وسقطت المراهنات ! راهنت العديد من أحزاب المعارضة على فشل المؤتمر في مؤتمره السابع ولذلك قامت بإعلان مشروعها للهدم الكامل قبل انعقاد المؤتمر السابع بوقت قصير من دون وجود سبب غير ذلك يبرر ذلك . من الواضح أنها كانت تهدف إلى ارباك المؤتمر في مؤتمره السابع فإما ان يجاريها ويتبنى مشاريع اصلاح غير واقعية وغير وطنية ويعرض المصالح الوطنية للخطر وإما أن يتنكر للاصلاحات فيحجم عن تقديم أي مشاريع اصلاحات لعدم وجود ضرورة لها فيعرض نفسه للسخرية .. لكن نتائج المؤتمر السابع تدل بوضوح على أن المؤتمر بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح قد أسقط هذه المراهنات ذلك أنه تبنى في مؤتمره هذه الاصلاحات الضرورية والواقعية .. ويبدو ان مراهناتهم اعتمدت على تصورهم الخاطئ لطبيعة المؤتمر وخصائص قائده، فالمؤتمر في نظرهم ليس حزبا حقيقيا لأنه لا تتوفر لديه الشروط الموضوعية لأن يكون كذلك، فالمؤتمر في نظرهم ليس لديه ايديولوجيا يمكن من خلالها ملء مساحة العاطفة والوجدان لدى اعضائه كما عبر عن ذلك صراحة البعض ، فالميثاق الوطني ليس ملكا خالصا للمؤتمر إلى جانب انه يحتوي على العديد من التناقضات الفكرية والسياسية وبالتالي لا يصلح ان يكون دليلا فكريا له ، لذلك فإن فشل المؤتمر في نظرهم أمر حتمي لأنه الثمرة الطبيعية لثقافة العداء للحزبية المفروضة على المؤتمر منذ نشأته . فالمؤتمر من وجهة نظر هؤلاء استطاع الصمود حتى الآن بفضل الدعم الذي يتلقاه من فخامة الأخ الرئيس باعتباره رئيساً للدولة ، فالرئيس هو حامل المؤتمر ولا بد ان يأتي يوم يزيد الحمل على الحامل ، ولذلك فإن العديد من هؤلاء قد راهن على أن المؤتمر السابع هو محطة السقوط، ذلك ان التعبئة العصبوية لن تكون قادرة على كبح جماح المصالح المتصاعدة والمتعارضة بين اعضاء المؤتمر مما يهدد بحدوث صراعات تعمل على تفكيكه، وفي ظل ظروف كهذه فإنه من وجهة نظر هؤلاء لن يتمكن المؤتمر من التوفيق بين تلبية الحجم الكبير من مصالح أعضائه وتبني خطة واضحة لمحاربة الفساد، فإما ان يتم السعي بجد لمحاربة الفساد فيتشضى المؤتمر أو إما أن يتم التركيز على تلبية المصالح فيفقد مصداقيته في الداخل والخارج . ما من شك بأن هذه المراهنات كانت خاطئة لأنها فقط تعكس ثقافة الأحزاب الايديولوجيا وتصورها لطبيعة الأحزاب ودورها فالحزب في نظر هؤلاء يعتمد وجوده على قوة بنائه التنظيمي وعلى قناعة اعضائه بفكره وارتباطهم الوجداني بتاريخه وخصوصيات أهدافه ونظامه في التربية الداخلية، لكن من وجهة نظرنا فإن حزبا بهذه المواصفات لا بد ان يكون حتما دكتاتوريا كنتيجة للبناء التنظيمي الصارم الذي يقود إلى سيطرة القلة ، ومتعصبا كنتيجة للغلو في غرس القناعة بين أعضائه من قبل القلة المتحكمة ، وجامدا كنتيجة للارتباط التاريخي المبالغ فيه ، واقصائيا كنتيجة للمبالغة في انفراده في ملك الحقيقة ، وقطائعيا «نسبة إلى تصرف قطيع الحيوانات » كنتيجة للتربية الداخلية الموجهة ، فقد أثبتت التجارب التاريخية المتواترة ان إقامة حزب بهذه المواصفات لا يمكن إلا أن يكون حزبا شموليا غير صادق مع نفسه ومع مجتمعه ، فهو من الناحية النظرية يوغل في الشعارات ولا يعطي علنا أي مجال للمصالح المشروعة كحوافز محركة لاعضائه لكنه في الواقع يسعى لاستخذام المصالح المشروعة وغير المشروعة لتحقيق أهدافه. إن أحزاب المعارضة لم تدرك بأن الشعارات الجوفاء والايديولوجيا الجامدة ما حمت الأحزاب المعتنقة لها من التشضي ولا مكنتها من تحقيق اي نجاح لها على أرض الواقع، لقد قاد اعتناق مثل هذه ايديولوجيا فقط إلى تدمير الأحزاب المعتنقة لها والمجتمعات التي حكمتها . صحيح أن المؤتمر الشعبي لا يملك تنظيما صارما ولا يدعي انفراده في معرفة الحقيقة ولا يمارس غسيل المخ مع أعضائه من خلال التربية الداخلية ولكنه يملك اهدافا كبيرة وبرامج عمل واقعية لتحقيقها ، فالاهداف التي يسعى لتحقيقها المؤتمر بقيادة فخامة الأخ الرئيس هي عزة اليمن ووحدته ورفاهيته وأمنه واستقراره ، وبرامج العمل التي يتبناها المؤتمر بقيادة فخامة الأخ الرئىس هي الوحدة في ظل التعددية والمشاركة الواسعة وعدم الاقصاء، لا شك أن حزبا يحمل هذه الأهداف ويتبنى هذه البرامج لهو حزب قادر على ملء مساحة العاطفة والوجدان والمصالح المشروعة لدى اعضائه ومواطنيه ، انه حزب من الممكن ان يتغير ويتطور لكنه لن ينتهي فالوطن ما هو إلا عزة ورفاهية وان اختلفت وسائل تحقيق ذلك . ولأن المؤتمر بقيادة فخامة الاخ الرئيس هو كذلك فقد خيب آمال ورهانات انصار التوجهات والأحزاب الشمولية ، ففي مؤتمره السابع استطاع المؤتمر ان يبرهن أن أفضل وسيلة لتحقيق الطموحات المشروعة لاعضائه ولوطنه هي التنافس الشريف من خلال صناديق الانتخابات، فقد كانت الانتخابات الداخلية في المؤتمر حرة ونزيهة ابتداء من انتخابات القيادات المحلية وانتهاء بانتخابات أعضاء وقيادات المؤسسات العليا له، لقد برهنت تجربة المؤتمر هذه ان أفضل وسيلة لتنظيم التطلعات المشروعة ليس كبتها بمختلف الوسائل المشروعة وغير المشروعة ولكن من خلال اتاحة المجال لها لتعبر عن نفسها مع الاحتكام إلى رأي الأغلبية، فمن الواضح ان المؤتمر قد خرج بعد مؤتمره السابع أكثر قوة وانسجاما وعالج مسببات ظهور أي بؤر للتوتر جذريا ولم يعمل كما تعمل بعض الأحزاب الأخرى على تأجيل معالجتها من خلال تبني المهدئات . ولقد نجح المؤتمر في مؤتمره السابع في تبني موقف واضح وجلي من الفساد، لقد أوضح بقوة انه مصمم على محاربته سواء بين اعضائه أو بين أفراد المجتمع الآخرين، فالمؤتمر وعلى لسان رئىسه فخامة الاخ الرئيس هو الحزب الوحيد الذي يدين الفساد اينما كان ويقر بأن هناك من اعضائه من يمكن ان يكون قد مارس بعض الفساد ويطالبهم علنا بالتخلي عن هذه الممسارات وإلا تعرضوا للمساءلة ، الأحزاب الأخرى تبرىء نفسها من أي ممارسة للفساد وتدعي ان الآخرين هم الذين يمارسونه . ان من يطالب اعضاء حزبه الفاسدين بأن يتوقفوا عن هذه الممارسات ويعمل على تقديمهم للمحاكمة فلا يمكن وصفه بالمتستر بل بالمحارب للفساد ، لكن الذين يبرئون أنفسهم من الفساد فهم الفاسدون او المتسترون عليه . لقد استطاع المؤتمر في مؤتمره السابع بزعامة فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح ان يوضح للمراهنين بالدليل العملي فشل رهاناتهم ، فهل يعقل من يراهن على فشل غيره لينجح ويعودون إلى رشدهم ويسعون للنجاح من خلال جهودهم بغض النظر عما يحققه الآخرون واذا فشلوا في ذلك فليحاسبوا أنفسهم قبل ان يحاسبوا غيرهم ، هذا ما نتمناه ولله في خلقة شؤون . نقلاً عن الثورة |