القوميون الإسلاميون 1-3 منذ أمد طويل لم يتنبه السياسيون العرب للمخاطر المحدقة بالوطن العربي وبالأمة العربية، ولم يعدوا للمواجهة مع العدو الصهيوني الذي تقف من ورائه أمريكا بكل قوتها بعد أن أصبحت القوة الكبرى ذات الشهية المفتوحة لاحتواء العالم والسيطرة عليه، وبعد أن أصبحت القطب الواحد بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وانهيار المنظومة الاشتراكية. وإذا ما استثنينا الثورة الإسلامية بإيران، والتي كانت حاضرة حقيقية للتطور الذي حدث في لبنان عام 1982م حيث انبثق حزب الله اللبناني بمساندة القوى الحية في لبنان بتعدد مشاربها واتجاهاتها فإن الوطن العربي قد أضحي لقمة سائغة للصهيونية العالمية وربيبتها إسرائيل. لكن المفكرين العرب والذين وجدوا أن الحركات السياسية في الوطن العربي لم تكن إلا وجه العملة الآخر للسلطات العربية الحاكمة بما في ذلك ما يكتنفها من ضعف في الآداء وانقطاع عن أحلام الجماهير العربية وطموحاتها في الحرية والوحدة والديمقراطية ودحر للعدو الخارجي, قد أدركوا - كما أدركوا من قبل- بأن عليهم ألاَّ يتركوا الساحة فارغة لهذا التدهور المريع في العلاقات العربية والاستسلام المذل للعدو الصهيوني الغاصب وتقبل الإملاءات الأمريكية بالحرب والسعة. لذلك فقد عقدوا أول لقاءهم في بيروت العاصمة العربية المبادرة دوما- للمؤتمر العربي الذي تطور فيما بعد إلى ملتقى عربي إسلامي يضم التيارين القومي العربي والإسلامي لتتوحد جهود التيارين في إطار واحد مهما قل شأنه وتباطأت خطواته. وبعد الهجمة الأمريكية على العراق وإعلان الاحتلال بموافقة الأمم المتحدة يجري اليوم هجومُُ، شديد على التيار القومي العربي على اعتبار أن نظام صدام حسين كان ركنا مهما ودعامة أساسية فيه. وأصبح التنكر للتيار القومي ومحاولة إقصائه همَّا مؤرقاَ للبيت الأبيض الأمريكي بنفس المستوى الذي تصُنف فيه الحركات الإسلامية والمدموغة بسمة الإرهاب دون تمييز بين حركة وأخرى، واتجاه وآخر حيث وضعت أمريكا كل الحركات الإسلامية والدول ذات التوجه الإسلامي في سلة واحدة. وبذلك فهي تفسح الطريق أمام ربيبتها إسرائيل بالتعاون مع بريطانيا ورئيس وزرائها بلير، وهنا تكمن خطورة الوضع الذي تمر به الأمة العربية ويحدق بالعروبة والإسلام معا. فكيف تستطيع هذه الأمة مواجهة هذه الأخطار، هذا ما سنتحدث عنه في لقاء جديد أن شاء الله. |