الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الإثنين, 20-مايو-2024 الساعة: 08:19 م
ابحث ابحث عن:
أخبار
الخميس, 03-يوليو-2003
المؤتمر نت: فيصل الصوفي -
الإسلام دين سلام.. لادين حرب
دأب المتطرفون على تقديم صورة للإسلام أنه دين حرب وسيف, وعدوان وأنه لا يرعى ذمة لاحد غير المسلمين, وفي حقيقة الأمر أن هذه الفهم الذي عبر عن نفسه من خلال قيام المتطرفين بإعمال العدوان ضد الآخرين باسم الإسلام قد ألحق ضررا كبيرا بالإسلام والمسلمين
وحقيقة الإسلام أنه دين سلام, لا يشرع للقتال ألا عندما يكون هو الخيار الأخير للدفاع عن النفس ورد العدوان, وأول أية قرآنية نزلت في القتال كانت في المدينة تعطي المسلمين أذنا من الله بالدفاع عن أنفسهم " إذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير" ويشرح لنا القرآن الظروف التي جاء فيها هذا الأذن السماوي فقد اخرج المسلمون من ديارهم وسلبت أموالهم بدون ذنب أو إساءة وشردوا, "الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا رينا الله , ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا, ولينصرن الله من ينصره, إن الله لقوة عزيز" ولاحظ سياق الآية وهي تخبرنا أن سنة التدافع لا تتوقف على أمر حماية حقوق المسلمين ومساجدهم بل تشمل الصوامع والبيع والصلوات وهي أماكن عبادة اليهود والنصاري, كما شرع القتال لدرء الاعتداء" وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولاتعتدوا, إن الله لا يحب المعتدين" ومع ذلك فإنه يوصي بالعدل حتى في ميدان القتال.. بل ان تقاليد الحرب في الإسلام تكاد تسامي قواعد القانون الدولي الإنساني الذي نشا مع اتفاقيات جنيف الأربع عام 1949م وإذا كانت الحرب شر لابد منه فإن الإسلامية كما تضهم من أي القرآن توصي المسلمين باحترام تقاليد الحرب والحفاظ على الحقوق الإنسانية فلا يجيز الإسلام البدء بالحرب أو العدوان ولا الغدر و لاخيانة العهود ولا المساس بالأسرى وغير المقاتلين وغير القادرين على القتال ولا التعرض للأعيان الثقافية أو الممتلكات.. فقد وقف رسول الله ( ص) في وداع جيشه وهو يوصي أفراد هذا الجيش: اغزوا باسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله, اغزوا فلا تغلوا ولا تغدوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليد. وهو يرفض نزعات الثار والانتقام ففي لحظة من لحظات الشعور بنشوه النصر وجيش الفتح الإسلامي يدخل مكة. اظهر بعض أفراد الجيش نزعة نحو الانتقام من مشركي قريش كما عبر عن ذلك قول أحدهم: اليوم يوم الملحمة.. فما كاد الرسول الكريم يسمع ذلك حتى قلب المقولة رأسا على عقب وقال " اليوم يوم المرحمة.
ومن وصية الخليفة ابو بكر الصديق لقادة الجيوش لا تخونوا ولا تغلوا ولا تغدروا, ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلا صغيرا ولاشيخا كبيرا ولا امرأة ولا تعقروا نخلا ولا تحرقوه, ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا ألا لمأكله.. وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له: وقال البلادري في فتوح البلدان: أن قوما من أهل سمرقند شكوا إلى الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز أن قتيبة بن مسلم الباهلي دخل مدينتهم غدرا, واسكن فيها المسلمين, وسجل القاضي ، جميع بن حاضر الباجي مآثره في هذا جانب , فقد قال الطبري, لقد كان من قتيبة بن مسلم الباهلي في فتح سمرقند المدينة العظيمة شيء من الغدر كما قال الناس فلما, كانت خلافة الخليفة الصالح عمر بن عبدالعزيز رفع اليه أهل سمرقند دعوى على قائد الجيش بدعون فيها أن بلدهم فتح غدرا فامر بتأليف محكمة وجلس القاضي يستمع إلى أهل الدعوى, وانتهى الأمر إلى إصدار حكم بخروج الجيش الإسلامي من سمرقند و إعطاء أهلها مهلة للاستعداد ثم إعلان الحرب من جديد وعندما تهيأ الجيش للانسحاب من المدينة أعجب أصحاب المدينة بالحكم وموقف الجيش و أعلنوا قبولهم بحكم الإسلام, ومن هذه المبادئ العظيمة ما نجده في قول الأمام على لجنوده كما ورد في شرح نهج البلاغة لابن ابي حديد, إذا هزمتموهم فلا تقتلوا مدبرا ولا تجهزوا على جريح, ولا تكشفوا عورة ولا تمثلوا بقتيل, ولا تهتكوا سترا, ولا تدخلوا دارا الا بإذن ولا تأخذوا من أموالهم شيئا ولا تعذبوا النساء وأن شتمنكم وشتمن أمراءكم وإذكروا الله لعلكم ترحمون" وقال الطبري في تاريخ الرسل والملوك: اضطر الخليفة الأموي معاوية بن ابي سفيان عند عقد معاهدة صلح مع الروم أن يأخذ منهم رهائن ضمانا لغدرهم, ولكنهم غدروا به, فرد عليهم الرهائن قائلا: أن مقابلة الغدر بالوفاء خير من مقابلة الغدر بالغدر, وحمل عتبه بن عامر الجهني إلى الخليفة أبي بكر الصديق راس أحد القتلي من المشركين فغضب الخليفة لذلك وكتب إلى قواده : لا يحمل إلى رأس وإلا بغيتم أي جاوزتم في الحد للتشفي.




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر