عن الوطنية والوطن...يمنٌ يعقه ابناؤه يحدثونك ويتغنون بالوطنيه وكلٌ فيه من العقوق و الاستعلاء والتناقض ماتنضح به الآنية وتئن منه اللغة يظلمون وطنهم بوطنيتهم لا يقبلون برأي غيرهم ولايتركون له مجالاً في نقاشاتهم لا مراجعة ولا نصيحة ولا لوم، كلمتهم في الوطن والوطنية هي الفصل وماعداها غثاء، كلامٌ لايستحق عناءً لسماعه، فهم حجة بالغة، يسمعك بعضهم ما تصم به الآذان، يتغنون بوطنيتهم ينظمون بها الأشعار ويسيرون لها القفار احتفاء وإكبار فحسبهم ذلك وكفى، تشعرك انفعالاتهم وشطحاتهم أن ليس علي الأرض وطنيون غيرهم، إن اسمعتهم وضعوا أصابعهم في اذانهم، يذهبون بعيدا يبالغون في المثالية بنرجسيه فيمنحون صكوك الوطنية لأناس دون غيرهم وعندما تذكر أمامهم محاسن أحدهم أو عرضت بالحديث عن انتماء وطني لآخر تتفتح قرائحهم الدفينة ويهبون ويمنعون دونما استحياء ولا رأي يعلو فوق رأيهم. يرون الوطنية من أفق ضيق كأنها لصيقة بهم منذ مولدهم توارثوها كابراً عن كابر ،ينكرون وطنية الآخرين لكنهم يكيلون من المديح ما تنوء بحمله الجبال و يسبغون في الثناء كأنهم ينظمون المعلقات الطوال فيقلدون من شاءو نيشان الوطنية وينزعونه عمن يشاءون. اخواننا حاملو مشاعل الوطنية المهترئة واتباعهم لايعترفون بأحد و لايستمعون لأحد شيخ علم كان أو حجة أو محلل سياسي او اجتماعي بارز مستقل ومنصف ما دام لا يتفق مع أهواءهم، بل تراهم وهم يقبعون خلف شاشات "الكمبيوتر والتلفزيون" يفتون في الدين وفي السياسية والاقتصاد وفن الطبخ.. وإن شئت فزد. ياخذون كل خبرٍ على عواهنه يعتبرون ما يقوله أي محلل مغمور مقدساً وحقيقة لاتقبل الجدل فهم لايكذبون وما يقولون الا حقاً. وعندما ينهون نقاشاً في اية مسألة فرحوا بانتصار زائف فالبركة في "النت" والقنوات الفضائية، مشكلتهم افتقارهم للنظرة الموضوعية ودعك من الثاقبة لأنها لاتجد لها مكانا في عقولهم. وغالباً ما تسري على الالسن أن الوطن يعول على ابناءه المتعلمين. ودون الخوض في الدلالات اللغوية للعبارة فإن الوطن أعانه الله وقيض له من يحبه من ابنائه لن يجد الا القليل منهم، هم بالطبع ليسو اولئك الذين يخرجون أيديهم صفراء له فعند الشدائد تعرف المعادن. مشكلة هذه الفئة ومن يحملون الشهادات العليا أنهم يرون الوطن كسيراً هزيلاً يستجدي منهم عطفاً أو ذرة من وطنية. وهكذا يصور لهم تفكيرهم السمج كما في المقولة الشائعة عن فارس الأحلام، غير أنهم يحملون شيئاً من وزر ولنا ولكم شواهد فيمن انتظرهم الوطن فهل سيطول انتظاره الى قيام الساعة. أترون كيف أن بعضاً ممن يسعون لتعريف أسمائهم بالدال خارج الوطن تعج بهم الأماكن وقد تراهم في قوارع الطرقات لا شيئ يميزهم حتى فيما يسعون إليه ،أما داخل وطنهم فهم صفوة تشد اليهم الرحال و تعطر الايادي التي تنال شرف مصافحة اياديهم البيضاء على العلم والوطن، أفمنهم ننتظر للأرض وفاءً وللإنسان احساناً. لكن العبرة ليست في من يقول بل من يتبع القول السديد العمل، فقد طفا على السطح من يحملون المواهب الركيكة وبارك الله في الوطن أخرجت محنته كثيراً من أشباه المحللين وقارئي الأكف و"ضاربي الودع" لكن عزاءه وابناءه "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض". من يتباكون على الوطن ويرقصون على جراحه في قنوات الدس والفضائحيات وفي أروقة "الفيس بوك" وغيرها من فضائل التقدم والتكنولوجيا تناسوا أن لوطنهم ديناً وفي رقابهم حقاً أرضاً وشعباً وأن أقل القليل أن تدعوا الله أن يسلم الشعب والوطن من كل الفتن والمحن، يتأنقون ويحفظون ويتفنون في تزيين أسمائهم غير المعرفة بخبراتهم ومكانتهم إنهم يذكروننا بقواعد (أل) التعريف للنكرة، يرددون عبارات سئمها الناس وضجوا من سماعها وأصبح الوضع مشابهاً "للفيديو كليب" كل يوم وساعة ناعق جديد، ولا تدري من يسمع له. غير أن لهم مريدين ومرددين اتباعاً يدعون الحرية والوطنية ينسخون فتتراكم أكمةً تزكم الأنوف. دعوة للصدق: أسأل ومعي كثر كل من ينادي بسرعة الحسم ويدعو الى المواجهة بين ابناء الوطن الواحد ألا تقدرون وتعرفون حرمة دم المسلم, أم أنها لم تكن مقررةً عليكم في كتب العقيدة والحديث، أم أن الدماء رخيصة مادامت سبيلاً نحو حرية مزعومة، لماذا لاتطبقون ما تقولونه ((كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون)) ألستم المنادين في الداخل والخارج بالمواجهة بصدور عارية أم أن الصدور العارية ضمير مستتر تقديره أبناء الوطن الابرياء، ألكم أبناء وبنات أحفاد وزوجات ؟أليسوا كمن في الساحات سواسية؟ ألايجب أن يشاركوهم ماهم فيه من عبق النضال والكفاح؟ أم أنهم مواطنون من الدرجة الأولى والآخرون أقل درجة، لكنكم تلهثون وتنتظرون حصاد ثمار زرعها غيركم أليس في هذا انتقاص و للفطرة السوية انتكاس؟. أين وطنيتكم أين تلاحمكم مع الشباب أين من في الخارج يناضل على "الكيبورد" يدعون وطنية زائفة، يوقدون للفتنة ويأججون نارها ويرون أنفسهم مناضلين وثوار يشتمون على الفضائحيات يقضون ساعات طوال لكتابة تعليقات ضانين ظن السوء يكتبون فيمعنون في الظن أنهم كتابٌ لايشق لهم غبار، يتوعدون ويهددون يزبدون ويرعدون يكيلون أشنع الالفاظ لأبناء وطنهم ويحدثونك عن الوطنية والمستقبل الجديد والديمقراطية والتسامح ويذيلون أسمائهم بالمناضل والثائر. إذا وافقتهم وأيدتهم يسرفون في الثناء عليك لحد الاسفاف يتجاوزون الطائي وهو منهم براء وإن شئت فزد. جمعٌ ممن يدعون غيرهم وينسون أنفسهم يستجدون الغير إقامةً وسفراً وشحاذةً يتكلمون ويظنون أنهم ينظرون ليمن جديد يبنونه بالقيل والقال وكثرة السؤال ولاعزاء للوطن والشعب، يتحصنون خلف المتاريس في حصونهم العامرة الآمنة ويديرون ويامرون من وراء جدر "بالموبايل" ولسان حالهم ((إذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون)) واذا ماخرجوا الى الساحات دعاة للحرية ورعاة للديمقراطية صورت لهم خيالاتهم المريضة انها تزدان بهم وأن الشباب سيفدونهم بحياتهم فهم المنقذون، مواكب وحرس من كل جانب يحرسونهم من أبناء وطنهم المسالمين، في دقائق قليلة يفرغون ما بجعبتهم من تسلط و يخرجون مافي قلوبهم من كره ويوهمون الناس "كل هذا لأجل اليمن الجديد" يتزلفون الشباب المسكين نحو التصعيد التصعيد. يحاولون باستماتة لي عنق الزجاجة، يعصرون بقايا أدمغتهم المترفة، ينادون بمستقبل لوطن لا يحبوه ولايعرفوه، يقولون فك الارتباط او تقرير المصير او الفيدرالية.. هي مترادفات قصدها واحد يتجنبون ذكرهها تشطير وتفرقة وتعصب، تناسوا في غمرة سكرتهم بوطنيتهم الآسنة أنهم يناقضون أقوالهم الوطنية، نحن لاننظر الى الوطن باعتباره حكراً لأحد فحبه كالايمان يزيد وينقص وهكذا تكون الوطنية لكنها بالمقابل تتلاشى حينما يتنكر الانسان لأصله وأهله موطنه وأرضه عاداته وتقاليده الأصيلة ثقافته المجتمعية السوية كما يخرج الانسان من دينه، إذن فما الدليل على وطنيتكم ألسنا أبناء وطن واحد فرقتنا وأثقلت كواهلنا الاطماع؟ أفعندما نلتحم جسداً واحداً تنادون بتقسيمه؟ بالله قولوا من أعطاكم الحق وبلسان من تتحدثون, هل فوضكم من أحد لتتحدثوا بلسانه، أم هي النزعة السلطوية الفردية، أم أنها الوطنية الزائفة التي أعمت القلوب والبصائر، لايساورنا شك جميعنا أنه وطننا وشعبنا أخوتنا وأهلونا ليس وطنكم بذاتكم ولستم أوصياء على أحد. أليس الجميع أبناء وطن واحد أليسوا سواسية أخوة في الدين والعقيدة والوطن؟. أو تدرون ما الوطن؟ هو أرض وشعب وحضارة هو نسيج طاهر يد تبذل الخير للجميع فهل جزاء الاحسان إلا الاحسان، عندما يغلب قلبك عقلك وترى اليمن بكل جوارحك وتجد شعوراً يدفعك لتقاسم الآخرين همومهم أفراحهم وأتراحهم، أن تبذل أقصى ما تجود به قولاً وفعلاً لرفعة اليمن وصونه، أن تبري قلمك مدافعاً عنه مشيداً ومذكراً بمجده التليد، أن تحفظ لبلدك صنيعها لك في كل لحظة، أن تسدي النصح وتطلب المشورة، أن تتصالح مع نفسك قبل الآخرين أن تجد ما قد يضيع منك في وطنك، أن تستشعر حقيقة قيمتك بوطنك رغم سوء الاوضاع ورغم المحن، أنك عنوان لوطنك في الخارج، أن تقف شامخاً وأنت تحمل جواز سفرك وبطاقة هويتك وعلم بلدك، تأخذك نشوة عنان السماء بذكر اسم اليمن الشرف الذي نحمله نعتز به ونفاخر. اللهم جنب اليمن كيد الكائدين ومطامع الخائنين وأحفظه وأهله سالمين. |