ثلوج الهملايا تقتل أسماك اليمن وعُمان كشف باحثون أمريكيون عن زيادة كبيرة بنوع من النباتات المجهرية الطحلبية في المياه السطحية للبحر العربي ناجمة عن رياح موسمية قوية تهب من البحر العربي باتجاه الهند يتسبب بها الانخفاض الكبير في تساقط الثلوج على جبال الهملايا، مشيرين إلى أن صعود التيارات المائية الدافئة إلى سطح البحر العربي يقف وراء الزيادة في النباتات المجهرية على السطح، وحرمان أعماق البحر من الأوكسجين مما يتسبب بقتل أعداد كبيرة من الأسماك اختناقا. وأضاف الباحثون: إن تناقص كميات الثلوج المتساقطة على جبال الهملايا ناجم عن ظاهرة ارتفاع عالمي بدرجات حرارة الكون ، مشيرين إلى أنه خلال أشهر الصيف في نصف الكرة الأرضية الشمالي تتسبب الاختلافات بدرجات الحرارة بين الأرض وسطح البحر في أوراسيا بنشوء رياح موسمية قوية تهب من الجهة الشرقية للبحر العربي باتجاه الهند، وهذه الرياح تسحب معها مياه سطح البحر، فتقوم مياه سطح البحر العربي من الجهة الغربية بالقرب من السواحل اليمنية والصومالية والعمانية بعملية إحلال بدلاً عن المياه المفقودة من خلال ارتفاع مياه قعر البحر العربي إلى الأعلى. وأوضح فريق الباحثين: أن المياه الأكثر عمقا وبرودة في البحر العربي غنية بالمواد الغذائية إلا أن الحركة التصاعدية لها تقود إلى تجمع حشد كبير من نباتات مجهرية تسمى ( الطحالب الحية phgeoplanktag) ما تلبث أن تطفو بالقرب من سطح البحر. كما ذكر ( جواكويم جوز joapuim Goes )في مختبر (Bigelow) لعلوم المحيطات بالولايات المتحدة: أن النباتات المجهرية التي طفت على سطح البحر العربي أخذت منذ أواخر التسعينات بالتزايد التدريجي كل عام. وعزا الباحثون ذلك إلى أنه: مرتبط بتغيرات بقوة الرياح وحرارة سطح البحر العربي من جهته الغربية ؛ مستنتجين بأن الزيادة الحالية بالنبات المجهرية(الطحالب الحية ) ناجم عن رياح موسمية قوية تقوم بسحب المزيد من المياه المحملة بالمواد الغذائية من قاع البحر إلى الأعلى. وأنهم يعتقدون أن هذا يحدث لأن كمية تساقط الثلوج في جبال الهملايا بدأ بالتناقص منذ أواخر التسعينات وبالتالي فلان الأرض تسخن أسرع خلال أشهر الصيف فأنها تقوم بتشكيل رياح قوية. وأضاف الباحثون في تقريرهم: أن المزيد من النباتات المجهرية قد يبدو كما لو أنه أمر جيد حيث أن زيادتها يجب أن يدعم الحياة البحرية بما معناه، أن هناك المزيد من الطعام داخل الحيز الغذائي البحري. وشرح جوز الإشكالية قائلا: أن المشكلة تكمن في أنه بينما المياه في القعر مليئة بالغذاء لكنها تحتوى على أوكسجين ضئيل. فانسحاب المزيد منها إلى أعلى السطح يسبب اختناقاً في الكائنات البحرية الحية. وأكد : أن هناك صيادون يمنيون وصوماليون وعمانيون يقولون بأن أعداد الأسماك الميتة التي يصطادونها تزداد بقوة على امتداد الخمسة إلى السبع السنوات الماضية، وإذا ما أستمر هذا الإتجاه فإن المزيد من الأسماك ستموت.. لكن المشكلة لا تقف عن هذا الحد فإن انسحاب المياه العميقة ألى السطح في هذا الجزء من العالم قد يتسبب بارتفاع مخيف بدرجات حرارة الكون. ونوه الباحثون إلى : بعض البكتريا وجدت طريقها للتعامل مع المستويات المنخفضة للأوكسجين في قعر البحر العربي ، وهي تقوم بذلك بواسطة استخلاص الأوكسجين الكامن في المواد الغذائية الموجودة في الماء وتعرف هذه العملية بـ ( de-nitrification)التي تنتج أو كسيد النتروجين وهو غاز ذو قوة فعالة .وعندما تحدث "النترجة" في قاع البحر فإن أول أكسيد النتروجين يبقى محتجزاً ، لكن عندما يرتفع الماء للسطح يتحرر هذا الغاز إلى الغلاف الجوي ؛ وهو يعمل كما لو أنه غاز نتح بيوت زجاجية ؛ إذ أنه يضر البيئة 300مرة أضعاف الضرر من ثاني أكسيد الكربون. ويؤكد الباحثون :لو أن معدلات الثلج المتساقط واصلت الانخفاض في الهملايا فإن البحر العربي سيصبح مدخنة أو كسيد النتروجين وأن ذلك قد يعني أن التغير المناخي سيكون أسوء بكثير من المتوقع حاليا. |