المؤتمر نت - أحزاب الاخوان المسلمين في الدول العربية إضافة إلى موضوع الحريات الشخصية- لا تؤيد تقييد صاحب العقار بسقف إيجار، على اعتبار أن العقد شريعة المتعاقدين، ولا تؤمن بمراقبة الأسعار ووضع سقف لها، وتشجع المضاربة المالية والحصول على مناقصات حكومية وغيرها، وهذا لا يضعها في صف العمال والفئات الكادحة والمهمشة، بل يضعها في صف الرأسماليين المستغلين وهو أمر لا يمنحها شعبية.

وليد الرجيب -
الاسلاميون يقفون في صف الرأسماليين المستغلين وليس مع الفئات الكادحة
أعلنت الولايات المتحدة أخيراً أن لا مانع لديها من التعاون مع الاخوان المسلمين في مصر إن فازوا بالانتخابات، وهذا الأمر رفع درجة اليأس لدى الطامحين لدولة مدنية ديموقراطية في البلدان التي انتصرت ثوراتها، على اعتبار أن الإسلاميين سيتمسكون بالكراسي لعقود طويلة وسيمارسون خلال ذلك التشدد ضد الحريات الشخصية وضد المرأة وحقوقها كالمثالين الإيراني والأفغاني.

ففي تونس فاز حزب النهضة الإسلامي في الانتخابات لتشكيل حكومة موقتة، وفي ليبيا قال مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الانتقالي: نريد نظاماً في ليبيا يكون ذا مرجعية اسلامية، ومن اليمن تأتي اشارات أن القاعدة احتلت زنجبار وأن لها نفوذاً قوياً في اليمن، وهناك اشاعات يرددها النظام السوري وبعض المتابعين مفادها إن ذهب بشار الأسد فسيأتي الإسلاميون، حتى وصل تشكك هؤلاء إلى أن هذه الثورات هي من صنع القاعدة والأحزاب الإسلامية.

ووجهة نظري هي أن هناك وعلى أرض الواقع ثورات اجتماعية ديموقراطية، قامت بها الشعوب بجميع فئاتها، والقوى الإسلامية لم تشترك في هذه الثورات إلا في وقت متأخر، ولم يحلموا بثورة اجتماعية عارمة في بلادهم، بل وضعتهم هذه الثورات أمام مأزق الشعار «الإسلام هو الحل» الذي يتعارض مع الدولة المدنية الحديثة، وأمام مطالب ملايين الناس الثائرين بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.

فمثلاً في ما يخص العدالة الاجتماعية فإن أحزاب الاخوان المسلمين في الدول العربية إضافة إلى موضوع الحريات الشخصية- لا تؤيد تقييد صاحب العقار بسقف إيجار، على اعتبار أن العقد شريعة المتعاقدين، ولا تؤمن بمراقبة الأسعار ووضع سقف لها، وتشجع المضاربة المالية والحصول على مناقصات حكومية وغيرها، وهذا لا يضعها في صف العمال والفئات الكادحة والمهمشة، بل يضعها في صف الرأسماليين المستغلين وهو أمر لا يمنحها شعبية.

كما أن نجاحاتهم الجزئية والموقتة في البلدان الثائرة سببها عدم التورع بالتلاعب ومخالفة اللوائح واستخدام المال السياسي كما حدث في تونس، والأمر الآخر هو اللعب على المشاعر الدينية لدى الغالبية المسلمة، هذا إضافة إلى ردة فعل التونسيين على اجراءات بن علي في منع وقمع الحرية الدينية، وهذا التطرف من قبله انعكس ايجاباً على حزب النهضة في الانتخابات الأخيرة رغم تعهد الغنوشي بعدم المساس بالحقوق المكتسبة للمرأة وعدم المساس بمقومات الدولة المدنية، وهو من دون أي شك موقف انتهازي منافق لن يصمد طويلاً.

وفي مصر هناك تخوف كبير من وصول الإسلاميين إلى سدة الحكم، خاصة وأنهم مدعومون من المجلس العسكري ومن الولايات المتحدة، إضافة إلى الدعم المالي الكبير الذي يحصلون عليه من بعض الدول العربية.

ليس لدي أدنى شك بأن الأمور لا يمكن أن تعاد إلى أوضاع ما قبل الثورات، فالقفزة أو التغير النوعي الذي حصل من خلال هذه الثورات لا يمكن أن يعود إلى الوراء، ومن قام بهذه الثورات هو على استعداد للقيام بغيرها والاستمرار بها حتى النهاية المطلوبة.
علينا إذا أن ننظر إلى النصف الملآن من الكأس، ونثق في قدرة شعوبنا على تحقيق أهدافها النبيلة، أما حكم الأحزاب الدينية فهو خارج منطق السيرورة التاريخية ولن يتحقق مطلقاً.
وكل عام وأنتم بخير

*الرأي الكويتية ----العنوان الاساسي للمادة (هل ستحكمنا الأحزاب الإسلامية؟ )
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 12:34 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/94858.htm