح الشعب، لتواصل مهامها الوطنية في مجلس الأمة.. كما ترفض أن يكون لمجلس الشورى صلاحيات دستورية حتى لا يسهم في تعزيز وتطوير وتجويد أداء السلطة التشريعية، لان ذلك يتعارض مع رغبات المشترك التي تسعى إلى نزع صلاحيات أعضاء (الشورى)، وعزلهم عن الحياة السياسية بطريقة انتقامية حاقدة..
إن التعديلات الدستورية تهدف إلى تطوير النظام السياسي والديمقراطي، واستكمال البناء المؤسسي للدولة اليمنية الحديثة، وتعزيز الوحدة الوطنية وتوسيع المشاركة الشعبية في صنع القرار بتطبيق الحكم المحلي وغيرها والتي تلبي متطلبات وطنية ملحة.< إذاً فالحرب القذرة التي تشنها قيادات المشترك على التعديلات تتضح حقيقة أبعادها التآمرية من خلال تركيزهم على التعديل الخاص بتخفيض مدة رئيس الجمهورية من سبع سنوات إلى خمس، وتزعم أن ذلك انقلاب على الجمهورية.. على الرغم أن التعديلات أكدت أن ملء منصب رئيس الجمهورية يتم عن طريق الانتخاب وصناديق الاقتراع.. اذاً فإن التطاول على الرئيس علي عبد الله صالح.. غير مقبول، طالما والتداول السلمي لمنصب رئاسة الجمهورية مازال قائماً.. ووسط هذا الضجيج والتحريض على الفتنة لم تقدم قيادات المشترك أي بدائل وتطرحها على الشعب كبرنامج يواكب التطورات والمتغيرات الداخلية والخارجية التي يشهدها العالم من حولنا.. ما يعني أن رفضها للانتخابات، و تشكيل حكومة ائتلافية، والتعديلات الدستورية.. يؤكد سعيها لتنفيذ المؤامرة المسماة بـ(الفوضى الخلاقة )..لكن عليهم أن يدركوا حتى وان استبدلوا المقاصل بالأحزمة الناسفة.. فالأرض ستبقى كروية.. وستظل تدور..
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 11:43 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/87549.htm