أسفار ديمقراطية حملتها خديجة السلامي الى كندا في وسط المناسبات العديدة التي نظمها مهرجان العالم العربي في مونتريال بمقاطعة كيبيك تألقت المخرجة التسجيلية خديجة السلامي التي أتت من باريس حيث تعمل هناك المستشارة الإعلامية لسفارة اليمن في فرنسا، لتحضر عرض فيلمها التسجيلي "النساء والديمقراطية في اليمن"، وهو فيلم حاز انتباه العديد من حضور عروض الأفلام التسجيلية في المهرجان بعبارات عديدة على رأسها: إن قضية تحرير المرأة سواء في العالم العربي وحتى في شمال أمريكا تحظى باهتمام بالغ، فما زالت قضية المساواة فيما يتعلق بالأجور مشكلة معلقة في كندا وغرب أوروبا، هذا بالإضافة إلى أن مخرجة الفيلم عربية، وهي نموذج لامرأة عصرية تعمل بنشاط ودأب لصالح بلدها في قلب عاصمة النور والجمال باريس، ونظرا لأن الفيلم يقدم محاولات انعتاق المرأة اليمنية من السيطرة الذكورية في ظل مجتمع قبلي لا يعترف بجهود المرأة برغم أن العديدات منهن شغلن مواقع مهمة في الحكومة بدأ فيلم خديجة بمتابعة الانتخابات التشريعية في اليمن عام 2003م في منطقة جبلية قبلية من خلال حالة امرأة شابة يمنية سعت لدخول الانتخابات. وبرغم عدم رضا رجال القبائل بطبيعة الحال عن هذه الخطوة، إلا أنها سعت في مشوارها إلى الأمام وحظيت بتأييد من العامة الذين خاب أملهم في فوز مرشحتهم الذي عزوه إلى التزوير. في المدينة تراجعت نسبة المرشحات لأسباب عديدة من أهمها المعوقات البيروقراطية التي يضعها الرجال أمام النساء. والتي تدفعهم إلى تجاهل ملفات النساء المرشحات وعدم الالتفات إليها ووضعها في أدراج المكاتب وعدم النظر إليها، كأنه ليس من المفروض أن تتقدم النساء إلى الترشيح. خديجة السلامي أخرجت 19 فيلما تسجيليا بداء م عام 1990م حين بدأ اهتمامها بتسجيل وقائع وظواهر محددة في المجتمع اليمني منها فيلم عن تاريخ اليمن تحت اسم حضرموت وفيلم عن يهود اليمن- تقاليدهم وعاداتهم، وفيلم آخر عن رجال الورد وهم رجال يعيشون على الحدود اليمنية السعودية ويتزينون ويتجملون ويضعون الكحل في العيون ويجلسون في البيوت، في حين تخرج المرأة إلى العمل، ويكتفون هم بالزينة والراحة وحمل الكلاشينكوف، تقول خديجة السلامي إنها عرضت الكثير من أفلامها في فرنسا حتى أنها عندما عرضت فيلمها الأخير هناك أبدى الجمهور الفرنسي استغرابه لأنها تعمل في سفارة بلدها، أي أنها تعمل للحكومة، وتقوم بانتقاد وضع المرأة فيها، وهي لا ترى في ذلك أية غرابة، فهي تحب عملها لكن لا يمنع أن تقدم رسالة من خلال أفلامها في عام 1990م أخرجت خديجة فيلما تحت اسم جيل خاص في أرلنجتون بفرجينيا بالولايات المتحدة وهو لمدة 30 دقيقة وقبلها عام 1988م عملت مساعدة مخرج لفيلم عن صنعاء بتمويل من اليونسكو وعملت في الفترة من 1986م حتى 1987م مخرجة لبرنامج في راديو الشرق بباريس. تلقت خديجة تعليمها في جامعة جنوب كاليفورنيا بلوس انجلوس وحصلت على البكالوريوس في الإعلام من كلية مونت فيرمونت في واشنطن دي سي عام 1985م عن إنتاج الأفلام للتليفزيوون وانتجت ايضا فيلما بعنوان: (اليمن بألف وجه) عام 2000م، وفيلم جزيرة الرجل ذي الأقدام الذهبية، عام 1998م، وأرض سبأ عام 1997م لقناة فرنسا الدولية ثم فيلم "الجزيرة المفقودة" عام 1996م ثم فيلم "نساء" في الإسلام عام 1995م، وفي عام 1993م اخرجت فيلم "أبراج الرمل"، وفي عام 1991م فيلم حضرموت مفترق طرق الحضارات، وفي 1991م ايضا فيلم "ثقافة في الماضي والحاضر والمستقبل، وفي عام 1990م فيلم نساء اليمن. الإضافة الأخرى التي قدمتها خديجة السلام هي تأليفها لكتاب عن "دموع سبأ" عن تجربتها حين تم دفعها وهي طفلة في الحادية عشرة من عمرها للزواج من رجل لا تعرفه في نهاية العشرينيات من عمره في وسط مجتمع قبلي لا يسمح للمرأة الناضجة بالتعبير عن نفسه فما بالنا بطفلة صغيرة اضطرت إلى أن ترفض هذا الرجل الذي أصبحت زوجته ومن تلك المرحلة الفاصلة، لتعيش بعد ذلك الفصول المؤلمة للحرب الأهلية في اليمن ما بين الجنوب والشمال التي دفع جزءا من الثمن والدها وفي سن 12 طلبت من تلفزيون بلدها أن يتم السماح لها بتقديم برنامج عن الجامعة بعد دراستها لإنتاج الأفلام عادت بعد ذلك إلى اليمن لتستأنف عملها للتلفزيون اليمني ثم التحقت بسفارة اليمن في باريس حيث تعمل مستشارة صحفية ومديرة المركز الإعلامي اليمني. لقد استطاعت خديجة بمشوارها الفني أن ترفع مرتبة الدفاع عن وضع المرأة في بلدها إلى مستوى عالمي بوجودها الدائم في المهرجانات الدولية تقدم أفلامها تعرضها وتلعق عليها ليس فقط في باريس لكن في الولايات المتحدة وكندا بل حظيت بدعم من سفراء بلدها في كل من كندا والولايات المتحدة حيث حضر الدكتور عبد الولي ناشر سفير اليمن في أوتاوا وكذلك عبد الوهاب الحجري سفير اليمن في واشنطن حيث حضرا عرض فيلمها عن النساء والديمقراطية في اليمن خلال عرضه في مهرجان العالم العربي بومنتريال، وهو مؤشر بالغ الدلالة على التقدم الذي حدث على صعيد حقوق المرأة في اليمن فهناك دعم حكومي لتغيير النظرة القبلية الدونية إلى وضع المرأة في المجتمع باعتبارها عاملا فاعلا وهناك حاجة ماسة إليها على صعيد مؤسسة الأسرة وعلى صعيد المشاركة السياسية وعلى صعيد احتلال مواقع مختلفة في الحكومة والقطاع الخاص. v الأهرام – 23/11/2004 |