المؤتمرنت - بقلم/ سالم باجميل - اليمن بخير واليمنيون بأفضل حال أقولها بصراحة.. ودون مواربة، بلا خوف من أحد، أو خشية من ميل عن صواب، إن لا جدوى في كثير من نجوى قيادات المشترك، ولا فائدة في جل أن لم يكن كل كلامهم عن السياسة والاقتصاد.
أقولها بملء الفم إن أوضاع اليمن واليمنيين بخير، وإن الجميع بحال أفضل من أي يوم مضى.. وإن لا داعي للحيرة والقلق.
وإن ما نقرأ هنا، أو نسمع هناك، من كلام غريب وعجيب، عن الدولة والمجتمع والأحزاب والتنظيمات السياسية، كلام غير مفيد، وبعيد عن المسئولية، التي هي صنو الحرية، في المجتمعات الديمقراطية الحديثة والمعاصرة.
أشده ما يكتبوا وأقسى ما يقال، في الداخل والخارج عن المشهد السياسي الخاص بالاستحقاق الانتخابي للانتخابات الرئاسية، والانتخابات المحلية، وما يردده المشترك من أقاويل لا معنى لها، يحاول من خلالها ابتزاز النظام والمؤتمر.
هذا لأن الكثيرين من ساسة المشترك وكتابه وصحفييه يحطبون– كما يقال- في ليل ،لبواعث وأسباب يعلمها المشترك، ولا تخفى على أحد داخل وخارج البلاد، من شركاء الحياة السياسية في اليمن.
لا غرو، إذن إن هؤلاء وأولئك النفر، من المتحزبين والسياسيين، يستعصي عليهم فهم واستيعاب حقائق التاريخ، وأحداث الواقع، ويتعذر على ذواتهم وعقولهم مسايرة وموافقة مساراتها المختلفة والمتناسقة.
علمتنا أحداث التاريخ ومجريات الوقائع في الحياة أن قراءات المشهد السياسي ليست عصية ولا ممتنعة إلا على بعض ضيقي الافق من المتحزبين والسياسيين الذين يجهلون ديالكتيك ودينامية الظواهر المتفاعلة في الوجود.
لقد قيل الكثير من الكلام الضار والمؤذي للديمقراطية والحرية أثناء محاولات تقديم قراءات ذاتية أو موضوعية عن حراك الاستحقاق الانتخابي للانتخابات الرئاسية والانتخابات المحلية في المشهد السياسي الراهن في اليمن، ولا يسألن أحدٌ أحداً، عن مدى وكثرة ذلك الكلام غير المفيد.
قراءات حراك الاستحقاق الانتخابي عديدة.. والمفيد منها قليل، وقليل جداً.. أما ما هو مؤكد ولا يقبل القليل أو الكثير من الجدال والسجال هو ما يجمع حوله الناس: إن المؤتمر الشعبي العام تنظيم سياسي جماهيري فريد في مبناه ومعناه.. وإنه قائد ورائد في حياة اليمن واليمنيين المعاصرة.. شاء من شاء، وأبى من أبى.. والأكثر من ذلك أنه يملك آثار عظيمة وعلامات بارزة في تطور الشعب اليمني لا سبيل إلى جحودها وإنكارها.
الجدير بالذكر أن المؤتمر الشعبي العام منذ تأسيسه في الـ24 من أغسطس 1982م جاء ضمن الميثاق الوطني، الذي يعتبر دليله النظري والعملي فكرة الخيار الديمقراطي وقضية تحقيق الوحدة اليمنية.
ومن الثابت والمعروف لدى القاصي والداني من أبناء شعبنا اليمني أن قيادات المؤتمر الشعبي العام بزعامة القائد الوحدوي والتاريخي الرئيس علي عبدالله صالح هي من خطط وحاور، وحث خطى سير المتحاورين صوب تحقيق إعادة الوحدة اليمنية، التي تعد أغلى وأنبل، أهداف نضال الشعب اليمني الحديث والمعاصر والثورة اليمنية (26 سبتمبر، و14 أكتوبر).
وكان يوم الـ22 من مايو 1990م يوم إعادة الوحدة اليمنية، وميلاد الجمهورية اليمنية، الذي تزامن مع الأخذ الصريح بخيار الديمقراطية والتعددية الحزبية والسياسية، بمثابة ميلاد جديد للوطن اليمني الموحد الحر الديمقراطي، أرضاً وإنساناً بقيادة علي عبدالله صالح.
منذ ذلك اليوم العظيم، الذي شهد الميلاد الجديد الموحد والديمقراطي لليمن، واليمنيين في عالمنا المعاصر.. تأكدت وتعززت وحدتنا الوطنية، ومعاصرتنا الحضارية، بكل ما تحمل كلمة الوحدة والديمقراطية من مضامين ومعاني ذات دلالات سياسية وطنية وعصرية.
وما علينا اليوم إلا بذل المزيد من الجهود للخوض مع قوى الحداثة، والذهاب مع التاريخ إلى حيث تعزيز الوحدة الوطنية، وتحقيق المواطنة الواحدة، ونشر قيم الديمقراطية بين أوساط ناس المجتمع.
حتى يتم ميلاد الثقة في نفوس اليمنيين بالقيم الوطنية والحضارية الجديدة وتتجذر تطلعاتهم في العيش النظيف في مستقبل أفضل.
لعل قيادات أحزاب اللقاء المشترك مدعوة اليوم أكثر من أي يوم مضى إلى البدء بمغادرة شرنقاتها الحزبية والإيديولوجية والاتجاه نحو الخروج الطوعي إلى رحاب وأنوار الحياة السياسية الجديدة المفتوحة على فضاءات فناءات التجارب، والمعارف الإنسانية في الكون.. وأن تجعل من الحرية والديمقراطية منهجاً للتعامل مع مجريات أحداث العصر.. وأن تنتهي عن فكرة نسج لبوس تنكرية من نسيج الديمقراطية لتتخفى به من حقيقتها التي صارت معروفة لدى الناس.. كل الناس.
الاستحقاقات الانتخابية تعتبر أهم ما في الديمقراطية من وسائل إصلاح النظام السياسي وإصلاح احوال المواطنين عبر التطور السلمي، أما التحريض على العصيانات المدنية والتهديد بشن الثورات التي ولت عصورها هي وسائل تغيير الأنظمة عن طريق العنف والقوة.. وتنتمي إلى عهود الشمولية والدكتاتورية.
لا يخفى على المراقب السياسي أن معظم تناولات صحافة المشترك تحاول إعادة إنتاج الخطاب السياسي الدعائي الشمولي الانقلابي الذي يحرض على العنف، ويبرر سفك الدماء، وإزهاق الأرواح في سبيل التغيير.. وهذا ما يدفعنا دفعاً إلى القول إن أحزاب المشترك ما زالت متحفظة ومحافظة على مواقع الأمس في تعاطيها مع الخطاب السياسي الديمقراطي الجديد، وليس لنا معها على حالها هذا إلا الصبر والعمل والترجي أن تتعلم من الأيام مالم تعلم، لأننا وإياها شركاء الحياة السياسية الجديدة والأمر سيان أصابت أو أخطأت.
|