الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الجمعة, 01-نوفمبر-2024 الساعة: 02:52 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
السبت, 05-أغسطس-2006
أمجد عرار -
وعدان.. الصادق والكاذب
ما يجري في جنوب لبنان، ما تنقشه المقاومة من حروف المجد والكرامة، لا تليق به صفحة عادية من صفحات التاريخ الذي ينصف من ينصفه، مثلما الحياة تنتصر لمن ينتصر لها. إنه “الوعد الصادق” في الزمن الكاذب تحت سمع وبصر مجتمع دولي يمعن في الكذب وتذويب دماء الأبرياء في نهر المصالح. يطير النوم من عيون “أبطاله الكبار” لأن جنديين “إسرائيليين” وقبلهما جندي واحد أسروا في لبنان وغزة، ويهبّون واقفين من سبات عميق عمره بعمر النكبة. سبات لم يكسره دوي صواريخ “إسرائيل” وقذائفها المنهمرة على رؤوس النائمين.. ولا صرخات استغاثة طفلة ترى دماء والدها تصبغ الرمال باللون الأحمر. كبار العالم المعولم لم تحرك أحاسيسهم مشاهد الجثث الممزقة في قانا بطبعتها الثانية. ومجلس الأمن يستكثر على دماء الأبرياء كلمة إدانة لسافكيها ويكتفي بالإعراب عن الأسف للفعل من دون الإشارة الى الفاعل، وكأن القرار أمام فعل مبني للمجهول.

ربما لا يزال هؤلاء يصدقون “الوعد الكاذب” من قادة “إسرائيل” بالقضاء على المقاومة وتفكيكها وتحويل لبنان إلى محمية “إسرائيلية” أو أطلسية، وينسون أو يتناسون بأن الاجتياح “الإسرائيلي” للبنان عام 1982م، حمل عنوان “سلامة الجليل”.. ما الذي تحقق. بعد 24 عاما على ذلك الاجتياح، ها هي صواريخ حزب الله تترك الجليل خلفها وتصل إلى ما بعد حيفا، فيما “الإسرائيليون” يترقبون ال”ما بعد” التالية.

أولمرت الذي لا يستطيع استشارة الجنرال الغارق في غيبوبته، يقول: إن جيشه دمر تماما (لاحظوا.. تماما!)، البنية التحتية لحزب الله. ونائبه العجوز شيمون بيريز، الذي يتصرف كلاعب كرة عاد للملاعب بعد اعتزال، يتحدث عن تدمير ثلث صواريخ حزب الله (هل تتذكّرون؟: في اليوم الرابع للحرب أعلنوا عن تدمير 50%؟). لا أعرف ما الذي سيقوله ناخبوهم عندما شاهدوا 200 صاروخ تنهمر على المستوطنات بعد هذه التصريحات ببضع ساعات! بيريز هذا بالمناسبة “بطل” مجزرة قانا في طبعتها الأولى، لم يفز في حياته كلها في أي انتخابات، وهو بنظر الشارع “الإسرائيلي” ليس عسكريا (وهذا معيار مهم لديهم)، لذلك يجهد لاستثمار أي فرصة لكي ينفي هذه التهمة، حتى لو بإعلان مكتوب بدماء مئات الأطفال والنساء. هو الأكثر خبرة في حكومة لأول مرة رئيسه ووزير جيشه دون خبرة عسكرية، لكنه مهمش، ويحاول البحث عن أي دور.. كيف لا وهو الذي كان في مراحل مختلفة رئيس وزراء ووزير جيش وخارجية، عندما كان رئيسه الحالي مراسلاً صحافياً يلهث وراءه لاصطياد أي تصريح؟

هذا العجوز لا يتعظ من التجارب، فينضم لجوقة الوعود الكاذبة والإنجازات الوهمية في حرب يراها حرب حياة أو موت، ويتناسى أن الحياة والموت كلاهما حقيقة، أما هو فيكذب. حاولنا أن نصدقه، لكن عشرات الصواريخ التي سقطت بعد تصريحاته بقليل سبقت المحاولة.

أي قيادة هذه التي تكذب علناً؟ وأي “جيش لا يقهر” هذا الذي يتحدث عن تقدم بالأمتار ثم يندحر، وهو يدخل الأسبوع الرابع للحرب؟

هل يستطيع قادة “إسرائيل” بعد حين أن يقدموا ل”شعبهم” كشف حساب بالإنجازات العسكرية العظيمة التي حققها جيشهم واحتياطوه المندفع بسرعة نحو الشمال، ثم بعد ذلك بأكثر سرعة نحو الجنوب؟. ربما.. وحتى لا نلوي عنق الحقيقة، يمكنهم تسجيل قتل مئات المدنيين، وتدمير الجسور والبنايات السكنية ودور الأيتام والمستشفيات، كإنجازات. وحتى لا ننسى.. لقد نجحوا في وقف بث قناة “المنار” لمدة دقيقتين.
*الخليج




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر