ياسر اليماني -
فليكن لفك الارتباط ?
الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) آل عمران (103)، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل في سنته ( إن الله يرضي لكم ثلاثاً.. وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) رواه مسلم .
لقد أمر ربنا تعالى عباده بالتوحد وجمع الكلمة وحرم عليهم التفرق والتعهد والاختلاف قال تعالى ( واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً). وقال تعالى ( واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون)آل عمران (130).
لهذا فإنه يجب الامتثال بأمر الله تعالى وتقديمه على كل دعوة مغايرة تدعو إلى الفرقة والاختلاف والتنازع وبخاصة إذا كانت هذه الدعوة تصدر من أناس لا هم لهم إلا مصالحهم الشخصية ولو على حساب تمزق الصف الواحد وتفرق الشمل من خلال الشعارات الجوفاء الكاذبة التي دأب على ترديدها بعض المأزومين كدعوة الانفصال أو يطلقون عليه اليوم فك الارتباط .
ويجب التأكيد على أن ابواق الخيانة المأجورين الذين بجدون في بعض الصحف والقنوات الفضائية المعادية للوطن ووحدته مساحة لهم كي تثيروا الأحقاد وثقافة الكراهية بين أبناء الوطن الواحد لا يمثلون الا أنفسهم التي باعوها رخيصة في سوق النخاسة وأصبحت اليوم في مزبلة التاريخ .
والشعب اليمني الأبي مطالب اليوم بكل شرائحه أن يتحد وأن يجتمع على كلمة واحدة وان ينقاد لأمر الله تعالى وصدق الله تعالى إذ يقول ( وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم وأصبروا إن الله مع الصابرين ) الأنفال (46).
ومن أهم ما تجتمع به كلمة الشعب بعد امتثال أمر الله عز وجل ( طاعة ولي الأمر ولزوم جماعة المسلمين وعدم الخروج عليه ) لقول الله تعالى ( يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم ) النساء (59).
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ) رواه مسلم .
كثر الحديث في هذه الأيام وبوتيرة عالية عن فك الارتباط من قبل عناصر تمكث خارج الوطن وقلة في الداخل ومعهم قد نتعاطف بل ونؤيدهم في ما يرددون ونقدر مشاعرهم كثيراً ونترحم عليهم ونترحم لهم وأحيانا نحاول ولو قليلاً أن نتعايش معهم ودعواتهم لفك الارتباط ونقول أنهم محقون في دعواتهم.
ولكن فك الارتباط الذي يتحدثون هو فك ارتباط المرء من زوجته ونحن نؤيد ذلك لكل من ضاقت به الدنيا في عدم استطاعته الاستمرار مع شريك حياته في العيش عندما تصل الحياة الزوجية إلى النكد بسبب تسكع الزوج في المراقص الليلية وفي الشوارع تاركاً خلفه زوجة وأبناء لا يستطيع أن يتبناهم وأن يتحمل مسئوليتهم على أكمل وجه تجاههم ويصرف عليهم بل الفضيحة الأكبر أن البعض من هؤلاء الماكثين خارج الوطن لسنوات عديدة يتسكعون بل ويتسولون على أبواب أسيادهم لجني المال المدنس منهم من رفض اهاليهم قبول الأموال المدنسة التي يجنوها من تحت أقدام أسيادهم أذناب التآمر والاستعمار والعمالة.
نحن نقدر هذيان هؤلاء المهلوسين المطالبين بفك الارتباط فهذا شأنهم فليفكوا الارتباط عن زوجاتهم وعن ماضيهم المسكون بالتأمر والخيانة او عن احلامهم المريضة هذا حق مشروع لكل من يريد لكن الوحدة والوطن والشعب الذي يتاجرون بقضاياه ليس من حقهم الحديث عنه مطلقاً.
ليس من حق هؤلاء المرتزقة والمأجورين أن يتحدثوا عن مصير الوطن والشعب والأرض هذه البلدة الذي قال الله فيها عز وجل بلدة طيبة ورب غفور فلهؤلاء نقول أنتم ليسوا أوصياء على وطن الثاني والعشرين من مايو وطن الحرية والأمن والأمان و الاستقرار وكذلك نقولها لكم مراراً وتكراراً أنتم لستم بأوصياء علينا نحن أبناء المحافظات الجنوبية ، وجميعنا يعلم أنكم لستم إلا مهرجين تقومون بالأدوار من حين إلى آخر مقابل كل ما تتقاضونه من أجر زهيد.
اما التطاول على الوطن وعلى الهامات الوطنية الشريفة والمخلصة لهذا الشعب الأبي الذي يدرك مدى حقدكم عليه ومدى تأمركم الخبيث والدنيء نقول لكم ولانحطاطكم الاخلاقي في كل ما تطالبون به وبكل ما تتعرضون لهامات وطنية شريفة عملاقة مشرقة تحاولون النيل منها بأقلامكم المأجورة وأيديكم التي لا تحمل إلا وصمات العار أنكم تحرثون البحر ولا تستطيعون الوصول إلى غاياتكم الشيطانية .
واقول لهم ان الدليل عن كل ما ذكر أنكم لستم أصحاب مبادئ ولا ثوابت ولعلكم تتذكرون ماذا كنتم تقولون لنا بالأمس وفي عهد التشطير في ذلك الماضي الغريب عن البرجوازية والامبريالية والرجعية فأين أنتم اليوم يا أصحاب القضية يا أصحاب المبادئ ولماذا تتمسحون تحت أقدام أولئك الذين وصفتوهم في الماضي بالبرجوازية والأمبريالية والرجعية .
فهل ياترى ستكونون يوماً من الأيام أصحاب قضية أو مبادئ أو ثوابت وطنية فأين مبادئكم التي عشتم وترعرعتم عليها وهل تعتقدون يوماً أن الشعب سيؤمن بكم وأنتم قد تجردتم من كل القيم .
أنتم اليوم تعضون على أصابعكم ندماً على ما قدمه الرئيس علي عبد الله صالح حفظه الله ورعاه من حب وتسامح وعفو أنتم لا تستطيعون أن تمتلكوا ولو جزء يسير من هذه الصفات الحميدة بل والأكبر من كل ذلك أنكم تعضون أصابعكم ندماً لكل ما حققته دولة الوحدة تحت قيادتها الحكيمة من إنجازات عملاقة في شتى أرجاء الوطن عامة وخاصة في محافظاتنا الجنوبية إنجازات عملاقة لم يسبق لها مثيل منذ نيلنا الاستقلال في عام 67م حتى عام 90م .
والله من وراء القصد وللحديث بقية أن فرض علينا .
وكيل اول محافظة لحج