الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الجمعة, 01-نوفمبر-2024 الساعة: 03:06 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الخميس, 10-أغسطس-2006
المؤتمرنت/ لؤي يحيى عبد الرحمن الارياني -
شمس الأطفال
لأطفال العالم حياة حلوة مليئة باللعب والسكر وهدهدة أم حنون يذهب زوجها ليهد البيوت على رأس كل الأطفال الاخرين كي ينام طفله اللطيف بأمانٍ، اليوم، وغداً، وما بعد غد.. ويعود لينزع ثيابه المليئة بالدم ويقبل صغيره بحب وحنو ويلاعبه ساعات طويلة.. في الوقت الذي يجوع فيه بقية الاطفال.

لهم حب الدنيا .. لهم لعب الدنيا.. أبوك يا صغير، يضع الاف الوجوه الصغيرة الباسمة في صفحة الشهداء الصغار، ويذهب ليضع صورة جميلة لك تتوسط اطار على شكل قلب ذهبي في صفحة التهاني في مجلة الأطفال بمناسبة مرور عام جميل من عمرك الهانئ، ذلك العام الذي لم يكمله صغار العرب ولن يكملوه .
هل أفزعتك يا صغير تلك الصواريخ التي تأتي إليكم من الشمال؟!! إنها لذلك الملتحي نصر الله.. لديه هو ايضا فتى شاب يافع جميل الوجه.. استشهد يا صغير وهو يحاول ان يردع أباك عن جنونه واعتدائه وعدوانيته.. لا تعبس بوجهك اليهودي الجميل.. فلك يا حب أبيك شمس كاملة تضيء للأطفال.. لمن هم مثلك من أطفال.

أملأ بيت أبيك حياة وصخباً .. املأوا ارض ميعادكم يا أطفال الميعاد بصرخات الفرح وأغاني الأطفال الجميلة، لا تصدقوا ذلك الطفل الأسمر إن قال لكم متسائلا: هل إن لبست كوفيتكم الدائرية تجعلوني العب بألعابكم؟؟؟ هل تعطوني من تلك السكاكر الملونة؟! فإنه ان دخل غرفكم سينفجر.. فهو ليس طفلاً .. هو قنبلة.. ووجهه ليس وجهاً.. بل هو وعد بالموت.

لك يا صغير أم تطير فرحا عندما تتمتم لها بأي كلمة بليدة.. تحضنك ..تقبلك ..تشمك وتستقر رائحتك في صميم قلبها.. ترعاك وكأنك وعد الله للعالم بالموت!! تنظر إليك فتمتلئ سعادة وكأنها تنظر إلى كنز من كنوز الأرض!! تأتي لك بجورج بوش ليكون سانتا كلوز الخاص بك.. يضع عند قدميك الكثير من رؤوس الأطفال الآخرين لتختار رأساً منها وتضعه عند قدمك وتركله بعيدا فيصفق العالم كله.. جووووول.!!!

لدي أنا ايضا طفل..لديه.. يا صغير.. عينان سوداوان واسعتان.. وشعر اسود لامع قضيت ساعات طوال امرر يدي من خلال خصلاته .. وجهه ابيض مكتنز.. عندما يضحك كان يضحك قلبي وتبتسم أمه بكل الفرح في الدنيا.. له فم صغير ووجنتان محمرتان كالتفاح يمسك بيده الصغيرة دائما لعبة دب صغير من قماش، كنت ارجع من عملي يوميا، أجري إلى مهده أقبل قدميه، أدغدها، ويرقص قلبي طربا لمناغاته وضحكه.. كانت له أم تتفنن بكل ما هو لذيذ ليأكله وتسهر الليل بل والليالي إن ارتفعت درجة حرارته وعندما مرض في بداية ظهور أسنانه بكت على كل لحظات ألمه.
كنت أنا وأمه نحلم بيومٍ يدخل فيه المدرسة..يومٍ يدخل فيه الجامعة..يومٍ يدخل علينا ونحن موغلين في السن وبيده زوجته وباليد الاخرى أطفاله!! كنت أتخيل تلك الليلة التي سأنهره فيها ان شممت منه رائحة دخان.. وتلك الليلة التي سأنصحه فيها بأن يختار كلية الطب بدلاً عن الهندسة!!
قد تكون أنت يا أيها الصغير طبيباً.. قد تتزوج عبرانية جميلة وتدخل بها على أبيك وهو يروي بطولاته.. ولكن ابني لا.. ستشرق شمس الأطفال بكل حب الدنيا وفرح الدنيا ولعب الدنيا عليك أنت .. ولن تشرق يوما على طفلي.. فشمس الأطفال لن تشرق أبدا على أطفال قانا.
سأجلس أنا وأمه نهز ونهدهد مهده الفارغ ونغنى له كي يموت سعيداً أغنية لن يسمعها:
(يا شمس الأطفال

زوري زوري بيوتنا يا شمس الأطفال ..
وأضيئي بيوتنا يا شمس الأطفال..
لهم حب الدنيا..
لهم لعب الدنيا..
لهم فرح البال..
يا شمس الاطفال)
والمعذرة يا شمس الأطفال.. ان وجدتي أطفالنا.. موتى.. يا شمس الاطفال!
[email protected]




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر