زايد منصور الجدري -
كان الله في عون الرئيس
كم لهذا الرئيس أن يحتمل ويتحمل، وكم له أن يصمد ويقاوم؟
متاعب كثيرة واجهت هذا الرجل خلال فترة زعامته ومنذ توليه للمسؤولية وتحمل أعباء الحكم في 17 من يوليو 1978م وحتى اليوم استطاع الرئيس أن يتحمل ما يعجز غيره عن تحمله.. وجمع من الصفات والمميزات التي قلما أن تجتمع في عدة أشخاص مجتمعين.
ألا ترون بأن من صفاته أن حلمه أقرب من غضبه وتسامحه أسرع من معاقبته وشعبه أهم عنده من نفسه.
يسيئون إليه فيقابل الإساءة بالتجاوز والعفو وينتقدونه ويتهجمون عليه فيدعوهم للحوار والتصالح، انشغل بهموم شعبه وجعلها كل شغله وكل قضيته، لم يفكر يوماً في راحته أو صحته أو حتى أنه يحتاج لإجازة أو استراحة بسيطة يجدد بها نشاطه عندما يتولى أحدهم أي منصب فقد يبدأه متحمساً ثم يقل هذا الحماس ويتناقص حتى ينتهي إلا أننا وجدنا هذا الشخص يتزايد حماسة أكثر فأكثر وكل يوم جديد يظهر فيه الحماس والنشاط وكأنه أول أيامه في الحكم.. أطراف كثيرة تناصبه العداء ومثل هذا الشخص لمن اللؤم أن يناصب العداء.
تريد تلك الأطراف أن يرضيهم دائماً ولم يعد هناك أمامه ما يرضيهم به، لأنهم حتى هم أنفسهم لا يعرفون ما الذي قد يرضيهم ولأنه حتى الجاحدون لا يستطيعون إنكار كل تلك المنجزات التي قام بتحقيقها ورغم اعترافهم بها إلا أنهم يحملونه أخطاء مسئوليها والقائمين عليها، فيحملونه فسادهم، جشعهم، سوء إدارتهم وأي شيء سيء قد يصدر من أولئك القائمين على تلك المنجزات والمسئوليات، وكأنهم يريدونه مشرفاً ومسئولاً مباشراً على تلك المؤسسة وتلك الوزارة وتلك الإدارة وذلك القسم، لا يستطيعون فهم أو ربما لا يريدون فهم أنه لا يستطيع فعل كل ذلك بمفرده وأن هناك آلاف القضايا وآلاف الأشياء التي يجب أن يهتم بها وأن المسؤولية أكبر وأشمل من مجرد جانب ينتقدونه على تقصير أو تجاوز المعنيين والمسئولين فيه.
أشعر بأن هؤلاء يريدون المستحيل ليظهروا لنا رضاهم بل وحتى المستحيل أظنه لن يرضيهم.. لا أظنهم قد يتغيرون أو يتبدلون لأن عدم الرضا والانتقاد والتهجم والاعتراض أصبح شيئاً من طباعهم وشخصيتهم التي لا يمكن أن تتغير مهما حاول معهم، ورغم ذلك فقد عودنا الرئيس بأنه دائماً لا يفقد الأمل، ولا يسعنا إلا أن نسأل الله لهم الهداية ونسأل الله له العون والتوفيق ودوام الصحة والعافية ولليمن الوحدة والأمن والرخاء.